الثامن عشر

23.1K 739 117
                                    

لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ❤️❤️

أتى يوم الجمعه..
اليوم المنتظر لزياره عائله أيمن الأنصاري لعائله فريد الألفي.. لترتدي آيه ملابسها.. نظرت إلى عينيها الذابله عبر المرآة؛ فهي تعتبر لم تنم منذ تلك الليله التي واجهت فيها عدي.. ومن يومها لم تحادثه.. وهو أيضا لم يجرؤ على التحدث معها بعد ماحدث.. لتقرر هي أيضاً عدم التحدث إليه.. أما عن علاقتها بمحمد فلم تتغير منذ ذلك اليوم أيضاً؛فهو لم يكلف نفسه عناء الاتصال بها.. وهي لم تتصل به أيضاً فهي إن خرجت من المنزل تجعل فايز يخبره بأمر خروجها.. لينتهي الأمر على دعوه من والدتها لعائله محمد لتناول وجبه الغداء معهم يوم السبت.. لتزفر بضيق من كثره أفكارها.. ثم توجهت إلى الأسفل..

أما عند سيرين...
كانت تجهز نفسها جيدا كما طلبت منها آيه.. لتكون في أبهى صورها عندما تقابل زين.. ضحكت وهي تتذكر جمله آيه التي قالتها لها بالأمس بغضب:كلهم رجاله عايزين الضرب.. مفيش واحد فيهم بيحترم نفسه من غير ماياخد على دماغه..
لتقول لها سيرين محاوله كبت ضحكاتها:ولا حتى محمد؟!
انفجرت فيها آيه قائله بغضب:ده هو أولهم..
أطلقت الآن سيرين ضحكه رنانه.. وهي تتذكر عندما أطلقت نفس الضحكه أمام آيه التي احمر وجهها من الغضب وتركت لها الغرفه..
قاطع ضحكتها على دلوف عدي إلى الغرفه قائلا بابتسامه هادئه لسيرين:خلصتي ولا لسه ياسيري؟!
تناولت هاتفها وحقيبتها قائله بابتسامه لأخيها: خلصت أهو يا حبيبي..
لتوقفه عند الباب قائله بصوت أقرب إلى الهمس:عدي أنت متخانق أنت وآيه ليه؟!
نظر إليها عدي قائلا بحزن:أحسنلك متعرفيش ياسيري وإلا إنتِ كمان هتزعلي..
ربتت سيرين على كتفه قائله بحنان:أنا عمري ماأزعل منك ياعدي.. بس اللي أنا متأكده منه إنه آيه مادام زعلت يبقى انت عملت حاجه كبيره..
ثم خرجت من الغرفه.. ليبقى هو ثوانٍ ينظر للفراغ بشرود.. ليغادر هو الآخر وهو عازم على تنفيذ أمر ما..

في الأسفل...
بعد أن نزلت سيرين.. وتبعها عدي بفتره قصيره.. كان يجب أن يذهبوا بسيارتين.. ليستقر الأمر أن آيه ستذهب مع أيمن وياسمين وتيا ومازن.. وسيرين مع عاصم وعدي...
ليقول عدي بمكر :لا يابابا لو سمحت.. مش كل مره نروح في حته هاركب مع عاصم.. خدوا معاك أنت..
رد عليه أيمن قائلا بسخريه:أركب أخوك اللي زي البغل ده فين إن شاء الله.. على رجلي مثلاً..
لتضحك تيا عند نعت أخيها الكبير بكمله "بغل" ...
نظر إليها عاصم شرزاً قائلا:يابابا حرام عليك والله.. مش لازم يعنى.. عجبك كده أهو البت الصغيره ضحكت عليا..
وضعت تيا يديها في خصرها قائله بغضب طفولي: مين دي اللي بت؟!
ثم أكملت قائله بسخريه وهي تخرج إليه لسانها:بس يابغل..
كان سيفتك بها عاصم لولا تشبث تيا بآيه..
ليقول عاصم وهو يحاول إبعاد سيرين من أمامه: وسعي كده..
لتتشبث تيا بآيه أكثر قائله ببكاء مصطنع:الحقيني ياآيه.. أبيه عاصم عايز يضربني. والله كنت بهزر معاه..
نظرت إليه آيه قائله بنفاذ صبر وهي ترفع نظاراتها الشمسيه لأعلى:خلاص بقى كفايه ياعاصم.. تيا صغيره متاخدش على كلامها.. وبعدين هي بتهزر..
نظر عاصم تجاه تيا التي تخرج إليه لسانها.. ليقول بغضب وهو يشير تجاهها:طب بصي بتطلعلي لسانها إزاي؟!
لترد عليه آيه وهي لم تنظر تجاه تيا:عارفه!! وبعدين هاجي أدور وشي هلاقيها بتعمل نفسها بتعيط تاني..
لتقول تيا بغضب:وعرفتي منين إن انا هاعمل كده؟!
لتنظر إليها آيه.. بعد أن جلست أمامها القرفصاء لتصل إلى مستواها.. لتغمز إليها قائله بابتسامه بسيطه:عشان أنتِ معيطيش أصلاً.. وبعدين هو في حد بيعيط بصوت بس من غير دموع..
رمقتها تيا بغيظ... ثم سارت بكبرياء ناحيه عدي.. لتمسك بيده قائله:أنا هركب مع أبيه عدي.. خلي أبيه عاصم يركب معاكوا..
لترد ياسمين تلك المره قائله بسخريه:لا والله على أساس إن مكانك هو اللي هيفرق..
نظرت تيا ناحيه والدتها قائله بغيظ:خلاص يامامي.. ثم استدارت ناحيه مازن قائله بابتسامه:تعالى أنت اركب معايا يامازن..
ليهز مازن رأسه كعلامه للنفي قائلا وهو يذهب لإمساك يد والده ووالدته:لا ياتيا.. أنا عايز أركب مع مامي وبابي..
ردت عليه تيا قائله بغضب:على فكره أنت..
قاطعته آيه قائله بملل وهي تذهب للجلوس بسياره عدي:خلاص أنا هاروح معاه.. روح أنت ياعاصم اركب في العربيه التانيه..
أومإ عاصم برأسه باستسلام قائلا:أمري لله..
لتقول سيرين بمكر وهي قد فهمت خطه عدي من بدايتها: بس إنتِ ياآيه رايحه تركبي قدام ليه؟!
تنهدت آيه قائله بحنق:ماتخلصي بقى ياسيري.. إحنا مش هنقعد اليوم كله نتخانق هنقعد فين.. مش حكايه هي يعني.. وبعدين ياستي عايزه تقعدي قدام.. اترزعي قدام..
ثم ذهبت آيه للجلوس بالمقعد الخلفي للسياره..
وضعت سيرين يديها في خصرها قائله بغضب مصطنع: نعم أنتِ بتزهقي عليا ياآيه.. طب والله ماأنا راكبه معاكِ في عربيه واحده..
لتنادي سيرين على عاصم قائله:عاصم.. هات عربيتك وتعالى نروح فيها إحنا الاتنين..
ثم أكملت قائله بحزن مصطنع:شكل محدش حابب وجودنا..
ليقول أيمن.. وهو يدلف لسيارته مع ياسمين ومازن: بصوا لما تخلصوا شغل العيال اللي إنتوا بتعملوه ده.. إبقوا تعالوا ورانا.. ده إنتوا يومكم بسنه..
ثم قاد سيارته متجهاً لفيلا فريد الألفي..
ليقول عاصم بغضب بعد ذهاب والده:عاجبكوا الهبل ده؟! وأنتِ ياست سيرين مش عايزه تركبي في عربيه لوحدك؟! تعالى ياختي
ردت سيرين بخوف مصطنع وهي تجذب تيا للذهاب معها: تعالى معايا ياتيا عشان خاطري ده ممكن ياكلني لوحدي..
التفت إليها عاصم قائلا بحده:كنتِ بتقولي حاجه ياختي؟!
ابتسمت سيرين قائله بتوتر:لا والله أبداً.. بقول ده عاصم ده سكره..
ضيق عاصم عينيه قائلا باشمئزاز:سكره!! طب يلا يازفته..
دبدبت سيرين قدميها في الأرض كالأطفال.. ثم تبعته وهي تمتم بكلمات غاضبه..
أما عدي بمجرد أن ذهبوا جميعاً... ركب أمام مقود السياره.. لينظر لآيه من المرآه الأماميه قائلا ببرود مصطنع:مش سواق عندك أنا يعني.. ياريت لو تتكرمي وتطلعي قدام..
تنهدت آيه بنفاذ صبر وقد سئمت من هذا اليوم.. لتصعد بالمقعد المجاور له.. وقد صفعت الباب خلفها بعنف..
لينظر هو إليها وقد بدأ وجهها في الإحمرار من الغضب... كان سيتكلم.. لتوقفه هي قائله بغضب:والله العظيم لو سمعت صوتك لأولع في العربيه دي باللي فيها.. عشان أنا خلاص دماغي هتفرقع.. ولو أنت فاكر إن الهبل اللي حصل أنا مفهمتش منه إنك أنت اللي قصده.. يبقى أنت أهبل أوي..
ليدير عدي محرك السياره بخوف..

طفلة أوقعتني في عشقهاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن