الحلقة الرابعة والعشرون

3.4K 114 2
                                    

الحلقة الرابعة والعشرون

أنتهت الخادمة من ارتداء ملابسها وألبست الطفل ملابسه ثم توجها معاً إلى منزل (سراج) طرقوا باب المنزل ففتحت (قمر) باب المنزل وجدت أمامها امراءة مسنة وطفل فنظرت لهم بعدم فهم فتحدثت الخادمة قائلة
-مش (جوت) اهنيه يابتى
فى تلك الأثناء قد سمع (سراج) وهو فى غرفته احدهم يطرق باب المنزل فأتجه نحو الأسفل ليرى من بالباب فوجد (قمر) هى من فتحت الباب فشعر بضيق لا يعرف سببه وتوجه نحو (قمر) قائلاً
-متفتحيش الباب تانى ٠٠ فاااهمة
-بس ٠٠
-مبسش ٠٠ تسمعى كلامى وبس
-ح٠٠ حاضر
وتوجهت نحو الدرج لتصعد للطابق العلوى وهى تتحدث بصوت خافت بكلمات غير مفهومة عن ذلك الذى يزعق بوجهها دوماً اينما يراها بينما نظر (سراج) إلى تلك السيدة المسنة والطفل الصغير وقال
-اقدر اخدمكوا بشئ
-بدنا نجابل (جوت) يا ولدى انا خدامة عنديها و ٠٠
اشارت على الطفل الذى معها وقالت
-وده ابنها هيموت نفسه من العياط يا حبة عينى كل اللى رايده بس انه يشوفها
تسمر (سراج) مكانه فقد نسى تماماً ان (قوت) لديها طفل ليس هذا وحسب بل هى كيف استطاعت ان تجلس طيلة تلك المدة دون ان ترى ابنها بالفعل هو ابن (قاسم) ايضاً ولكن بالنهاية ذلك طفلها نظر للطفل بنظرة حانية فقد كان يشبه (قوت) كثيراً ثم قال
-اتفضلوا جو وانا هجيبهالكوا
هزت الخادمة رأسها بتفهم وأمسكت يد الطفل ودخلت للداخل منتظريين حضور (قوت) بينما صعد (سراج) للطابق العلوى متجهاً نحو غرفة (قوت) وطرق باب الغرفة ففتحت له هى الباب وعندما وجدته ابتسمت وقال
-سى (سراچ) انى كت جعدة بفكر اصالحك ازاى و ٠٠
قاطعها (سراج) بلا مبالاة مختلطة بحزن وقال
-وانا هتوقع ايه من واحدة نسيت ابنها !! ابنك تحت يا (قوت) نفسه يشوفك
اتسع فم (قوت) ذهولاً بينما نظر لها (سراج) نظرة عتاب طوويلة ثم تركها واتجه نحو غرفته فركضت (قوت) نحو الأسفل وما أن وجدت (جواد) أمامها حتى احتضنته كثيراً وظلت تقبله وقالت
-اتوحشتنى جوى جوى يا (چواد)
-اتى كمان يا أمى اتوحشتينى جوى ٠٠ مبجتيش جعدة ويانا ليه ؟
شعرت (قوت) بالحزن ونزلت الدموع من عيناها وظلت تحتضن ابنها بينما قالت الخادمة بغضب
-جوام إكده نسيتى ابنك وشوفتى حياتك
نظرت (قوت) إلى الخادمة وهزت رأسها نافية
-انى منستهوش
-اومال مسئلتيش فيه واصل ليه ؟
-اتى مش خابرة اللى حُصل ليا (جاسم) كان هيموتنى انى طهجت وتعبت من حياتى دى ٠٠ مانتيش خابرة انه ضروبنى وانى برچع لورا وجعت من الشباك
شهقت الخادمة وقالت
-ديه حُصل ؟
هزت (قوت) رأسها بالإيجاب ثم قالت
-إيوة ٠٠ كل يوم ضرب واهانة تعبت من عيشتى معاه يا خالة ساجنى المر حديشر سنة وانى مستحملة بس مشان (چواد) وكت هموت بسببه ما صدجت لاجيت سى (سراچ) رچع وجالى انه يجدر يطلجنى منه من حجى اشوف حياتى وعمرى اللى ضاع منى فى الأهانة والضرب والمرار اللى عشته ويا (جاسم) وفوج ده كله عاوز كمان يتچوز عليا
شعرت الخادمة بالحزن على حال (قوت) وقالت بنبرة حزينة
-بس ابنك يا بتى ملوش دعوة بعلاجتكوا المنيلة دى
اخذت (قوت) نفس عميق ثم قالت
-ومين جالك انه بالساهل عليا انى اسيب (چواد) إكده بس لو كت روحت عشان اشوف (چواد) (جاسم) مكانش هيعتجنى
لم تستطع الخادمة ان تجيب عليها بشئ بينما اخذت (قوت) (جواد) بين احضانها وظلت تتحدث معه وتمرح معه لبعض الوقت حتى وقفت الخادمة وقالت
-يلا يا (چواد) لازمن نعاود
-بس انا بدى اجعد مع امى كمان شوي
-يا حبيبى هبجى اچيبك اهنيه تانى بس مش لازمن بوك ياخد خبر بأننا چينا اهنييه
هز (جواد) رأسه بالإيجاب ثم احتضن والداته للمرة الأخيرة وبعد ذلك أخذته الخادمة وظلت تودعهما بعيناها وما ان انصرفوا حتى اغلقت باب المنزل ووقفت خلف الباب وهى تمسح دموعها ولكنها قررت ان تتأسف إلى (سراج) توجهت نحو الدرج وصعدت بالأعلى ثم اتجهت نحو غرفته وطرقت باب الغرفة ففتح لها (سراج) باب غرفته وتفاجئ بوجودها امام غرفته ولكنه حاول ان يغلق الباب مرة اخرى فوضعت هى يدها على الباب وتقدمت نحوه اكثر فعاد (سراج) عدة خطوات للخلف فأبتسمت (قوت) عليه وتقدمت حتى اصبحت بداخل الغرفة وهمت لغلق باب الغرفة فقال (سراج) محذراً
-بتعملى ايه وقفى عندك ٠٠ اصلا مينفعش نقعد لوحدينا كده
-انت لسه بتستحى منى يا سى (سراچ)
-(قووووت)
ابتسمت (قوت) وقالت بنبرة صادقة
-صدجنى مجدرش ع زعلك ديه ٠٠ مجدرش انام وات زعلان منى
-(قوت) انا مبقتش فاهم مشاعرك ناحيتى وحاسس انى لما ببصلك بعمل خطيئة و ٠٠
قاطعته (قوت) بضيق
-ليه يا سى (سراچ) هو انى عفشة
-ايه علاقة الخطيئة بالحلاوة اصلاً يا (قوت)
-ماهما الرچالة بيحبوا بس يبصوا ع الستات الحلوة اى حاچة تانية بتبجى غلطة
-مش ده الغلط اللى بتكلم عنه ٠٠ انتى لسه فى عصمة راجل تانى وكلامنا مع بعض اكبر غلط فى غلط
عقدت (قوت) يدها نحو صدرها ثم قالت
-طب اتحددت وياك ميتى
اخذ (سراج) نفس عميق وقال
-مش هينفع دلوقتي خالص يا (قوت) و ٠٠
فقاطعته بضيق
-انى ٠٠ انى عارفة انك مبجتش تحبنى زى الأول
وزرفت الدموع على وجنتها وتابعت
-انى دلوجيتى واحدة ست ومعايا عيل انى منفعكش يا (سراچ) صُح مش هو ده اللى ات عاوز تجوله ومكسوف تجولوهولى
وهمت للمغادرة ولكنها توقفت عندما اقترب هو منها ووقف امامها مانعاً إياها الرحيل وقال
-(قوت) ارجوكى متعيطيش واللى بتفكرى فيه كله غلط فى غلط وانا مش هتخلى عنك مهما حصل سامعة ؟
نظرت له بأعين لامعة وابتسمت قليلاً ثم مسحت دموعها وهى تقول
-بچد يا سى (سراچ)
ابتسم لها وهز رأسه بالإيجاب فشعرت هى بسعادة كبيرة ثم قالت
-طب حجك عليا متزعلش منى صدجنى انى مش غيرانة ع (جاسم)  انى بتغاظ لما بشوفك مهتم بيها
-بس انا مش بهتم بيها
هزت رأسها بالإيجاب وقالت
-المهم انك مش زعلان منى
هز رأسه نافيا فآبتسمت هى وقالت
-تصبح ع خير
-وانتى من اهله
خرجت خارج الغرفة ووقف هو يودعها بعينه مبتسماً فى تلك الأثناء كانت (قمر) تتوجه نحو الأسفل لتشرب كوب من الماء ولكنها توقفت عن السير ووقفت جانباً حينما رأت (قوت) تخرج من غرفة (سراج) وكان يبدو على (سراج) انه هائماً وهو ينظر لها فزمت شفتاه بعدم رضا ووضعت يدها اليمنى اسفل ذقنها وهى تقول
-اخص عليك يا (سراج) صحيح ٠٠ بقى فى الاخر تطلع مش محترم واشوفها بعينى طالعة من عندك انا لازم احرص منك شكلك هتطلع حد مش كويس ٠٠
ثم اتجهت نحو الأسفل لتحضر لنفسها كوب من الشاي ٠٠
***********************
فى صباح اليوم التالى كانت (قمر) تتوضئ داخل الحمام للصلاة وهى تفتح باب الحمام سارت قليلاً فوجدت (سراج) يمر بجانبها وهو يتثائب فنظر لها بطرف عينه وجدها تتجنب النظر إليه وتسير مسرعة فألتف وقام بمنادتها
-(قمر) !!
إلتفت وهى خائفة ونظرت للأرض وهى تقول
-ن٠٠ نعم
-انتى متجنبة تشوفينى ليه ؟ حتى مقولتيش صباح الخير
-انا مستعجلة وعاوزة اصلى
نظر (سراج) للساعة بيده وجدها التاسعة صباحاً ثم نظر لها مرة أخرى وقال
-انتى مصلتيش الفجر ؟
-ا٠٠ ايوة عادى هصليه صبح يعنى مفيهاش حاجة
-لا فيها طبعاً يا (قمر) الصلاة لازم تكون فى وقتها مينفعش كده حراام فعلاً {إِنَّ الصلاة كَانَتْ عَلَى المؤمنين كِتَاباً مَّوْقُوتاً}
زمت (قمر) شفتاها وحدثت نفسها قائلة
-هيعملى فيها شيخ بقى وهو كان مقعد واحدة متجوزة فى اوضته
قاطع شرودها ذاك كلماته عندما قال
-انا مش بكلمك روحتى فين ؟
اخذت (قمر) نفس عميق ثم اشارت بسبابتها محذرة إياه
-بقولك ايه مش انت اللى هتدينى نصايح ٠٠ خلى نصايحك لنفسك ماهو مش معقول تبقى بتنصح ومبتعملش باللى بتنصح بيه صح ولا ايه
شعر (سراج) بالضيق ثم قال
-انا مبعملش يا (قمر) باللى بقول بيه !! ٠٠ وبعدين لو نفرض انى واحد فاسق يا ستى بس بنصحك عشان مش عاوزك تبقى زيى دى مفهاش حاجة وحشة وبعدين انا ممكن اكون بغلط اه بس احذر غيرى من نفس الغلط لان كلنا بشر وكلنا بنغلط
شعرت (قمر) بأنه يتحدث معها بنعومة وود اكثر من اللازم فقالت
-بقولك ايه انا متوضية انا طالعة اصلى
لم يستطع (سراج) ان يمنع تلك الأبتسامة التى على وجهه وهو يراها تتجه نحو الدرج فنظرت هى بطرف عيناها وجدته يبتسم فأبتسمت قليلاً ولكنها لم تهتم وذهبت لغرفتها ٠٠
*******************
فى الظهيرة ٠٠
جلست (سوسن) مع (هارون)  فى منزلهم وهم يتحدثون ويضحكون معاً فى شرفة المنزل الخاص ب (هارون) فقدت اعدت (سوسن) لهم اكواب الشاى الساخنة مع قطع الكعكة الشهية فتذوقها (هارون) وهز رأسه نافياً
-مش نفس طعم اللى بتعمله (حكمت) ٠٠ الكيكة بتاعتها ليها نكهة خاصة
فزمت (سوسن) فمها بتذمر طفولى فأبتسم عليها (هارون) ولكنها نظرت له بترجى وقالت
-ممكن اطلب منك طلب يا (هارون) ؟
-يا منجى يااارب
-متخافش حاجة بسيطة
-خير !!
-فى واحدة صاحبتى عيد ميلادها بعد 3 أيام عاوزة اروح اقعد معاها بس ابيه (أدهم) مش موافق
-ليه ؟
-هيبقى من 7 ل 9 هما بصراحة هيقعدوا فى بيتها لحد 11 و 12 بس انا وعدت ابيه انى هاجى 9 وهو مش موافق
-والمطلوب منى
-تيجى معايا عشان ابيه يوافق ٠٠ عشان خاطرى يا (هارون)
فكر (هارون) قليلاً ثم قال
-هى صاحبتك اووى يعنى ؟
-يعنى ٠٠ بس عاوزة اروح  زهقت من القعدة
ابتسم (هارون) ثم قال
-عشان خاطر عيونك بس يا حبيبتى
فشعرت (سوسن) بسعادة كبيرة وقالت
-ربنا يخليك ليا
*********************
شعرت (قمر) بالملل وهى تجلس فى غرفتها فلم تخرج اليوم كم اعتادت ان تستنشق الهواء النقى لذا قررت ان تذهب وتسير قليلاً بالخارج ارتدت ملابسها و خرجت بالخارج ظلت تسير فى الطرق الضيقة وهى تنظر للجميع فمنهم من كان يزرع ارضه ووجدت بعض السيدات تساعدن ازواجهم ابتسمت كثيراً وشعرت بأشتياقها لوالدها و ولوالداتها فدوماً كانا يساعدا بعضهم البعض تذكرت ايضاً (أنور) فهى تشتاق له ولمحادثته ولغزله لها توردت وجنتها عندما تذكرت كيف قال لها احبك من سنة تقريباً جلست اسفل شجرة تستظل بظلها واغمضت عيناها كى تعادوها اسعد ذكرى محفورة فى قلبها
(كانت فى ذلك الوقت تعد اكواب الشاى لها ولوالداها وعمها الذين كانوا يلعبون لعبة الشطرنج بالغرفة استغل (أنور) أنشغالهم فى اللعب ودخل المطبخ ل (قمر) وقف عند الباب وهو يتأملها وهى تصنع اكواب الشاى ولكنه رأها تغنى ولا تنتبه لوجوده فأبتسم ابتسامة بسيطة ثم سار على اطراف اصابعه وقال
-بتعملى ايه عندك ؟
انتفضت (قمر) فزعاً وخوفاً وعندما إلتفت ووجدته أمامها حتى قالت
-يوووه خضتنى يا (أنور) ٠٠
ضحك (أنور) كثيرا ثم قال
-ممكن اتكلم معاكى كلمة جد
شعرت هى بالخجل ثم قالت
-ب٠٠ بس يا (أنور) عيب كده وبابا وعمو بارة واحنا هنا لوحدينا و ٠٠
-بس بس ٠٠ انا عاوزة اقولك حاجتين بس
-نعم
-انا بحبك يا (قمر) ٠٠ تتجوزينى
ما أن استمعت (قمر) بذلك حتى شعرت بدوار شديد فهى تحبه منذ ان كانت طفلة وعندما كانت تستمع لحديث والداها وعمها بأن (قمر) ستكون ل (أنور) كانت تشعر بسعادة كبيرة ولكنها كانت تشعر بالخوف من عدم حدوث ذلك لأن (أنور) كان دوماً مشغول بدراسته وبعد دراسته انشغل بالعمل افاقت من شرودها عندما تحدث (أنور) قائلاً
-(قمر)
فسقطت مغشى عليها من كثرة الفرحة فجلس (أنور) القرفصاء وظل يضربها على وجنتها بخفة وهو يقول
-(قمر) يخرب بيتك ٠٠ (قمر) (قمر) )
-(جمر) ٠٠ (جمر) انتى جعدة ليه إكده
استفاقت (قمر) على ذلك الصوت الذى قطع ذكرياتها وفتحت عيناها ووجدت صديق (سراج) أمامها شعرت بالخجل وتوردت وجنتها فدوماً عندما تراه تشعر بأنها ترى (أنور) وقالت
-ا٠٠ انا اسفة مقصدتش سرحت بس شوية
ابتسم (ياسين) ثم قال
-بس مينفعشى تنامى إكده ٠٠ اتى بت زينة وحلوة ومينفعشى تنامى إكده لوحديكى اهنيه
شعرت (قمر) بالخجل ثم قالت
-معاك حق فعلاً ٠٠ انا اسفة
ابتسم (ياسين) فنهضت هى من الأرضية ونفضت الأتربة عن ملابسها فنظر لها (ياسين) وحاول ان يشجع نفسه قائلاً
-هو انى ممكن اسئلك سؤال ؟
هزت (قمر) رأسها بالإيجاب فأبتسم هو ثم قال
-ك٠٠ كت بس حابب اعرف ليه كل ما تشوفينى بتبصيلى إكده
شعرت (قمر) بخجل كبير ونظرت لأسفل فتمنت لو انشقت الأرض وابتلعتها بينما عض (ياسين) شفتاه وعلم انه قد تفوه بترهات فأبتلع ريقه ثم قال
-مجصدش صدجينى ٠٠ اجصد بس انك بتبصيلى كأنك مش اول مرة تشوفنى مثلاً
ابتلعت (قمر) ريقها ثم قالت لصوت خافت
-فيك شبه من ابن عمى ٠٠ بس هو الله يرحمه
شعر (ياسين) بالحزن على حالها ثم قال
-طب ا٠٠ انى اسف مكنش جصدى و ٠٠
قاطعته (قمر) قائلة
-محصلش حاجة خلاص
ثم ابتسمت له قليلاً فأبتسم لها هو الآخر ثم تحدث بهدوء
-تعرفى لما بشوفك بحس انى مبسوط جوى وببجى عاوز اجعد معاكى اكتر واكتر
احمرت وجنتى (قمر) خجلاً تابع ذلك المشهد من بعيد (سراج) فأقترب منهم بهدوء شديد عكس ما بداخله ثم قال وهو ينظر ل (ياسين)
-انت شايف ان ينفع الوقفة كده ؟ والكلام كده فى نص الطريق ونص الناس بتتفرج عليكوا
شعر كلاً من (ياسين) و (قمر) بالخجل من أنفسهم فتحدث (سراج) بضيق واضح
-روحى انتى يا (قمر) دلوقتى
هزت رأسها بالإيجاب ثم ذهبت مسرعة نحو المنزل بينما رمق (سراج) (ياسين) وهو يعقد يده نحو صدره فشعر (ياسين) بخجل كبير ثم قال
-صدجنى يا (سراچ) مكنش جصدى انا لاجتها جعدة تحت الشچرة فجلت بدال الرايح واللى چاي يتفرچ عليها إكده جولتلها تجف و ٠٠
لم يستطع التكملة بعد حديثه فقال (سراج) بضجر واضح
-كان عندى  الناس تشوفها وهى قعدة تحت الشجرة نايمة بدل ما الرايح واللى جاى كان واقف يتفرج عليكوا كده و ٠٠
-صدجنى مش جصدى و ٠٠
امسك (سراج) رأسه ثم قال
-انا دماغى مصدعة يا (ياسين) وهروح ٠٠ بس لازم تحط فى اعتبارك ان انا المسئول الأول عن (قمر) .. انا اللى جبتها هنا وانك كده غلطت فى حقى
ثم تركه وانصرف بينما شعر (ياسين) بالضيق من نفسه هو فقط يشعر بالأعجاب بتلك الفتاة كثيراً ويريد ان يتعرف عليها اكثر واكثر وليس إلا ٠٠
**********************
وصل (سراج) المنزل وهو يشعر بغضب شديد ويود ان يحطم رأس (قمر) ولا يعرف السبب صعد إلى غرفة والداته كى يغير مزاجه ذاك فطرق باب الغرفة فأتى صوت والداته من الداخل وهى تقول
-ادخل
فتح الباب ودلف للداخل ولكنه تفاجئ بوجود (قمر) فى الداخل فشعرت هى بالخوف ونظرت لأسفل لاحظت (آمنة)  نظرات الخوف فى عيون (قمر) وخوفها من (سراج) الذى يود ان يفتك بها فقالت
-فى إيه يا ولاد ٠٠ مالكوا إكده
فتحدث (قمر) مسرعة
-معملتش حاجة يا طنط ٠٠ هو اللى عاوز يزعق فيا طول الوقت وبس
فأنفجر (سراج) بوجهها
-انتى مش واخدة بالك انتى عملتى ايه ؟! واقفة فى نص الطريق مع (ياسين) وبتضحكوا وتتكلموا واللى رايح واللى جاى يتفرج عليكوا
-لو سمحت متشككش فى اخلاقى تانى ٠٠ وبعدين انت اخر واحد ممكن يشكك فى اخلاقى فاهم ولا لأ
لم يستطع (سراج) تمالك اعصابه فأقترب منها وود تحطيم رأسها فصرخت (آمنة) بوجهها وقالت
-وجف عنديك رايح فين ؟
وقف (سراج) واشار تجاه (قمر)
-انتى مش سامعة يا ماما كلامها
بينما اختبئت (قمر) خلف (آمنة) وهى تجلس على الفراش بجوارها فتحدث (سراج) بأنفعال
-انتى مش هتتغيرى ابداً انسانة مستفزة وكل واحد تضحكى فى وشه شوية ومش عارف انا مستحملك ليه
تمالكت (قمر) نفسها وكتمت دموعها التى ودت ان تنزل ثم قالت
-انا مش مضطرة استحمل اهانتك ليا كل شوية ٠٠ انا المرة اللى فاتت قعدت بس عشان خاطر طنط المرة دى مش قعدة ثانية واحدة
فجاءة فتحت (قوت) و دلفت للداخل وتبعتها (حكمت) حينما سمعوا اصواتهم العالية فتحدث (سراج) بغضب
-طبعاً مانتى مش قادرة تعيشى معانا هنا عشان محددين اقامتك
فقالت (حكمت)
-عيب إكده يا (سراچ) صوتك عالى وكل اللى فى البيت سمع
بينما وضعت (قوت) يدها عند خصرها ثم قالت
-لاه يا (حكمت) (سراچ) معاه حج انى شوفتها بنفسى بتبص لكل راچل شوية شوية (سراچ) وشوية (ياسين) والله اعلم بالباجى
لم تستطع (قمر) تحمل اهانات (قوت) تلك فقالت بصوت مرتفع
-انتى انسانة قذرة ومش واحدة زيك اللى تتكلم عنى بلبسها القصير  ده ٠٠ واحدة زيك انتى تتكلم عليا انا !!
فقال (سراج) بصوت مرتفع
-(قمررررررررر)
فقالت (آمنة)
-عيب يا (جمر) انتى و (جوت) اللى بتجوله لبعضيكوا ده
لم تستطع (قمر) تحمل المزيد من حديثهم وقالت
-انت ليك عين  انت وبنت خالتك تتكلموا عليا وانا شايفها امبارح خارجة من اوضتك بليل
صدم كلاً من (حكمت) و (آمنة) مما سمعوه لتوهم بينما شعر (سراج) بالخجل من نفسه وقالت (قوت)
-انتى مالك انتى باللى ٠٠
قاطعتها (آمنة) قائلة
-اخرچوا بارة كلتكوا ٠٠ وانت يا (سراچ) مش عاوزة حتى اسمع صوتك فاااهم
خرج الجميع من الغرفة وشعرت (قمر) بأنها تفوهت بشئ لا يجب ان يقال امام الجميع هكذا فما الفرق الآن بينها وبين (سراج) ذلك فقد فعلت مثله واتهمته بالباطل كما فعل معها بينما (حكمت) صدمت ان (سراج) سمح ل (قوت) الدلوف لغرفته ولكنها تثق فى اخلاق شقيقها جيداً فتعلم ان الأمر به شئ ولم يجعلها تدخل غرفته من فراغ  ولكنها تصنعت انها تصدق حتى تشعره بأنه قد أخطأ إما (قوت) فقد زاد كرهها اكثر واكثر ل (قمر) فهى جعلت خالتها تكرهها الآن ولابد أن (سراج) أيضاً يشعر بالغضب منها لانها من وضعته فى ذلك الموقف ٠٠
إما عن حال (سراج) فقد كان الاسوء من بين الجميع فهو لا يتخيل أن تغضب منه والداته لأى سبب كان والآن هى ليست غاضبة فحسب بل انها تشك بأخلاقه حاول طوال الليل الحديث معها ولكنها رفضت بشدة ٠٠
فى المساء قررت (قمر) ان تغادر فى الصباح وقبل مغادرتها ستتحدث مع (آمنة) لتعتذر لها عما قالته ولكنها مصممة تلك المرة على الرحيل ٠٠
لم يستطع (سراج) النوم طوال الليل فظل مستيقظا حتى ذهب للمسجد لكى يصلى الفجر وبعد ان انتهت الصلاة خرج ليستنشق الهواء ويفكر فى محاولة ان يجد طريقة حتى تسامحه والداته ظل يسير على الطريق  حتى رأى بعيداً احدهم نائم على الطريق اقترب قليلاً فوجد شخص ما فاقد للوعى ثنى ركبته وظل يحاول افاقته ولكنه لم ينجح فمسك يده ليجس نبضه فوجده قد فارق الحياة ٠٠

#ظلمة_جهل_أفسدت_عشق

#علا_السعدني

ظلمة جهل أفسدت عشقOnde histórias criam vida. Descubra agora