التاسع عشر

22.1K 768 61
                                    

استغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه إني كنت من الظالمين 💜💜

كلمه واحده ألجمت شخصين.. كانت كالصفعه القويه على وجه كل من سيرين وزين.. وكذلك ساره لم تغفل عن تلك النظرات التي رأتها صادره من عيون زوجها السابق تجاه تلك الفتاه.. لا تعرف من هي ولكن تشعر أنها رأتها من قبل.. لم تشعر بتلك النظرات الحماسيه الصادرة من ابنتها الصغيره.. أو بمعنى أصح لم ولن تشعر بأهميه تلك الكلمه التي نادتها بها ابنتها الآن.. دارت في رأسها فكره شيطانية.. لتنظر إلى ابنتها بحنان مصطنع قائله وهي تضمها إليها: وحشتيني أوي يا سيلا..
قالت سيلا بسعاده وهي تشدد على ضمة والدتها إليها بقبضتيها الصغيرتين:وإنتِ كمان يا مامي وحشاني جداً..
ثم أكملت بحزن:بقالي كتير ماشوفتكيش يامامي..
لتقول أسيل من خلف سيلا بحزن مصطنع:اخص عليكِ ياساره شهرين بحالهم متشوفيش بنتك ليه ياحبيبتي هو إحنا مانعينك..
ثم أكملت بخبث وهي تسحب سيلا من أحضان ساره:شوفتي ياسيلا مامي بتسيبك كتير إزاي؟! لكن بابي عمره ماسابك ياحبيبتي.. ده حتى لما بيروح مأموريه تبع الشغل بيقعد يتصل كل شويه يطمن عليكِ..
لتنظر إلى ساره قائله بشماته:بيبقى في مأموريه.. مش رايح يتفسح في لبنان زي ناس اعرفهم...
قاطعها زين قائلا بحزم:خلاص ياأسيل في إيه؟! ساره تيجي في أي وقت تشوف سيلا..
نظرت ساره بمكر لأسيل التي اشتعل وجهها من الغضب.. لتتركها وتمسك بيد ابنتها لتتوجه ناحيه زين.. لتقف أمامه مباشره وتمد يدها لمصافتحه قائله بدلال وقد نست أنه يوجد حولها العديد من الأشخاص: ازيك يا زين.. ثم أكملت وهي تقترب منه قائله بهمس:وحشتني..
لتستمع سيرين إلى تلك الهمسه وقد شعرت بالألم يغزو قلبها.. رأتها أسيل وقد اغرورقت حدقتي سيرين بالدموع... ذهبت وأمسكت سريعا كف أخيها قبل أن يلامس كف ساره قائله بمكر وهي تلاعب حاجبيها إليها: أصل زين متوضي..
كتم جميع الموجودين ضحكاتهم بصعوبه حتى زين نفسه كتم ضحكته بصعوبه..
احتقن وجه ساره من شده الغضب.. لتقول بابتسامه مصطنعه موجهه حديثها لابنتها:مش هتعرفيني ياسيلا على الضيوف ولا إيه؟!
لترد عليها سيلا قائله بحماس:أكيد يامامي.. بصي يامامي ده أونكل أيمن ومراته طنط ياسمين أهي. عنده ولدين أبيه عاصم وأبيه عدي دول توأم.. ومازن وتيا الصغيرين.. وأه فيه آيه وسيرين..
صفقت إليها أسيل قائله بفخر:تربيه عمتها ياناس مسبتش حاجه..
أما الأخرى كانت في عالم آخر من صدمتها.. أيعقل أن الزمن سيعيد نفسه مره أخرى؟! لكن لن تسمح بأن يبتعد عنها زين مره أخرى فهو حقها وستعمل على استرجاعه.. فلتعترف أنها لاتحبه ولن تحبه ولكن عندما تزوجته؛فهو من أجل مظهرها أمام المجتمع حتى تكون دائماً زوجه الضابط زين الألفي.. ولن تسمح لأحد بأن يأخذ منها هذا اللقب.. عندما طلبت من زين الطلاق؛فهو كان من أجل تلك الفتاه التي تسمى "سيرين".. تحملت مع زين أربع سنوات ليس من أجله بل من أجل مكانتها؛كي لا تحصل على لقب المطلقه.. ولكنها حصلت عليه مع ذلك العاشق!! هي تعرف أنه لم يحبها هو فقط كان يحترمها من أجل صله القرابه التي بينهما..لتعود بذكرياتها إلى يوم زواجهما..
قبل ست سنوات..
لم يقم زين بعمل زفاف أسطوري كما كانت تحلم ساره.. ليكتفي فقط بعمل زفاف بسيط..
عندما كانت جالسه معه في المكان المخصص للعروسين..
نظرت إليه قائله بحماس:مش هنرقص يازين ولا ايه؟!
رد عليها زين قائلا ببرود:لا..
سمعها تقول بتأفف:ده فرح ده ولا عزاء؟!
ثم أكملت قائله بفضول:طب أنت مقولتليش هنروح شهر العسل فين؟!
رد عليها بابتسامه بارده:مفيش شهر زفت..
لتترجاه قائله:عشان خاطري يازين.. الناس تقول عليا إيه؟! جوزي مش هيوديني شهر عسل هيقولوا إن أنا مش عجباك.. وبعدين بصراحه أنا مستحملش إني مطلعش شهر عسل.. وبعدين مش كفايه إني مستحمله أقعد في نفس البيت مع جدك اللي حساه مش طايقني ده؟!
رد عليها زين قائلا بملل:أولاً ده مش جدي لوحدي ده جدك أنتِ كمان.. وبعدين أنتِ كنتِ موافقه من الأول على الشروط دي.. إيه بقى الجديد؟!
تأففت هي بصمت... ثم حاولت رسم ابتسامه مصطنعه أمام الموجودين...
أما هو أشغل عينيه مره أخرى بمراقبه فاتنته الصغيره التي كانت جالسه برفقه عائلته على نفس الطاوله.. لاحظ شحوب وجهها الشديد وعينيها الخضراء الواسعه التي تحولت لأخرى ذابله من كثره البكاء.. مرت ثلاثه أيام على مواجهتها له بمشاعرها لم تتوقف فيهم عن البكاء.. رفعت عينيها متطلعه إليهما بحزن.. وهي ترى ساره يرتسم على وجهها جميع معالم الفرحه.. لتتعلق فجأه عيناها بعين زين.. سرعان ماأبعد الاثنان عينيهما عن بعضها.. ليسحب هو ساره من يدها سريعا قائلا:يلا نرقص!!
لم ينتظر ردها بل سحبها إلى ساحه الرقص.. ليلف ذراعيه حول خصرها.. ووضعت هي أيضاً كلتا ذراعيها حول رقبته.. ليتمايلا معا على إيقاع الموسيقى..  لم تستمر الرقصه لمده خمس دقائق عندما دعس زين دون إرادته على قدم ساره.. تأوهت ساره من الألم قائله بغيظ وهي مازالت محافظه على مظهرها أمام الموجودين:في إيه يازين؟! دماغك مش معاك كده ليه؟! رجلي عمال تدوس عليها.. ومش عارف ترقص.. يلا بينا نقعد يازين..
ليقول له بصوت منخفض ولكن ظهر مابه من غضب: صوتك ده ميعلاش تاني مفهوم!! أنا هعديها عشان دي أول مره..
نظرت إليه بتوجس وهي تبتلع ريقها بخوف.. لتكتفي بهز رأسها كعلامه بالموافقه..
ثم ذهب للجلوس بها مره أخرى..

طفلة أوقعتني في عشقهاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن