السابع عشر

21.7K 730 94
                                    

استغفر الله الذي لا إله إلا الله الحي القيوم وأتوب إليه إني كنت من الظالمين 💜💜

فتحت آيه عينيها.. لتقطب جبينها فهي كانت على الأريكه بجانب محمد تستمع إلى حديثه عندما غلبها النعاس.. اعتدلت في جلستها.. لتجد أنها نائمه على فراش ومحمد متكئ بجذعه فقط على الفراش ومازال باقي جسده على الأرض.. نهضت آيه عن الفراش.. لتضربه بخفه على ذراعه قائله بخفوت: محمد.. أنت إيه اللي منيمك كده؟!
رمش محمد بعينيه عده مرات.. لينهض عن الأرض قائلا بدهشه: أنا إزاي نمت كده فعلاً؟!
ثم أخذ يدلك رقبته من الألم..
لتقول آيه: برده مجاوبتش على سؤالي إيه اللي نيمك كده؟!
رد عليها محمد قائلا بهدوء: مفيش جيت عشان أصحيكِ بس سرحت شويه والنوم غلبني..
هزت آيه رأسها بعدم إقتناع..
ثم أكملت قائله: أنا عايزه أروح يلا بينا بقى..
تطلع إليها محمد قائلا بعدم تصديق:ياسلام دلوقتي عايزه تروحي وكنتِ من شويه عايزه تخرجي وتتفسحي.. وأنت مبتخرجنيش وعملالي هدى شعراوي..
ردت عليها آيه قائله بسخريه: طب بس يا بابا..
ضحك محمد قائلا بمرح: وإيه كمان ياستي؟! عاوزاني إيه كمان غير بابا؟!
لتردف هي بمشاكسه :بكره إن شاء الله تبقى جدو!!
نظر إليها محمد باستنكار.. لتقاطعه قائله: فين التواليت عايزه أظبط هدومي..
أشار إليها ناحيه الخارج قائلا: أول ماتطلعي من الأوضه دي هتلاقيه على إيدك اليمين..
أومأت إليه آيه.. لتتجه إلى الخارج..
أما هو وقف أمام المرآه.. يعدل من هيئه ملابسه..
بعد قليل..
عادت آيه من الخارج.. لتجده يشتم قميصه وعلى وجهه معالم الضيق..تذكر عندما وضعت سالي يدها على صدره.. ليلعنها في سره.. اقتربت منه آيه قائله بشك: في حاجه؟!
رد عليها محمد قائلا بتوتر: لا مفيش..
اقتربت منه أكثر.. لتقطب جبينها من تلك الرائحه النسائيه على قميصه.. اشتعلت عينيها من الغضب قائله:إيه الريحه دي؟!
قطب محمد جبينه قائلا بعدم معرفه مصطنعه:ريحه إيه؟!
تطلعت إليه آيه قائله بغضب:ريحه البرفيوم اللي على قميصك..
ليقول إليها وهو يمسكها برفق من كتفيها:مفيش ريحه برفيوم ولا حاجه ياآيه..
لترد عليه بغضب أكبر:لا فيه يامحمد.. وده كمان برفيوم حريمي يامحمد.. والله العظيم لو مقولتش ده برفيوم مين ليبقى..
قاطعها محمد قائلا وهو يجز على أسنانه من الغضب:ليبقى إيه؟! أنتِ بتهدديني ولا إيه؟! لا ماانتِ متفتكريش عشان عمال أدلع يبقى هاسكتلك.. فوقي ياآيه مش محمد البغدادي اللي واحده ست تهدده حتى لو كانت أنتِ!
ترقرقت الدموع في مقلتيها الزرقاوتين.. ولكنها منعتهم من الهطول.. لتغمض عينيها بقوه قائله بصوت متحشرج: لو سمحت أنا عايزه أروح..
لعن هو غباءه تحت أنفاسه..ليزفر بضيق..ثم أخذ يشد على شعره بغيظ.. ولكن دمعه ساخنه تسللت إلى وجنة آيه.. فمسحتها سريعاً قبل أن يراها.. لتتناول حقيبتها من على الأريكه.. ثم أدارت إليه ظهرها وخرجت من المكتب بأكمله.. ليتناول هاتفه ومفاتيحه و يذهب خلفها... حتى توقف بجانبها أمام المصعد.. لتدخل هي أولاً إلى المصعد وتبعها هو.. نظرت بحزن إلى معالم وجهه الجامده.. وعند وصول المصعد إلى الطابق الأرضي.. خرج هو أولاً لتتبعه هي بخطوات حزينه.. حتى وصلا عند السياره.. لتركب في المقعد بجانبه.. وقضيا رحله الذهاب إلى المنزل في صمت تام...
ماإن توقفت السياره أمام باب القصر حتى اندفعت آيه إلى الداخل دون أن تنظر إليه.. أما محمد انتظر حتى تفتح لها الخادمه ودلفت إلى الداخل حتى يطمئن عليها.. ليزفر بضيق ثم قاد سيارته بإتجاه منزله وهو يتذكر كيف كان اليوم سعيداً.. لتكون تلك نهايته..
**************************
عند آيه..
عندما دلفت إلى القصر حمدت ربها أنها لم تجد أحد في بهو القصر... لتدلف مباشرةً إلى غرفتها... وما إن دخلت حتى بدأت في نوبه بكاء وهي تتذكر كيف غضب عليها محمد.. ولكنها تذكرت أنه كذب عليها في الماضي.. لذا ما المانع أن يكذب عليها أيضاً الآن؟! هو يظنها تلك الفتاه الساذجه الضعيفه... ولكنها تغيرت لم تعد فقط آيه الشافعي بل أصبحت الدكتوره آيه الشافعي.. لم تعد صاحبه الثامنيه عشره عاماً بل صاحبه أربعه وعشرين عاماً.. لتمسح دموعها وهي تذهب باتجاه المرحاض؛لتبديل ملابسها والحصول على حمام دافئ يهدئ أعصابها..
بعد ساعه كامله انتهت فيها من الاستحمام والصلاه.. لتجلس أمام حاسوبها تكمل مابدأته في مكتب عاصم...
كان حاسوبها على وشك أن تنطفئ بطاريته... لتتوقف عن العمل عليه.. وتبدأ في البحث عن الشاحن.. ولكنها لم تجده.. لتتذكر أنها أعطته في الصباح لعدي.. لتذهب إلى غرفته..
أخذت تفتح الأدراج واحداً تلو الآخر حتى وجدته آخيرا... لتتناوله وعندما أوشكت أن تغلق الدرج.. لمحت تلك البودره البيضاء الموضوعه في كيس بلاستيكي.. لتتناول ذلك الكيس و هي لا تعرف هويه تلك الماده البيضاء... لتفتحه وتشتم مافيه... لتسعل بقوه؛ فهي تعاني من حساسيه من أي مواد مخدره أو تدخل في صناعه السجائر..لتقول وهي تنظر إلى الكيس بصدمه : كوكاين ياعدي!!

طفلة أوقعتني في عشقهاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن