الثامن والعشرون

24.1K 713 71
                                    

بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم 💙💙

مر اليوم بسلام دون وجود شيء جديد يذكر..
ليأتي اليوم التالي بأحداث جديده..
ذهبت آيه إلى عملها ككل يوم.. وكذلك بدأ الجميع في روتينهم المعتاد..
دلفت آيه مباشره إلى مكتبها.. وارتدت مزأرها الطبي فوق ملابسها لتبدأ في مباشره عملها..
دلفت إلى تلك الغرفه المظلمه التي لم يضيئها سوى شعاع الشمس الذي تسرب من شرفه الغرفه.. لتتوجه إلى الشرفه وفتحتها على مصرعيها.. قطب جبينه ذلك الجالس من أشعه الشمس ليقول بانزعاج: اقفلي الزفت اللي فتحتيه ده!!
لم تعيره أي اهتمام.. لتتوجه هي قائله وهي تعقد ذراعيها أمام صدرها: هتفضل كده لحد امتى؟!
رد عليها قائلا ببرود: لحد ماأموت وأخلص من الدنيا دي..
ردت آيه قائله بهدوء: وتفتكر الموت هو الحل؟! لو الموت هو الحل كمان زمان الناس كلها قتلت نفسها عشان تخلص من مشاكلها.. ثم وضعت يدها على كتفه قائله بحنان: أنا مش عايزاك تبقى زيه..
نفض يدها بعنف قائلا وهو ينهض: لاحظي إن اللي إنتِ ببتكلميه عليه ده يبقى..
قاطعته آيه قائله بغضب: انساه زي ماأنا نسيته هو مش هيفيدك بحاجه.. وعايزه أقولك على حاجه أنا لحد مابتعاملش معاك على إنك من نسله هو!! وإلا والله العظيم لأخليك تتمنى الموت من اللي أنا هاعمله فيك..
ثم توجهت إلى باب الغرفه.. وأمسكت بمقود الباب.. لتلتفت إليه قائله بتحذير: لو حاولت تاني تهرب من المصحه والله العظيم ماحد مسلمك للشرطه غيري..
ثم تركته وذهبت.. ليجلس هو على المقعد قائلا بتعب: يارب...
عادت إلى مكتبها وصدرها يعلو ويهبط من شده الغضب..
استندت بمرفقيها على سطح المكتب وهي تنظر أمامها بشرود.. ثم اتخذت قرارها لتمسك هاتفها تتصل بأحد الأرقام.. ثوانٍ وأتاها الرد.. لترد قائله بجمود: يعني برده مُصِرّ تنفذ اللي في دماغك؟!
:..........
ضحكت هي قائله بسخريه: وأنا مبتهددش.. مش هبله أنا عشان أتهدد... اللي عايز تعمله اعمله... ثم أكملت بتوعد غاضب: بس والله العظيم لو دخلت المخدرات دي تاني ليه لهتشوف أنا هاعمل إيه؟! أنا مش هاسمحلك تدمره..
:.........
آيه بغضب: لا.. ده أنت انسان مريض والكلام معاك ملوش لازمه أصلاً..
لتغلق الهاتف وهي تلقيه بجانبها.. ثم زفرت بضيق قبل أن تنهض متناوله حقيبه يدها وتتجه للخارج..

وصلت بعد نصف ساعه إلى وجهتها.. لتترجل من السياره متجهه إلى داخل المبنى..
دلفت إلى المكتب بوجه حزين.. ليترك محمد الأوراق التي بيده ويتقدم منها هاتفا بقلق: مالك ياآيه في إيه؟!
انسابت دموعها بصمت.. ليأخذها محمد من يدها.. ثم اصطحبها لتجلس بجانبه على الأريكه.. ليقول بحنان وهو يربت على ظهرها: إيه اللي مضايقك يا آيه؟!
ردت عليه آيه قائله باختناق: مش قادره أتكلم دلوقتي يامحمد..
رد عليها محمد قائلا بحنان وهو مازال يربت على ظهرها: طيب خلاص مش لازم دلوقتي..
ليكمل قائلا بمرح:بس برده هاعرف يعني هاعرف..
وكزته في ذراعه ثم قالت بغضب طفولي: فضولي!!
أبعدها عن أحضانه قائلا بغضب مصطنع:نعم ياختي!! عيدي كده تاني..
ضحكت آيه وسط دموعها.. ثم قالت بمرح: باقولك يافضولي.. فيها حاجه دي؟!
نظر إليها محمد قائلا بجديه مصطنعه: لسانك ده عايز قطعه ياقطتي..
عقدت حاجبيها بلطافه قائله بتذمر طفولي: لا والله.. ثم ابتعدت عنه قائله بحزن مصطنع: أنا مخصماك ومش هاكلمك تاني..
رفع محمد حاجبه قائلا بسخريه: مادام جايه عشان تخاصميني جايه ليه؟!
ردت عليه آيه قائله بغضب. وهي تنهض من جانبه: طب تصدق والله إن أنا غلطانه..
ضحك عليها محمد.. ثم أجلسها بجانبه مره أخرى.. ليقول بحنان: لا خلاص مش غلطانه ياستي..
ثم جذبها من يدها.. ليشير ناحيه مكتبه قائلل: إيه رأيك بقى في المكتب؟! ركزي بقى فيه المره دي..
ضحكت آيه.. ثم أخذت تتفحص جميع جوانب مكتبه بانبهار؛فهذه ثالث مره تدخل إليه أول مره نامت.. وثاني مره كانت بركان مشتعل من الغضب.. لتضحك مره أخرى ماإن تذكرت ذلك اليوم.. قطب محمد جبينه باستفهام.. لتبتسم آيه قائله: افتكرت تاني مره جيت فيها الشركه هنا..
لتكمل قائله وهي تضحك: كنت عامل فيها تلاجه..
ضحك هو الآخر ماإن تذكر ذلك اليوم.. ليرد عليها قائلا: أعملك إيه؟! كنت عايز أطلع زهقي منك..
وقفت أمامه.. لترد عليه قائله وهي تعقد ذراعيها أمام صدرها: فطلعته فيا أنا..
نظر إليها محمد قائلا ببرود مصطنع: اه.. مش أحسن ماأطلعه في حد غريب!!
ردت عليه آيه هاتفة بضجر: متبقاش تلاجه كده معايا تاني يامحمد..
أخذها محمد من يدها ليجلسها.. ثم قال وهو يحك ذقنه: آيه.. أنا مسافر شرم الشيخ أسبوع!!
ردت آيه قائله بعفويه: وأنا كمان..
رفع محمد حاجبه باستنكار.. لتقترب منه قائله بابتسامه طفوليه: ماهما غيروا مكان المؤتمر..
رد محمد قائلا بسخريه:لا والله..
أومأت آيه قائله ببراءه:اه والله..
ليسألها بهدوء محاولا التحكم في غضبه: ومقولتليش ليه؟!
ابتلعت ريقها بتوجس لترد عليه قائله بخفوت:نسيت!!
وكأن كلمتها تلك التي أشعلت نيران غضبه.. ليرد عليها قائلا بغضب: ده اللي اتفقنا عليه إن مفيش حاجه هنخبيها على بعض؟!
ردت آيه قائله بهدوء محاوله تفادي غضبه: والله يامحمد حصل يومها أحداث كتير وأنا نسيت أقولك..
نظر إليها محمد قائلا بغضب:ودي حاجه تتنسي؟!
نظرت إليه آيه قائله برجاء وهي تحتضن كف يده بين يديها: خلاص يامحمد بالله عليك إنسى كأني لسه عارفه النهارده وأنا أهو قولتلك يعني كان في نيتي أقولك بس والله نسيت..
تنهد محمد بضيق ثم قال: ماشي ياآيه.. ثم أكمل بتحذير: بس دي آخر مره!!
نظرت إليه آيه قائله بامتنان: آخر مره والله.. مش هاعمل كده تاني..
رد محمد قائلا باهتمام:والمؤتمر مكانه الجديد بقى فين؟!
أجابته آيه قائله بهدوء: في أوتيل في شرم الشيخ اسمه*** هو اللي هيبقى فيه المؤتمر.. هيعمله كدعايه ليه يعني..
نهض محمد ثم قال وهو يسحبها من يدها: طب تعالى شوفي تصميمات الأوتيل ده..
نظرت إليه آيه قائله ببلاهه: إزاي؟!
ضحك محمد قائلا: إزاي إيه؟!
هتفت آيه قائله بعدم تصديق: شركتك اللي صممته؟!
هز رأسه بمعنى نعم.. لتهتف آيه قائله بسعاده: اووه.. جوزي شركته بتصمم حاجات تحفه كده..
رفع محمد حاجبه باستنكار.. ثم قال: وأحسن من كده كمان.. دي أقل حاجه عند شركتي ياماما..
قرصته في وجنتيه ثم أردفت بسعاده: بس دي أول مره أسمع عن حاجه أنت اللي مصممها
أحضر حاسوبه الخاص.. بعد أن انتهى من عرض تصميمات الفندق.. قالت آيه بفخر: أنا قلتلك قبل كده إني بحبك صح؟!
رد عليها محمد قائلا بغرور: بقالي كتير مسمعتهاش منك بس عارف..
ردت آيه قائله بتذمر طفولي: كتير اللي هو من امبارح يعني؟!
كمم فاهها بيده قائلا وهو يزم شفتيه بغيظ: خلاص إنتِ هتفتحي ولا إيه؟!
أبعدت يده قائله: لا حول ولا قوة الا بالله.. مش أنت اللي بتقول بقالك كتير مسمعتهاش خلاص بقى استحمل...
زم شفتيه بعدم رضا.. ثم قال: طيب ياختي.. المهم هتسافري إمتى ياهانم؟!
هزت آيه كتفيها قائله بعدم معرفه: بصراحه مش فاكره.. دكتور خالد مقاليش الميعاد هيتغير ولا لا؟!
ضيق محمد عينيه قائلا باهتمام:مين خالد ده؟!
رد آيه قائله بلامبالاه:ده مدير المصحه...
ليردف محمد قائلا بغيره محاولا إخفائها: والبيه هيروح معاكِ المؤتمر؟!
هزت رأسها بمعنى نعم.. لينظر إليها محمد قائلا بغضب مكتوم: وأنا معرفش كل ده..
ردت آيه قائله بتعجب: فيها إيه يعني؟! دكتور زي أي دكتور موجود في المؤتمر.. عادي يعني..
قلد هو نبره صوتها قائلا بغيظ: عادي يعنى..
ليكمل قائلا بغضب:الكلام ده مش عندي ياماما.. فوقي كده وركزي.. على العموم ياآيه رجلك هتبقى على رجلي هناك..
نظرت له بعدم تصديق.. ليهز رأسه هو ببرود..
ضربت آيه جبهتها بيدها قائله وقد تذكرت شيئاً ما: يانهار أبيض.. أسيل كانت قايله إنها هتعدي عليا في المصحه.. وأنا مشيت من غير ماأقولها...
محمد بلامبالاه:عادي.. زمانها راحت ومشيت أصلاً..
زمت آيه شفتيها بغيظ.. ولم ترد عليه..
*************************
أما عند أسيل...
ترجلت من سيارتها أمام تلك المصحه الكبيره.. دلفت إلى الداخل.. لتقف أمام موظفه الإستقبال قائله بابتسامه هادئه: لو سمحتي.. هو مكتب الدكتوره آيه الشافعي فين؟!
الموظفه بأدب:تالت مكتب على إيدك اليمين..
نظرت إليها أسيل قائله بابتسامه جميله: ميرسي عن إذنك..
ثم اتجهت إلى الداخل.. لتعود الموظفه إلى عملها مره أخرى..
وقفت أسيل في منتصف الطريق قائله: هي قالت يمين ولا شمال؟!
لتكمل قائله وهي تتجه ناحيه اليسار:شمال صح..
وقفت أمام ثالث مكتب على يدها اليسار.. لتطرق على الباب.. لم تتلقى رد.. لتقرر الدلوف إلى داخل المكتب.. أدارت مقود الباب ودلفت إلى الداخل.. ماإن دلفت حتى تدلى فمها من شده الصدمه فقد كانت الحجره مطليه باللون البيج اللون الذي تعشقه.. لتجد أريكه من اللون الأوف وايت.. وعده لوحات فنيه تدل على ذوق صاحبها الذي اختارها.. جلست على المقعد خلف المكتب..ة. وأخذت تدور به كالبلهاء.. لتثبته في مكانه.. ثم رفعت قدميها ووضعتهما على سطح المكتب.. لم تنتبه إلى كوب القهوه الموجود على سطحه.. ليسقط بأكمله على الأوراق الموضوعه على المكتب.. شهقت بصدمه قائله: يانهار أسود..
لتعتدل في جلستها سريعاً وهي تحاول إنقاذ مايمكن إنقاذه ولكن لم تستطع.. انفتح الباب لينظر إليها خالد قائلا بغضب: إنتِ مين؟! وبتعملي إيه هنا؟!
انتبهت لوجوده.. لترد عليه قائله: أنت اللي مين؟!
نظر بصدمه إلى منظر مكتبه.. ليسرع إليه قائلا بغضب: أنا صاحب المكتب اللي إنتِ دمرتيه ده.. إيه اللي إنتِ عملتيه ده ياغبيه؟!
ردت أسيل قائله وهي على وشك البكاء: أنا آسفه والله مكانش قصدي...
خالد بغضب وهو يتقدم منها:ده إنتِ نهارك أسود.. إنتِ عارفه إنتِ عملتي إيه؟! دمرتي شغلي يامتخلفه..
لتسقط أسيل على المقعد من خلفها.. اتكأ خالد على ذراعيه.. ثم همس بصوت أشبه بفحيح الأفعى:عارفه لو ممشتيش من قدامي دلوقتي هاعمل فيكِ إيه؟!
نظرت إليه بحدقتيها المغرورقتين بالدموع.. ليبتعد عنها قائلا بصوت عالي: امشي من وشي!!
لتخرج هي سريعاً ودموعها تأخذ طريقها على وجنتيها.. نظر إليها جميع من بالمصحه بذهول.. أما هي لم تنتبه لنظراتهم من شده بكائها.. لتدلف مباشره إلى سيارتها وهي تبكي بشده.. بعد فتره مسحت دموعها.. لتقول وهي تزم شفتيها: إنسان قليل الأدب ووقح...
رفعت هاتفها لتهاتف آيه ولكن وجدت هاتفها مغلق.. لتتنهد بضيق وهي تدير محرك سيارتها عائده إلى منزلها...
أما خالد وجد أن الأوراق لم تكن بتلك الأهميه التي استدعته ليرفع صوته على تلك الفتاه صاحبه العيون الخلابه.. آلمه قلبه لأنه رفع صوته عليها.. فسره هو لأنه لم يرفع صوته على أي امرأه من قبل.. ليتنهد بضيق ثم قال:خلاص بقى ياخالد.. بطل تفكر فيها.. أنت مش هتشوفها تاني.. وبعدين هي كمان غلطت إزاي تدخل المكتب من غير استئذان..
ثم حاول إشغال عقله بالعمل قليلاً.. ولكن قلبه وعقله كان كلاهما مشغولين بتلك الفتاه.. ليتناول أغراضه بعد قليل وخرج من المصحه بأكملها..
****************************
في مكتب عدي...
كان جالس يباشر أعماله التي تراكمت عليه أو لنقل عقاب والده له ذلك الكم الهائل من الأعمال والأوراق..
ليتنهد بتعب.. ثم تناول هاتفه؛ليتصل بملك.. ثواني وردت عليه ملك قائله ببرود: نعم..
عدي بسخريه: اقفلي السكه في وشي أحسن.. في إيه يابت؟!
ملك بغضب مصطنع: لم نفسك ياعدي.. عايز إيه؟!
عدي بسخريه: أنا برده اللي ألم نفسي.. أومال مين اللي كان بيطنط من الفرحه امبارح عشان أنا رجعت...
ردت عليه ملك قائله بغضب: لم نفسك ياعدي أحسنلك.. وبعدين أنا مكنتش مركزه..
ثم أكملت قائله بحنق: اخلص ياعدي.. قولي متصل ليه؟!
رد عليها عدي وهو يداعب القلم بين أنامله: عادي بسلي وقت فراغي!!
صرخت ملك في الهاتف قائله بغضب: نعم!! إيه تسلي وقت فراغك دي؟! ليه شايفني كيس لب ولا إيه؟! ولا أنت اتعودت إنك تتسلى بالبنات..
جز عدي على أسنانه قائلا بغضب: ملك.. احترمي نفسك.. إيه بتسلى بالبنات دي؟! ماقولت إني معنتش باعمل كده.. احلفلك على المياه تجمد إني معندش بعرف بنات!!
ردت عليه ملك محاوله إهدائه: خلاص ياعدي.. في إيه لكل ده؟!
غضب عدي أكثر ليقول لها: لا مفيش حاجه.. حاجه قليله إن إنتِ مش واثقه فيا؟!
استوقفته ملك قائله: ثانيه واحده.. وإيه لازمه إني أثق فيك؟!
رد عليها عدي قائلا بغضب وهو لا يعي ماذا يقول: عشان بحبك ياحماره!!
دقائق من الصمت لم تستمع فيها ملك سوى لصوت أنفاس عدي العاليه.. عندما هدأ قال إليها: سكتي ليه ياهانم؟!
لم ترد عليه.. لتغلق الهاتف سريعاً.. ثم وقفت على الفراش لتقفز عليه عده مرات هاتفه بعدم تصديق وسعاده: هووووه.. طلع بيحبني.. هيييح..
دلف زياد إلى الغرفه دون أن يطرق.. لينصدم ماإن رأى منظر أخته..
ليقول لها بصدمه: مين ده ياملك اللي بيحبك؟!
توسعت عينيها بصدمه ماإن رأت أخيها.. ليلتوي كاحلها وتقع على السرير..
اقترب منها زياد قائلا بغضب: مين ده اللي طلع بيحبك ياختي؟!
ردت عليه ملك قائله ببرود: وأنت مالك يالا!!
رمقها زياد بمكر وهو يذهب بإتجاه الباب قائلا:تمام.. أنا هاروح أقول لماما وهي تعرف بقى..
استوقفته ملك قائله بابتسامه ماكره:استنى يازياد..
ثم نهضت.. لتخرج صوره من أحد الأدراج.. ثم تقدمت منه وقد اتسعت ابتسامتها الماكره.. لتظهر له الصوره قائله بمكر:مين دي يازيزو؟!
ابتلع زياد ريقه بتوتر.. ليرد عليها قائلا بثقه مصطنعه: جبتي الصوره دي منين ياملك؟!
ردت عليه ملك وهي تنفخ في أظافرها:من كتاب الكيمياء بتاعك.. لتكمل بسخريه: بقى كتاب الكيمياء يبقى أخرته إنه يشيل صور البنت اللي عجباك.. ثم مالت عليه قائله بخبث:ومش أي بنت دي ليلى أخت أميره صاحبتي..
لتذهب وتجلس على أحد المقاعد الموجوده بغرفتها ثم وضعت ساق فوق الأخرى.. لتشير له بأن يتقدم منها ويغلق الباب خلفه.. نفذ ماقالت ليقف أمامها وهو ينظر في الأرض كالطفل الذي ينتظر عقاب والدته.. ابتسمت ملك بثقه فهي قد قلبت الطاوله عليه.. لتسأله قائله باهتمام: بتحبها من إمتى يازياد؟!
زياد بخفوت: من سنه..
عقدت مابين حاجبيها قائله:طب وهي تعرف؟!
هز زياد رأسه بمعنى لا.. ثم قال بحزن: لا هي مش واخده بالها مني أصلاً..
لا تنكر أنها شعرت بالحزن من أجل أخيها.. ولكنها حاولت أن تبقى على جمودها..
لتقول بجمود مصطنع: بس أنت عارف إنه مينفعش أنت لسه صغير وهي كمان لسه صغيره.. مينفعش خالص يازياد دلوقتي.. أقل حاجه لحد ماتخلص ثانوي..
رد عليها زياد قائلا بجديه: أنا عارف كده كويس.. ومين قالك لما أخلص الثانوي أقل حاجه؟! لما أخلص الجامعه وأشتغل عشان أقدر أصرف عليها..
طالعت أخيها بفخر؛ فهو قد أصبح رجل يُعتمد عليه...لتربت على كتفه قائله بتشجيع: متقلقش إن شاء الله تحقق اللي نفسك فيه.. ثم أكملت بغمزه وهي ترفع يديها للأعلى متخذه وضعيه الدعاء: ربنا يجعل ليلى من نصيبك يازياد ياابن يمنى.. ثم أكملت بخفوت:ويجعلك من نصيبي ياعدي ياابن شيرين..
ليسألها زياد باهتمام: بتقولي إيه؟!
نظرت إليه ببرود.. ثم صرخت في وجهه قائله: بره يازياد..
ليركض زياد سريعاً للخارج.. لتضع هي يدها أسفل وجنتها وهي تتنهد براحه: برده طلع بيحبني..
************************
مر النهار سريعاً.. ليسدل الليل ستائره..
دلفت سياره محمد من بوابه القصر الخارجيه.. توقف محمد بسيارته في فناء القصر.. لينظر بحنان تجاه آيه التي غلبها النوم في الطريق.. ثم شرد في حادثه لم تذهب أبدا عن عقله..
منذ عشر سنوات...
كانت آيه قد أنهت امتحانات الصف الثالث الإعدادي.. وظهرت نتيجتها التي حصلت فيها على تقدير عالي ككل عام.. أخذها محمد في جوله بسيارته كما وعدها..
لتقول آيه بسعاده وهي جالسه بجانبه:أنا مبسوطه جداً يامودي..
نظر إليها محمد بحنان ثم قال:ومودي مبسوط عشان قطته مبسوطه..
نظرت إليه بسعاده.. لتقول له بفضول بعد فتره: هو إحنا رايحين فين؟!
نظر إليها محمد قائلا بتلاعب:مش هاقولك..
طالعته آيه قائله بترجي:عشان خاطري بقى..
هز محمد رأسه بالنفي.. ليرد عليها قائلا بتصميم: برده مش هاقول..
زمت آيه شفتيها بحزن طفولي.. ليقول محمد بحنان: خلاص متزعليش بقى ياآيه..
كانت ستهم بالرد عليه.. ولكن ظهور تلك الشاحنه الكبيره من العدم جعلها تصيح قائله برعب: الحق يامحمد..
نظر محمد أمامه.. ليحاول تفادي تلك الشاحنه ولكنه لم يستطع لتنقلب بهما السياره!!
بعد فتره وصلت سياره الإسعاف.. لتنقلهما سريعاً إلى المشفى..
قضى محمد يومين في المشفى إلى أن استعاد وعيه..
فتح محمد عينيه قائلا بهمس: آيه..
لينظر له الممرض.. ثم خرج لجلب شيء ما..
عاد بعد قليل وهو يحمل حاسوب متنقل في يده..
لينظر له محمد بعدم وضوح.. أعدله الممرض في وضعيته... ثم وضع الحاسوب أمامه.. لتظهر أمامه صوره آيه داخل غرفتها بالمشفى وقد كانت محاطه بعده أجهزه للحفاظ على حياتها.. وأهمها جهاز التنفس الصناعي ثم وجد ممرض آخر يقف بجانب فراشها..
ليغلق الممرض تلك الصفحه التي تعرض صوره غرفه آيه.. وأجرى اتصال فيديو بأحد ما..
نظر محمد بعدم تصديق ماإن وجد صوره حسن داخل الحاسوب وتظهر على وجهه ابتسامه خبيثه.. ليقول محمد بغضب: أنت بتعمل إيه هنا؟!
رد حسن قائلا بخبث:تؤتؤ... في إيه يامحمد؟! أنت لسه تعبان ياحبيبي.. وبعدين العصبيه مش حلوه عشانك..
قاطعه محمد قائلا بغضب وقد برزت عروق عنقه من شده الغضب: عايز إيه؟!
صدح صوت ضحكه حسن العاليه ثم قال بخبث: تعجبني يامحمد وأنت فاهمني..
ليخبره حسن بمخططه..
اشتعلت عيني محمد بالغضب الجحيمي.. ثم قال: ده أنت نجوم السماء اقربلك من أنا أنفذ الخطه الو****اللي أنت عايز تعملها دي..
حسن بصوت يشبه فحيح الأفعى: ماأنت هتنفذ ياحبيبي عشان معندكش حل تاني!!
عقد محمد حاجبيه قائلا بتوجس:يعني إيه؟!
ظهرت صوره آيه مره أخرى.. ولكن تلك المره كان الممرض ينزع فيها قناع التنفس عن آيه.. لتنخفض في لحظتها ضربات قلبها.. حاول محمد النهوض من على الفراش.. ليقيده الممرض في وقتها.. ليقول محمد لحسن: خلي الحيوان ده يرجعلها قناع التنفس..
رد حسن قائلا ببرود:لما نتفق الأول..
نظر إليه محمد قائلا بعجز: خليه يرجعه وبعدين أنا هاعملك اللي أنت عايزه!!
ليقول حسن بتعاطف مصطنع وهو يتحدث في هاتفه: رجعه يابني..
وبالفعل أعاد ذلك الممرض قناع التنفس الصناعي لآيه مره أخرى..
ليوجه حديثه لمحمد قائلا: ها موافق؟!
رد عليه محمد قائلا بانكسار: موافق!!
في اليوم التالي...
استيقظت آيه من غيبوبتها.. لتسأل أول شيء عن محمد طمأنتها والدتها أنه بخير ولكنها أصرت على أن تطمئن عليه بنفسها.. لتصطحبها والدتها إلى غرفته..
دلفت آيه إلى غرفه محمد للإطمئنان عليه وجدت ساقه معلقه في جبيره وكذلك ذراعه بالإضافة إلى عده كدمات في وجهه.. لتزم شفتيها وهي على وشك البكاء ولكنها تماسكت..
اقتربت منه قائله بسعاده وهي تلمس كف يده السليمه: محمد..
أبعد محمد يده عنها بجفاء.. لتقطب آيه جبينها قائله بتعجب: في إيه يامحمد؟!
نظر محمد لوالدته ثم قال: مين دي ياماما؟!
فتحت آيه فاهها من شده الصدمه وكذلك البقيه.. لتهتف والدته بعدم تصديق: أنت بتقول إيه يامحمد؟!
رد عليها محمد قائلا بجمود: أكدب يعني.. بقول مش فاكرها.. بصراحه أنا معرفش مين دي؟!
امتلأت الدموع في عيني آيه.. لتقول بصوت متحشرج: أنا آيه يامحمد..
آلمه قلبه على صغيرته بل تقطع ولكنه ليس في يده شيء ليساعدها به!! لينظر لها بحزن وهو يرى انهيارها في أحضان والدته بعد أن أخبرهم ذلك الطبيب اللعين بأنه فقد جزء من ذاكرته الذي يتعلق بها بما أنها كانت آخر شخص معه قبل غيابه عن الوعي..
فاق من شروده عندما وجد آيه تتأثب بتكاسل..
ليبتسم بحنان وهو يراها تفتح عينيها التي أصبحت حمراء قليلاً من النوم.. لتسأله آيه قائله:إحنا وصلنا؟!
هز رأسه بمعنى نعم.. ثم قبل جبهتها قائلا: اه ياقطتي.. ليكمل قائلا بمشاكسه:مش هتبطلي عاده نومك في العربيات دي خالص؟!
ضحكت ضحكه رقيقه.. ثم استدارت؛لكي تترجل من السياره.. ليمسك هو يدها قائلا: لسه زعلانه مني ياقطتي؟!
سألته قائله باهتمام: من إيه؟!
أجابها محمد قائلا بخزي: من اللي حصل زمان؟!
ردت عليه آيه قائله بابتسامه جميله: زمان خلص وإحنا قلنا هنفتح صفحه جديده يبقى مالوش لازمه نفتح في اللي فات..
لتكمل بحب:وبعدين أنا عمري مازعلت منك...
ليعانقها محمد قائلا بسعاده:ربنا يخليكِ ليا..
بادلته العناق قائله:ويخليك ليا يارب..
*************************
##طفله_أوقعتني_في_عشقها
#آيه_محمد_عبدالرحمن
رأيكم ❤️❤️
خلاص فاضل ٦ فصول استحملوني بقى فيهم 💙
دمتم سالمين قمراتي الحلوين 😍😍

طفلة أوقعتني في عشقهاWhere stories live. Discover now