الحلقة الثامنة

3.9K 120 1
                                    

الحلقة الثامنة

وجد (هارون) نفسه يذهب بكل غضب تجاه ذلك الأحمق الذى ينظر إلى حبيبته هكذا لم يشعر بنفسه كيف وصل بتلك السرعة إليهم ثم قال بصوت أچش مرتفع
-انتى ايه اللى موقفك كده يا (حكمت) ؟
ما أن استمعت (حكمت) لصوت (هارون) الذى تميزه حتى شعرت بالرعب من لكنته تلك ثم قالت
-ا٠٠ انا طالعة اهو
فقال (رأفت) بغضب
-استنى هنا يا (حكمت) ٠٠ مين ده اصلاً عشان تسمعى كلامه
فركت (حكمت) يدها بتوتر ولاحظ (هارون) أن ذلك الكائن قد ارعبها ومازال ينظر إلى جسدها بنظرات ثاقبة كم ود ان يثقب هو عيناه حتى لا يرى مجدداً فما كان منه إلا انه قام بنزع معطف بذلته ووضعه على كتف (حكمت) وقال بصرامة
-بقولك اطلعى يا (حكمت) ٠٠ واللى شوفته ده مش هيعدى بسهولة
ما أن استمعت (حكمت) لصوت (هارون) حتى اتجهت نحو الداخل برعب وحاولت ان تسرع فى خطاها دون أن تتعثر ولكن لم يعجب (رأفت) ذلك الذى صار فركض خلفها ومسك يدها ليجعلها تلتف له وقال
-انت بتسمعى ٠٠
ولكن قاطعته (حكمت) بغضب شديد وهى تقول
-جولتلك جبل سابج يا (رأفت) متمسكش يدى
حين أستمع (هارون) لتلك الكلمات علم انها ليست المرة الأول التى حاول فيها ذلك الوغد أمساك يدها فلم يملك زمام نفسه وانقض على (رأفت) ليلكمه لكمة فغضب (رأفت) لذلك الذى حدث وظلا يتشاجران سوياً لكمة من (رأفت) ولكمة من (هارون) شعرت (حكمت) بشجارهم فقالت
-بعدوا عن بعض ٠٠
وصرخت فى وجههم ولم يستمع لها أى شخص وظلا يتعاركا فأستمع (سراج) لأصوات عراك وهو بالطابق العلوي فنظر من الشرفة وجدهم على تلك الحالة أحدهم سيقتل الأخر وشقيقته تبكى بشدة فأسرع نحو الأسفل وما أن وصل حتى فض بينهم العراك وقال
-ايه اللى بيحصل هنا؟
ما أن رأى (هارون) (حكمت) مازالت موجودة حتى زعق فى وجهها قائلاً
-انتى لسه مماشتيش ٠٠ امشى بقولك
نظر له (سراج) بذهول وهو يحدث شقيقته بتلك الطريقة فأسرعت (حكمت) نحو الداخل وهى تبكى بينما نظر (سراج) إلى (هارون) قائلاً بغضب
-ايه اللى حصل لده كله ؟
فنظر (هارون) إلى (رأفت) وقال وهو ينظر له بغضب
-مين ده اصلاً ؟
-ده ابن عمنا
فشعر (هارون) بغضب شديد وظهرت عروق يده ورأسه من كثرة غضبه ثم قال
-اه يا وااااطى ٠٠ كمان كمان ابن عمها
قبل أن يسئل (سراج) عن الذى حدث قاطعه (رأفت) قائلاً
-وانا كنت عملت ايه ؟ ٠٠ وبعدين انا عاوز اتجوز بنت عمى انت مالك انت !!
تسمر كلاً من (هارون) و (سراج) فى أماكنهم ونظر (هارون) بترجى نحو (سراج) كى لا يوافق على ذلك الوضيع فتحدث (سراج) بضيق
-ايه اللى بتقولوا ده يا (رأفت) ؟
رفع (رأفت) حاجبه ثم قال
-ايه هترفضنى يابن عمى ٠٠ انا بحب (حكمت) وعاوز اتجوزها
صر (هارون) على أسنانه بينما زفر (سراج) بضيق فهو يعلم أن (رأفت) المستهتر لن يحافظ على شقيقته بل هو يريد ان يتزوجها فقط كى يتكفل هو بمصاريفهم أبتسم بسخرية ثم قال
-معنديش اخوات للجواز ٠٠ (حكمت) مش عاوزة تتجوز
-متهيئلى تسئلها الأول
شعر (هارون) بغضب شديد ثم قال
-ما قالك مش هتجوز
تحدث (سراج) بصرامة ثم قال
-استنى انت يا (هارون)
ثم نظر إلى (رأفت) وقال
-انا قلت اللى عندى
زفر (رأفت) بضيق ثم توجه نحو الخارج فهو لا يريد ان يتحامق ويقول حديث يجعل (سراج) مصمماً على رأيه لذلك خرج وهو يتوعد أنه سيتزوجها رغماً عن الجميع ٠٠
مسح (هارون) وجهه بكف يده ثم قال
-إياك تجوز (حكمت) ليه
-ايه اللى حصل يا (هارون) ؟
صمت (هارون) قليلا فهو لا يريد ان يجعل موقف (حكمت) صعب ولكن هم ليس معها طوال الوقت فيريد أن يقول له على ما حدث حتى يبقى منتبهاً من ذلك الوضيع فحثه (سراج) على الحديث
-فهمنى ايه اللى حصل ؟!
ابتلع (هارون) ريقه ثم قال
-مش عاوز ابان عيل قدام اختك لو هقولك هقولك بس عشان تاخد بالك ٠٠ لكن متقربش منها فاهم ؟
نظر له (سراج) بريبة ثم قال
-خلص حصل ايه ؟
زفر (هارون) بضيق
-لما دخلت لاقيت (حكمت) واقفة تحت المطر وهو واقف قصادها و ٠٠ وهدوم (حكمت) ٠٠ احم ٠٠ يعنى انت فاهم المطرة والمايا بتعمل ايه وهو كان بيبص على جسمها
أحمر وجه (سراج) غضباًك فأسرع (هارون) قائلاً
-بس هى مذنبهاش حاجة وهى تعرف منين ان شكلها كان ملفت ٠٠ ارجوك متعملهاش حاجة و٠٠ ويااريت تسبنى اكلم معاها
نظر له (سراج) بغضب فأبتلع (هارون) ريقه ثم قال
-انا عاوزها تثق فيا ٠٠ انا لما شفتها واقفة معاه وبتضحك ومش عارفة هو بيبصلها ازاى دمى غلى يا (سراج) ولما لبستها الچاكت بتاعى وقولتلها اطلعى فوق وسمعت كلامى حسيت براحة كبيرة مش ممكن اوصفها ليك ولما لاقيت الحيوان ده جرى ومسك ايدها بيمنعها ولاقت رد فعلها كان سريع اتبسطت اوووى بس اللى ضايقنى انى فهمت من كلامها انه مش اول مرة يحاول يمسك ايديها يااريت الخسيس ده ميدخلش بيتك تانى
شعر (سراج) بغضب شديد ثم قال
-كمان !!! ٠٠ انت مش فاهم (رأفت) مش بيحبها اصلاً (رأفت) ده صايع ومستهتر عاوزنى اصرف عليه وعليها طمعان فيها مش اكتر
شعر (هارون) بالضيق والحزن
-ارجوك يا (سراج) وافق انى اقرب منها واخليها تطمن ليا ٠٠ وانا اوعدك بشرفى انى مش هعمل اى شئ يضرك ولا يضرها ٠٠ حتى لو هى اصرت على رفضى
ابتلع (سراج) ريقه ثم قال
-بس ٠٠ بس ده مينفعش ابداً و ٠٠
قاطعه (هارون) قائلاً
-انت دلوقتى المسئول عن اختك ومن حقك تجوزها للى شايفه جدير بيها وبيحبها ٠٠ بينى وبينك انا خاطبها منك وافق انت بس وانا صدقنى هتصرف على اساس اننا مخطوبين وعمرى ما هتعدى حدودى
ثم مد يده له فنظر (سراج) ليد (هارون) الممدودة وحك ذقنه بيده ثم مد يده الأخرى له وهو يقول
-اتفقنا ٠٠
أبتسم (هارون) وشعر بسعادة كبيرة ثم اقترب منه لكى يحتضنه فأبتسم (سراج) وهز رأسه بأسى ٠٠
*******************
بينما كانت (حكمت) فى غرفتها تبكى بشدة فصعد (سراج) لكى يطمئن على حالها طرق باب غرفتها فمسحت (حكمت) دموعها مسرعة ثم قالت
-ادخل
فتح (سراج) الباب وجدها مازالت بملابسها المبتلة ويبدو انها كانت تبكى بشدة فأقترب منها ثم جلس أمامها
-لسه مغيرتيش هدومك ؟! هتعى كده يا (حكمت) ؟!
-مش مهم انا خلاص معدتش جادرة استحمل صحبك ده بيشخط فيا ليه إكده كل ده عشان انا رفضطته مش متخيل ان واحدة عامية ترفضه چرحت كرامته يعنى !!
نظر لها (سراج) وهو يشعر بالحزن على حالها تبا لحساسيتها المفرطة التى لا تجعلها ترى غيرة (هارون) الواضحة عليها فمسك (سراج) يدها ثم قال
-(حكمت) انتى بنت وبنت كبيرة وبقيتى متعلمة كمان لازم تعرفى حاجة مينفعش تقفى تحت المطرة كده كل الموضوع ان المايا خلت ٠٠ يعنى جسمك شفاف وانتى مكنش ينفع تقفى كده لا قدام (رأفت) و لا (هارون) بالشكل ده
سحبت (حكمت) يدها من يد (سراج) مسرعة ووضعتها على صدرها فأبتسم (سراج) عليها ثم نهض من مكانه وقال
-غيرى هدومك والبسى هدوم وطرحة عشان (هارون) هيتغدا معانا
-بس انا مش باكل جدام حد يا (سراچ) انا هجعد اهنيه
تحدث (سراج) بلهجة آمرة
-خمس دقايق يا (حكمت) وألاقيكى تحت ع السفرة ٠٠ فاااهمة ؟
شعرت (حكمت) بالخوف من لهجة شقيقها فهزت رأسها بالإيجاب خوفاً منه ٠٠
****************
ما أن وصل (رأفت) لمنزله حتى دخل داخل غرفته وأخذ علبة سجائره وظل يدخن بشراهة وهو يفكر فى طريقة ليتزوج بها (حكمت) فهو لن يجعلها لأحد سواه سيتزوجها رغماً عن (سراج) حتى فحدث نفسه قائلاً
-مبقاش انا (رأفت) لو مش اتجوزتها وغصب عنك كمان يا (سراج) هتشوف هتشوف هعمل ايه !!
********************
ما أن أنتهت (حكمت) من ارتداء ملابسها حتى توجهت مرغمة على مائدة الطعام جلست دون أن تتحدث وقالت محدثة (سراج)
-أدينى چيت اهو ٠٠ انت عارف انى مبحبش اجعد مع حد غريب يا (سراچ) ومع ذلك چبرتنى
ثم وضعت يدها على وجنتها بطفولة فنظر لها (هارون) الذى لا يوجد سواه وشعر بمشاعر مختلطة فقد طلب من (سراج) ان يتركهم عشر دقائق سوياً ويراقبهم من على بعد فقد كان يقف (سراج) بعيداً عنهم بخطوات فحسب فتحدث (هارون) بضيق مصطنع
-مكنتيش عاوزة تقعدى معايا يا (حكمت) ؟
ما أن أستمعت (حكمت) لصوت (هارون) حتى أحمر وجهه خجلاً وتحسست وجنتها ثم قالت
-ا٠٠ اومال فين (سراچ) و امى ؟
-(سراج) فى مكتبه وأمك فى المطبخ
وقفت (حكمت) ثم قالت بتوتر
-انا رايحة لماما
-استنى يا (حكمت)
تلعثمت (حكمت) قائلة
-م٠٠ ميصحش إكده ٠٠ اجف انا وانت لوحديتنا
فتحدث (هارون) بترجى
-طب ما تخليه ينفع يا (حكمت) ٠٠ اتجوزك طيب ويبقى ينفع
شعرت (حكمت) بالأحراج ثم قالت
-عيب إكده يا (هارون)
شعر (هارون) بأنه سيفقد الوعى فقد نطقت اسمه اخيراً ثم قال
-يا ٠٠ يا ايه ؟
-وبعدين ويااااك ٠٠
ثم قالت بصوت مرتفع
-يا (سرااااااچ)
مط (هارون) شفتاه بعدم رضا ثم قال
-مش هنا ريح٠٠٠٠٠
ولم يستطع أن يكمل حديثه حتى وجد (سراج) خلفه يقول
-خير يا (حكمت) ؟
ذهبت (حكمت) حيث صوت شقيقها وأرتمت فى حضنه ثم قالت موجههة حديثها إلى (هارون)
-كمان كداب .. انا سامعة صوته چاى من ناحية الزهرية اللى هناك مش من المكتب
شعر (هارون) بالخجل من نفسه ثم نظر إلى (سراج) شذراً وقال
-نورت يا چنرال
ربت (سراج) على كتف (حكمت) ثم وجه حديثه إلى (هارون)
-ماهو متحلمش بأكتر من كده
نظر (هارون) بغيظ إلى (سراج) ثم قال
-وماله ٠٠ رضا كده اوووى يا چنرال
أبتسم (سراج) ثم أجلس شقيقته وقال
-يلا عشان نتغدا ٠٠ الاكل اتحط ع السفرة
*******************
فى ظهيرة اليوم التالى كان (سراج) يجلس على مكتبه يقرأ ملف قضية لديه فى المكتب فى تلك الأثناء سمع صوت أحدهم يطرق باب الغرفة وقبل أن يجيب على السائل ليدخل دخلت (فاتن) دون أن تنتظر أذنه ثم قالت
-بقى كده يا (سراج) ٠٠ تمشى يوم عيد ميلادى بدرى كده ومتودعنيش حتى زعلت منك اوووى وكمان جيت سئلت عليك كل يوم مكنتش بتيجى انا مخصماك حقيقى
نظر لها (سراج) بضيق شديد ثم قال وكأنه لا ينتبه لحديثها او بالأحرى هو لا يهتم بحديثها المدلل مثل شخصيتها ذاك ثم قال
-لما تخبطى ع حد استنى لما تسمعى كلمة ادخل
نظرت له (فاتن) بعدم فهم وقالت
-ايه ؟!
أعاد (سراج) حديثه ببرود شديد ثم قال
-لما تيجى تخبطى على حد استنى لما تسمعى كلمة ادخل
-طب ٠٠ طب وكلامى ده مسمعتو٠٠
زفر (سراج) بضيق ثم قال
-مش هسمع منك أى كلمة غير لما تخرجى وتخبطى عليا من تانى ومتدخليش إلا لما اقولك ادخل
أبتلعت (فاتن) ريقها وشعرت بأهانة شديدة ثم قالت على مضض
-ح٠٠ حاضر
وبالفعل توجهت نحو الخارج وأغلقت الباب ثم قرعت الباب مرة ثانية وانتظرته ليأذن لها وما أن سمعته قال
-ادخل
حتى دخلت مسرعة وقالت
-ممكن ترد عليا ٠٠
قاطعها قائلاً
-اتفضلى اقعدى
مطت (فاتن) شفتاها بضجر شديد ثم جلست على المقعد الذى أمام مكتبه وقالت
-ممكن تجاوبنى
اجاب بهدوء وهو ينظر إلى الملف الذى أمامه وقال
-ع ايه ؟
زفرت (فاتن) بضجر شديد ثم قالت
-مشيت ليه ومودعتنيش يوم عيد ميلادى
نظر لها (سراج) بثبات ثم قال
-اعتقد دى حاجة تخصنى لوحدى يا (فاتن) اقعد امشى محدش ولى أمرى ٠٠ وانا جاى الحفلة بناء على رغبة والدك لأنه طلب منى كده فاللى يزعل هو مش انتى
شعرت (فاتن) بالضيق ثم قالت بنبرة حزينة
-بس انت عارف انى بحبك ٠٠ بحبك جداً يا (سراج) و ٠٠
قاطعها قبل أن تكمل حديثها ذاك
-هشششش ٠٠ بصى يا (فاتن) لازم تفهمى شئ مينفعش تروحى لراجل وتصرحى ليه بحبك كده انتى لسه صغيرة يا (فاتن) وعقلك مش مدرك اننا مختلفين اختلاف شديد مش هنقدر نتعايش مع بعض ياااريت تنسينى خالص وتطلعينى من دماغك
ترقرقت الدموع فى أعين (فاتن) ثم قالت
-بس انا بحبك و ٠٠
تحدث (سراج) بإنفعال
-تاااااانى !!
وقفت (فاتن) وهى تمسح دموعها ثم غادرت المكتب مسرعة ظل (سراج) يتابعها بعينه ثم قال
-بكرة تعرفى ان مصلحتك مش معايا ٠٠
ثم ظل يراجع الملف الذى أمامه وما أن أنتهى حتى نهض عن مكتبه وقرر التوجه إلى مكتب (هارون) ما أن رأه (هارون) حتى أبتسم وقال
-خير يا چنرال !!
ابتلع (سراج) ريقه ثم قال
-انا فكرت فى موضوع وعاوز اعمله
نظر له (هارون) بأهتمام
-خير !!
-انا مش عاوز حد يمر بنفس تجربتى فى الحب انا عاوز ارجع البلد وهغير حاجات فيها ٠٠
نظر له (هارون) وهو لا يعرف ماذا ينوى أن يفعل صديقه ذاك ٠٠

#ظلمة_جهل_أفسدت_عشق

#علا_السعدني

ظلمة جهل أفسدت عشقWhere stories live. Discover now