الحلقة الحادية والعشرون

3.2K 113 1
                                    

الحلقة الحادية والعشرون

نظر (سراج) لذلك الشاب المستلقى على الأرضية فيبدو انه مات مخنوقاً علم ذلك من حديث الضابط بالجوار نظر له الضابط واقترب
-حضرتك كنت تعرفه ؟
هز (سراج) رأسه نافياً
-لا شوفته مرة واحدة بس ٠٠ كان جاي يطلب ايد بنت ممرضة عندنا فى البيت عشان بتساعد والداتى
هز الضابط رأسه بتفهم ثم بدء فى التحقيق مع كل شخص وجده بالجوار ٠٠
*******************
أرتدت (سوسن) ملابسها وقررت النزول من أجل البحث عن عمل ما فقد ملت الجلوس فى المنزل خاصة بعد سفر (حكمت) التى كانت تقضى معها معظم وقتها هبطت أسفل عقارها ثم سارت نحو الموقف الخاص بالحافلة التى ستصلها لشركة ما كى تتقدم للوظيفة ما أن وصلت الحافلة حتى صعدت هى ظلت تبحث عن مكان شاغر حتى وجدت مقعد بحانب شاب اتجهت نحو المقعد وجلست بجواره ظلت طوال الطريق تقرأ فى كتاب ما اخرجته من حقيبتها ظلت تقرأ هكذا لبضع الوقت ولكن لم تستطع أن تركز بسبب الضوضاء حولها فأغلقت الكتاب ثم فتحت حقيبتها لتضعه مرة أخرى فوجدت ان الخمسون جنيهاً التي كانت معها لم تعد موجودة اتسعت عيناها ثم نظرت للشاب الذى بجوارها
-انت اللى سرقتها
نظر لها الشاب بعدم فهم
-افندم
-انت هتعملهم عليا ٠٠ انت حرامى
ثم أمسكته من اعلى قميصه وقالت للسائق
-حضرتك وقف هنا ٠٠ هنا بسرعة قدام القسم اللى جاى
ونظرت للشاب
-ده انت نهارك اسود
فى نهاية الحافلة كان (رأفت) جالس ليذهب إلى عمله ولكن انتبه لتلك الضوضاء وعلم ان تلك ٠٠ تلك الفتاة المزعجة التى تزعجه دوماً نهض من مقعده وتوجه نحوها قائلاً
-فى ايه يا (سوسن) ؟
نظرت (سوسن) لذلك الصوت وعلمت انه (رأفت)
-إلحقنى الحرامي ده سرقنى
نظر (رأفت) للفتى التى تضع يدها عليه قابضة عليه
وهو يقول
-ابعدى عنى ٠٠ ايه اللى بتقوليه ده؟
-كلكوا بتعملوا فيها ولاد ناس
فتوقف السائق امام القسم فأمسك (رأفت) ذلك الفتى وقال
-انزلى انتى وانا هجيبه وراكى
فعلت ذلك (سوسن) واتى (رأفت) بذلك الفتى الذى كان يقول
-ع فين كده مودينى ٠٠ انتوا مجانين
لم يجيبه (رأفت) ودلفوا ثلاثتهم بالقسم وما ان وصلوا لمكتب الضابط حتى قالت (سوسن)
-الاستاذ ده سرقنى فى الأتوبيس
فأجاب الفتى
-محصلش
نظر الضابط إلى (سوسن) قائلاً
-سرق منك ايه ؟
-50 جنيه كانت فى شنطتى ٠٠ بس انا عرفت انه سرقها ع طول وجبته من الأتوببس ع هنا
فنظر الضابط للعسكرى الذى امامه وقال
-فتشه يا بنى
فأجاب الفتى
-انا مسرقتش حاجة
لم يهتم العكسرى بحديثه وظل يقوم بتفتشيه ثم وجه حديثه للضابط
-معهوش ال 50 جنيه يا باشا
نظر الضابط إلى (سوسن) فقالت
-اتلاقيه رامها فى الطريق
ثم وكزت (رأفت) فى كوعه
-مش كده برده يا (رأفت)
ظل (رأفت) مذهولاً ثم قال متلعثماً
-ا٠٠ اه يمكن
فنظر الضابط للفتى
-انطق سرقتها ولا لأ
-حضرتك انا طالب فى كلية طب وكارنيه الكلية فى المحفظة مع العسكرى وممكن تشوفه
احمر وجه (سوسن) خجلاً ونظر لها (رأفت) بغضب فأبتلعت هى ريقها ثم قالت بصوت خافت
-ه٠٠ هو حضرتك ممكن اعمل مكالمة واحدة بس
هز الضابط رأسه فأخذت (سوسن) السماعة واتصلت برقم بيتها فأجابت والداتها
-الو
إجابتها (سوسن) بصوت خافت
-ايوة يا ماما انا (سوسن)
لم تستمع لها والداتها وقالت
-مين؟
فتحدثت بصوت اعلى قليلاً
-(سوسن) (سوسن) يا ماما ركزى معايا شوية
-خير يا بنتى
فعادت لصوتها الخافت ولكن تلك المرة وصل لمسامع والداتها
-شوفى كده فى درج التسريحة 50 جنيه
دلفت والداتها غرفتها ثم نظرت للدرج ووجدت الخمسون جنيهاً فقالت
-ايوة يا بنتى موجودة
فضربت (سوسن) كف يدها بجبتها وابتلعت ريقها ثم قالت
-طب سلام دلوقتى يا ماما
ولم تنتظر رد والداتها واغلقت الهاتف ثم نظرت للظابط وهى تفرك يدها
-بينى كده ظلمته
نظر لها الضابط بحدة فحاولت ان تتلاشى نظرته ثم قالت للفتى
-انا اسفة بجد و ٠٠
تحدث الفتى بضجر
-محصلش حاجة ٠٠ ممكن بس امشى
فأجاب الضابط
-اتفضل انت
فوجه الضابط نظره لتلك الحمقاء ومن معها فأبتلع (رأفت) ريقه ثم قال
-يعنى ٠٠ يعنى ساعات الواحد بينسى
زفر الضابط بضيق وقال
-انا هطنش بمزاجى اتفضلوا امشوا من قدامى حالاً
فخرج كلاً من (رأفت) و (سوسن) مسرعين ٠٠ بالخارج نظر لها بضيق فزمت (سوسن) شفتاها
-متبصليش كده ٠٠ ايه مبتنساش
-ا٠٠ انا مش عارف انتى طلعتيلى منين ٠٠ يعنى يوم ما اتوظف والتزم فى وظيفة وبروح فى مواعيدى تطلعيلى انتى وتعطلينى عن شغلى وكمان ع قلة فايدة
ابتسمت (سوسن) بفرحة وصفقت بيدها بسعادة وقالت
-واااااو انت اشتغلت برافوووا
نظر لها وهو لا يصدق برودها ذاك ثم قال
-وهترفد النهاردة بسببك ٠٠ عن اذنك
ثم تركها وخرج خارج القسم فشعرت هى بالحزن وحدثت نفسها قائلة
-ماله ده !! ٠٠ وانا عملت حاجة !!
**********************
عاد (سراج) من الخارج وذهب إلى غرفة والداته فوجدته والداته يبدو عليه الحزن كانت (قوت) ايضا تجلس معها ووجدته يبدو شارداً فتحدثت قائلة
-مكشر ليه إكده يا (سراچ) ؟
هز (سراج) رأسه ثم قال
-لا مفيش حاجة
فأكدت والداته ما قالته (قوت) وقالت
-لا شكلك مضايج يا ولدي ٠٠ فى حاچة حُصلت
اخذ (سراج) نفس عميق ثم قال
-عارفين اللى كان متقدم ل (قمر) مات وشكله مات مقتول ٠٠
قالت (آمنة) بهدوء
-الله يرحمه يا ولدى
فنظرت لهم (قوت) ثم قالت
-غريب چداً هو كل ما حد يتجدملها يموت
فى تلك اللحظة كانت (قمر) ستفتح باب الغرفة لتطمئن على (آمنة) ولكنها استمعت لحديثهم وشعرت بالحزن ولكن أجابت (آمنة) مسرعة
-ايه اللى بتجوليه ده يا بتى ٠٠ وهى ذنبها ايه ؟
-اكيييد نحس يا خالتى زى ما بيجولوا ع الحالات اللى تشبهها
فتحدث (سراج) مسرعاً
-ايه الهبل اللى بتقوليه ده يا (قوت) مفيش الكلام ده خاالص
انسابت الدموع من أعين (قمر) ولكنها قررت التوجه لغرفتها دون أن تتحدث مع اى شخص بينما اجابت (قوت) قائلة
-مش جصدى ٠٠ بس مش غريبة اللى كانت هتچوزه مات واللى اتجدم ليها مات هو كَمان يا سى (سراچ) نظر لها (سراج) بضيق
-حرام يا (قوت) اللى بتقوليه ده ٠٠ انا رايح اوضتى
******************
فى وقت المغرب ذهب (قاسم) إلى منزل عائلة (قوت) وظل يحدثهم عن ما فعلته ابنتهم وانها الآن مع (سراچ) وأقنعهم ان سبب انها سقطت من الأعلى لأنها فقدت توازنها ليس إلا ٠٠ ولولا أن (قاسم) يشعر بالخوف عليها وعلى صحتها اثر وقوعها من غرفتهم لأخذها عنوة عنهم ولكنه تهمه صحة (قوت) بالأخير فشعر (سيد) بغضب شديد من ابنته فكيف لها ان تترك منزل زوجها الذى جعلهم جميعاً يعيشون بسعادة فأخبره (سيد)
-انا هروح اتحدت ويا (سراچ) ومرتك هتعاود وامسح الغلطة دى فيا يا سى (جاسم)
تحدث (قاسم) ببرود وقال
-انت خابر زين انى بحب (جوت) ولا يمكن ازعل منيها وكمان عشان (سراچ) يبجى من عيلتكوا انا مش رايد انى ائذيه
-كتر خيرك يا سى (جاسم) ٠٠ وانا بكرة هكون عنديهم وهخلى (جوت) ترچع لبيتها ورچلها فوج رجبتها
هز (قاسم) رأسه بالإيجاب ثم اخبرهم بأنه سينصرف لأنه لديه اعمال وخرج من المنزل وعلا شفتاه ابتسامة نصر ٠٠
*********************
جلس (هارون) مع (سراج) فى الشرفة الخاصة بغرفة (سراج) وهم يلعبون لعبتهم المفضلة (الشطرنج) وكما العادة وبخفة وذكاء (سراج) نهى اللعبة قائلاً
-كش ملك
زم (هارون) شفتاه ثم قال
-كل مرة كده ٠٠ انت اكييد مبتلعبش بنزاهة
-وليه متقولش انك غبى
زم شفتاه بضيق فأبتسم (سراج) ثم قال
-نتكلم جد بقى
-خير
-انت نازل بكرة مصر مش كده
تحدث (هارون) بنبرة حزينة فهو لن يرى (حكمت) وتلك اخر ليلة معها وقال
-ايوة
-طب عاوزك تستلم التقرير اللى هيطلع ل (قوت) من مستشفى (٠٠٠٠٠) وترفع دعوة على (قاسم رجب النجار) بالطلاق
-ده انت مصمم بقى
-مش معقول هسيب (قوت) عايشة فى الظلم والقهر ده
تحدث (هارون) بنفاذ صبر
-بس هى اللى اختارت
-كانت عيلة وقتها
-انت دايما بتبرر غلطها
-انت عارف انى بحبها
زفر (هارون) بضيق ثم سئله
-يعنى لو اطلقت من (قاسم) هتجوزها ؟
-اكييييد
ضرب (هارون) كف يده بالآخر بضيق شديد فتابع (سراج)
-انت عارف انى بحبها وقلبى مقفول عليها هى وبس ٠٠ ولو فى فرصة اني اعيش معها واعوض سنين عمرى وعمرها اللى فات انا مش هتأخر اكيييد
-واللى عملته فيك يا (سراج) ؟
-قولتلك كانت طفلة متفهمش حاجة ٠٠ وبعدين انا لو كنت شايفها سعيدة مع (قاسم) صدقنى مكنتش هدخل انا ميهمنيش مصلحتى اكتر ما يهمنى اشوفها سعيدة
هز (هارون) رأسه بأسى فسمعوا صوت احدهم يطرق باب الغرفة فذهب (سراج) تجاه الباب وفتحه وجد (قوت) امامه
-ممكن اتكلم معاك يا سى (سراچ)
-طب هننزل نكلم تحت ٠٠ ميصحش نتكلم هنا
ثم قال ل (هارون)
-شوية وجاي
ثم ترك الغرفة وهبط بالأسفل مع (قوت) التى نظرت له وقالت
-انى اسفة يا سى (سراچ) ٠٠ انا مجصدتش انها نحس انى بس استغربت وجلت زى ما الكل بيجول لما بيبجى فيه واحدة زييها
ابتسم (سراج) ثم قال
-انا عارف يا (قوت) ٠٠ انتى محدش فاهمك غيرى انتى قلبك طيب جداً بس متسرعة شوية
نظرت هى لإسفل وقالت
-ربنا يعلم انى بحبك جد ايه و ٠٠
قاطعها (سراج) رغم السعادة التى تقفز من قلبه لسمعاه لأعترافها
-مش قلنا منقولش الكلام ده
-بس دى مشاعر
-حرام تصرحى بيها فى الوقت الحالى يا (قوت)
نظرت له (قوت) ببلاهة ثم قالت
-هو انت مبتغلطش خالص زينا يا سى (سراچ) ليه ؟
ارتفع حاجب (سراج) ثم قال
-مين قال الكلام ده مفيش انسان ع الأرض مش بيعمل ذنوب ولو اى حد شايفنى كويس ده بس من ستر ربنا .. انا بغلط كتيير اووووى
ابتسمت (قوت) ثم قالت
-تصبح ع خير يا سى (سراچ)
-وانتى من اهله
كانت (قمر) فى المطبخ تاخذ كوب من الماء وهى تخرج من المطبخ استمعت إلى حديثهم دون قصد فأخذت نفس عميق ثم اتجهت لتذهب نحو الدرج المؤدى للطابق العلوي فرائها (سراج) فدعها قائلاً
-(قمر) !!
-نعم
لاحظ (سراج) حدتها فى الكلام ولكنه قال
-الموضوع بتاع الشاب اللى اتقدملك انتهى ٠٠ هو مات اصلاً
شعرت (قمر) بالضيق وهو يخبرها ذلك فقد كانت تشعر بالحزن منه لان (قوت) قالت إنها منحوسة امامه ولم يدافع عنها او يوبخ (قوت) بل اكتفى بأبسط ردود الأفعال فتحدثت ببرود
-مليش دعوة اصلاً .. الله يرحمه
نظر لها (سراج) وهو لا يفهم لما تتحدث معه هكذا فقال
-قريتى من الكتاب ؟
-ايوة
-فى حاجة مفهمتهاش
-لا مفيش حاجة ٠٠ ولو احتاجت حاجة هسئل استاذ (هارون)
ردد (سراج) بإندهاش
-(هارون) !!
-عن اذنك انا عاوزة انام
ثم تركته وصعدت للأعلى فنظر لها وهو مندهشاً ويقول
-ده ايه المجنونة دى !!
*********************
فى صباح اليوم التالى ٠٠
اتجهت (قمر) نحو تلك الأرض الزراعية التى اعتادت ان تذهب لها وقت فراغها جلست أسفل شجرة تستظل بها وهى متكأة للخلف فقد شعرت بأنكسار شديد بعد ان اتهمتها (قوت) تلك بأنها انثى مشئومة مسحت دموعها التى انسابت دون ان تشعر فزوجة عمها ايضاً قالت لها ذلك من قبل والآن (قوت) حتى من تعمل لديهم واعتبرتهم جزء من حياتها ولن تستطيع ان تتخلى عنهم لم يدافعوا عنها كما يجب ولكن يالها من حمقاء ف (قوت) تكون ابنة شقيقة (آمنة) و (آمنة) لن تفضل (قوت) عليها ابداً و الموضوع اصعب بالنسبة إلى (سراج) ف (قوت) هى كل حياته أخذت نفس عميق ونهضت عن الأرضية ونفضت التراب عن رأسها ثم قررت العودة للمنزل ومنذ تلك اللحظة ستعود لمعاملتهم كما كانت تفعل دوماً بل على العكس ان احتاجت المزيد من المال ورأت انها تعمل كثيراً ستفعل فهم يعتبروها عاملة لديهم وهى ستعاملهم بالمثل لن تكون عطوفة عليهم اكثر من ذلك فهي بالأصل لا تأكل حتى من طعامهم بل تشتري طعامها على نفقتها الخاصة ولن تأخذ من مكتبة (سراج) شئ ما بل ستعيد له كتابه وهمت للعودة إلى المنزل حتى أستمعت من يقول
-يا (جمر) وجفى عندك ٠٠

#ظلمة_جهل_أفسدت_عشق

#علا_السعدني

ظلمة جهل أفسدت عشقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن