الرابع والعشرون

23.9K 728 53
                                    

اللهم صل وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين 💙💙

بعد أن خرجت آيه من المصحه ركبت في المقعد الخلفي.. وفي الأمام كان فايز متخذ موضعه أمام مقود السياره..
بعد مرور خمس دقائق استمعت إلى رنين هاتفها.. لترد عليه قائله بابتسامه:أيوه يامحمد..
رد عليها محمد قائلا بصوت قلق:إيه اللي أخرك ياآيه؟!
ضحكت آيه برقه قائله:اهدى يامحمد.. أنا لسه قافله معاك من ربع ساعه وبعدين متقلقش مسافه الطريق وهاكون عندك.
نظرت إلى فايز في المرآه الأماميه عندما لاحظت تغييره لخط السير.. لتقول له باستفهام:غيرت الطريق ليه يافايز؟!
رد عليها فايز قائلا بتوتر:في عربيه ماشيه ورانا يادكتورة من ساعه ماطلعنا من المصحه..
قطبت جبينها ناظره خلفها بترقب وكم كانت تتمنى من داخلها أن يكون الأمر صدفه؟! ولكن لا.. بالفعل رأت سياره سوداء تسير خلفهما مباشره.. انتبهت أخيراً لصوت محمد القلق الذي سألها قائلا:في إيه ياآيه؟!
ردت عليه آيه قائله بصوت مرتجف:محمد.. الحق يامحمد.. في عربيه ماشيه ورانا..
سقط قلبه عند قدميه.. ليبتلع ريقه قائلا بخوف:ادي التليفون لفايز ياآيه؟!
ردت عليه آيه قائله بتوجس:في إيه يامحمد؟! أنت تعرف حاجه عن العربيه دي ولا إيه؟!
نهرها محمد قائلا بعصبيه:ماتخلصي بقى ياآيه وتدي الزفت لفايز..
ردت عليه آيه قائله بغضب:أنت بتعلي صوتك ليه دلوقتي؟! عايز فايز.. خد يافايز..
أعطت الهاتف لفايز الذي تناوله منها قائلا باحترام: ايوه ياباشا..
رد عليه محمد قائلا بغضب وهو يشد شعره بقوه:إيه اللي بيحصل عندك يافايز؟!
أجابه فايز قائلا باحترام:اللي الدكتوره قالتلك عليه ياباشا.
نهض محمد آخذاً أغراضه ومفاتيح سيارته.. ثم قال لفايز وهو يهم بالخروج من المكتب:بص يافايز إنتوا فين بالظبط؟!
فايز: إحنا على طريق*****
تنهد محمد قائلا بهدوء:تمام أوي.. اقفل دلوقتي يافايز..
كان سيغلق معه ولكنه تذكر شئ ما ليقول لفايز:ادي التليفون لآيه يافايز..
رد عليه فايز قائلا: حاضر ياباشا..
ثم أعطى الهاتف لآيه.. لتتناوله آيه منه قائله بوجه عابس:نعم..
رد عليها محمد بحنان وهو يضغط على زر المصعد: فكي تكشيرة وشك بس الأول....
كادت أن تهم بالرد عليه ولكن صوت الطلقات الناريه من حولها قد دوى في المكان.. لتصرخ صرخه عاليه وهي تقول لمحمد:هاموت يامحمد..
رد عليها محمد وهو يركب سيارته:اقفلي ياآيه..
لم ينتظر ردها.. ليغلق معها وينطلق بسيارته وخلفه سياره من الحرس.. أما فايز أخرج مسدسه.. ليتبادل معهم الطلقات عبر النافذه.. أصبت إحدى الطلقات الناريه الزجاج من الخلف.. ليقول فايز لآيه:انزلي برأسك يادكتوره على الكنبه..
لم تجادله كعادتها بل نفذت أوامره تلك المره بخوف..
تقدمت منهم تلك السياره التي يتبادل معها فايز الطلقات الناريه وقطعت عليهما الطريق.. لتقول آيه لفايز وهي لم تتحرك من مكانها بعد أن أوقف فايز السياره بمده:هو في إيه يافايز؟! وقفت ليه؟!
لم يكد يجيبها حتى انفتح باب السياره وسحبها أحدهم بقوه من ذراعها.. لتنفض ذراعها من يده قائله بغضب:أنت مجنون؟!
نظر إليها بغضب هو الآخر.. رفع يده لكي تسقط على وجهها ولكن وجد يده معلقه في الهواء..نظر خلفه.. لم يمهله محمد الفرصه.. ليضربه بمؤخره مسدسه على رأسه.. وسحب آيه من يدها وأخذها خلف إحدى السيارات ليسمع صوت تبادل الطلقات الناريه.. نظرت إليه آيه بغضب لم يفسر معناه.. ليقول لها باستغراب: مالك ياآيه؟!
ردت عليه بغضب وهي تنفخ وجنتيها:الفون بتاعي وقع وأنت بتسحبني تقعدني هنا...
نظر إليها بصدمه.. لينظر بالخارج ثم أعاد النظر إليها قائلا: إنتِ مش شايفه إن إحنا في مصيبه؟!
نظرت إليه قائله وهي تزم شفتيها وتسند رأسها على السياره من خلفها:على فكره أنت مش زوج حقيقي عشان تشاركني أحزاني.. أنت عارف إنه لو كان أي فون عمري ماكنت هاتقصر.. بس لا ده أيفون ولونه بينك كمان.. أنت مش حاسس بيا..
ثم أكملت وهي تنظر حولها قائله بحيرة وكأنها لم تكن حزينه منذ ثانيه واحده:هو أنت تعرف مين اللي بعت الناس دي؟!
رد عليها قائلا بذهول وهو يندب حظه:أنا عارف والله إني متجوز واحده مجنونه.. أيوه ياآيه أعرف هما تبع مين...
مالت عليه قائله بفضول:مين؟!
رد عليها قائلا ببرود:حسن الشافعي!!
نظرت إليه بتوجس وهي تبتلع ريقها بتوتر.. لترد عليه قائله بصوت مبحوح:طب وأنت عرفت إزاي؟!
نظر إليها ثوانٍ يلاحظ شحوب وجهها.. ليربت على يدها قائلا بحنان:متخافيش ياآيه.. هو ميقدرش يعمل حاجه دلوقتي..
نظرت إليه بحزن.. ثم قالت بخفوت:اوعى يامحمد ييجي اليوم اللي تسيبني فيه..
ابتسم إليها محمد قائلا:الكلام ده ممكن يتحقق عارفه إمتى؟!
نظرت إليه باهتمام.. ليكمل قائلا:لو أنا اقدر أعيش يومي من غيرك..
ثم أكمل بمرح وقد لاحظ دموعها التي هددت بالهطول: وبعدين هنا مش وقت رومانسيه خالص.. الجو هنا أكشن.. فياريت مننساش إحنا فين..
ضحكت عليه... وعادت لتدفن نفسها في أحضانه...
بعد فتره قصيره هدأ صوت إطلاق النار.. ليقترب فايز من السياره التي يختبئ خلفها آيه ومحمد قائلا لمحمد باحترام:كله تمام ياباشا..
نهض محمد وآيه.. لينظر إليه محمد قائلا بفخر وهو يربت على كتفه:مايجيبها إلا رجالتها يافايز.. برافو عليك أنت والرجاله بس طمني حد فيكوا حصله حاجه؟!
رد فايز قائلا باحترام:لا ياباشا.. كل الرجاله كويسين.. لو حد اتصاب فهي إصابات خفيفه.. بس المطلوب مننا نتصرف مع العيال دول إزاي؟!
رد عليه محمد قائلا بمكر:علمهم الأدب على ماأجي وأعلمهم أنا..
ثم أخذ يد آيه بين يديه.. وذهب بها ناحيه سيارته..
لتركب آيه السياره بهدوء.. وهو اتخذ موضعه أمام مقود السياره وانطلق بها..
نظرت إليه آيه قائله باهتمام:إحنا هنروح فين دلوقتي؟!
نظر إليها قائلا بحنان:هتعرفي دلوقتي..
بعد فتره ليست بقصيره..
كان قد وصل أمام مكان هادئ يطل على البحر...
ليترجل هو من السياره أولاً ثم تبعته آيه.. وقف أمام البحر وهو يضع يديه خلف ظهره.. لتقف بجانبه آيه.. قال محمد وهو مازال ينظر تجاه البحر:ايه رأيك نصفي حسابتنا هنا النهارده؟!
هزت رأسها كعلامه بالموافقه.. ليسألها مباشره:ليه خبيتي ياآيه وقولتي إنك فقدتي الذاكره؟!
لم تنصدم من سؤاله.. ليشعر وكأنها كانت تتوقعه.. لترد عليه هي الأخرى قائله بسؤال:وأنت ليه كذبت عليا؟!
نظر إليها بغضب.. ليتخلى عن هدوئه مزمجراً بغضب: لا والله على أساس إن أنا اللي بقالي ٦ سنين بوهم في كل اللي أعرفهم إني فاقد للذاكرة وأطلع في الآخر كذاب ومفيش أي حاجه صح؟!
نفضت ذراعها من قبضه يده لتنظر إليه قائله بشراسه:وأنت إيه مبتكذبش؟!مكذبتش من عشر سنين لما عملت الحادثه وقلت إنك مش فاكرني ويطلع حسن الشافعي هو اللي بيهددك.... مكذبتش برده لما مقولتليش إن حسن الشافعي هو اللي خلاك تلغي اللقاء التليفزيوني بتاعي... عارف يامحمد مشكلتك إيه إنك كنت كل مره بتخليه ينجح في إنه يضعف الثقه مابينا...
نظر إليها قائلا بغضب:وهو أنا معملتش كده عشان خايف عليكِ منه؟! النهارده عشان قولتله لا شوفتي كان هيحصلك إيه؟! لو كنت اتأخرت عليكِ دقيقه ياهانم كان زمانك مع الأموات..
ردت آيه قائله بغضب ودموعها نزلت من عينيها:وهو أنت لما بعدت عني ده كان راحه بالنسبالي؟! لما تصحى من غيبوبه وتقولي بكل بساطه أنتِ مين أنا مش عارفك!!
نظر إليها محمد قائلا بألم:يعني ده اللي كان سهل عليا؟!
ضحكت آيه بمراره قائله:كلكوا مفيش حاجه سهله عليكم صح؟! لكن أنا كل حاجه سهله عليا مش كده؟! عايشه حياتي كلها ومتأكده إني حتى كمان لما أموت أبويا هيبقى بيكرهني.. كل الناس زمان بصيتلي بصه عمري ماهنساها إني أقل منهم واللي كان بيبصلي بشفقه.. أنا طول عمري بكره النظرات دي.. كل الناس بتيجى عندي أنا وتقولي أصلي كنت خايف.. هو مفيش حد غيركم بيخاف..
رد عليها محمد قائلا بحزن:يعني أنا مثلا معرفش كل اللي انتِ بتقوليه ده؟!
نظرت إليه قائله بسخريه:عارفه كويس أوي إنك عارف بس أنا عايزاك تقولي ليه أنا اللي بيحصل معاها كده؟! هتقولي قدر ربنا.. هقولك ونعم بالله.. بس ليه كده؟! هو أنا عملت حاجه قبل مااتولد عشان يحصلي كل ده؟! أنا عملت إيه في حياتي عشان يحصلي كده؟!
ثم أكملت بغضب:وأنت جيت كملتها على الآخر.. اتجوزتني ليه ها؟! عشان ميعرفش حسن ياخدني صح؟! طبعاً كان هيتهمكم إنتوا بعدم تحمل مسئوليتي.. فكان طبعاً يقدر يضمني لحضانته عشان لسه موصلتش لسن الزواج.. فإنتوا قولتوا تتصرفوا وأهو جدو الله يرحمه يبقى وكيلي عشان أنا لسه قاصر وتتجوزني مش كده؟!
اقترب منها قائلا برفق موجهاً نظره لعينيها الباكيه: والله العظيم ياآيه ماكنت عاوز أكذب عليكِ أو أخبي عليكِ حاجه.. أنتِ شوفتي بنفسك اللي حصل النهارده واللي حصل من ٦ سنين بس أنا برده مقدرش أقول إنك مغلطيش لما كذبتي علينا وقولتي إنك فقدتي الذاكره..
نظرت إليه بشراسه.. ليكمل وهو يربت على ذراعيها حتى تهدأ: أنتِ هتنسي وأنا هنسى وهنبدأ من أول وجديد بس المره دي مش هيبقى فيه حاجه نخبيها على بعض.. إيه رأيك؟؟!
ابتعد عنها حتى ليستكشف رد فعلها.. تطلعت إليه بضع لحظات قبل أن تهز رأسها بالموافقه.. لتنظر إليه وهي تعقد حاجبيها بلطافه قائله:بس توعدني إنك عمرك أبداً ماهتخبي عليا حاجه.
مسح بأصابعه آثار دموعها من على وجنتيها... ثم ابتسم إليها قائلا: عمري ماهخبي عليكِ أي حاجه ياقطتي..
ردت عليه آيه قائله بمرح: بس ياريت متنساش إنك هتجبلي فون بدل اللي اتكسر..
نظر إليها بازدراء مصطنع.. ليتركها ويتوجه ناحيه سيارته.. ركضت خلفه قائله وهي تضحك عليه:في إيه بس؟! هو أنا قلت حاجه غلط..
**********************
كانت تجلس أسيل تشاهد التلفاز في غرفه المعيشه عندما جلست سيلا تتأفف بجانبها.. نظرت إليها أسيل باستفهام.. لتضربها بخفه على كتفها.. تنهدت سيلا بنفاذ صبر قائله:عايزه إيه ياأسيل؟!
ردت عليها أسيل قائله باستفسار:مالك سيلا؟! جايه من الحضانه مش طايقه نفسك كده ليه؟!
زفرت سيلا قائله بحنق:زهقت من بابي ده!!
عقدت أسيل حاجبيها قائله باهتمام:ليه ياسيلا؟! ده بابي حتى بيحبك..
وضعت سيلا قدم فوق الأخرى قائله بضجر:ماأنا مش عايزه حب بابي بس.. عايزه حب مامي كمان.. بس مامي في الطراوه!!
قاطعتها أسيل قائله بذهول:طراوه!!
أومأت سيلا قائله ببراءه:اه طراوه..
لتقول لها أسيل:يخرببيتك ياشيخه.. ده لو أبوكِ سمعك مش بعيد يوديكِ فيها السجن ويوديني معاكِ عشان سبتك تقوليها..
ردت عليها سيلا قائله بحنق:يوووه ياأسيل.. أنا في إيه ولا في إيه؟! اتصرفي مع بابي ده...
لتضع أسيل يدها أسفل خدها قائله بفتور:وده أتصرف معاه إزاي ياختي؟!
ردت عليها سيلا قائله بمكر:فاكره سيرين اللي جات هنا قبل كده؟!
همهمت أسيل وهي تجلب كوب الماء لتشربه.. لتكمل سيلا قائله وقد اتسعت ابتسامتها الماكره:إيه رأيك نجوز بابي ليها؟!
سعلت أسيل بقوه حتى كادت تلفظ أتفاسها الأخيره... لتلتقط أنفاسها بصعوبه قائله بلهاث:الله يخرببيتك ياشيخه.. أنتِ جيبتي الكلام ده منين؟!
لتهز سيلا كتفيها قائله بعدم اكتراث:عادي.. أصل مامي كل لما تشوفني تقعد تشتم في سيرين دي فأنا فهمت إن بابي شكله بيحبها..
لتبدأ أسيل في العويل قائله:يخرببيتك ياساره.. دي أخره قعدتك السوده مع أمك ياسيلا.. ياما قلت لزين ميسبكيش تقعدي مع الحربايه دي لوحدك بس مسمعش كلامي.. أخرتها تقوليلي بابي شكله بيحبها.. نهااار اسود.. البت لسه عندها ٤ سنين وبتقولي طراوه ونجوزهم لبعض.. أومال لما تكبري هتعملي إيه؟! ده إيه الزمن الأسود ده..
لتضع سيلا يديها الصغيرتين على أذنيها قائله بضجر: خلاص بقى افصلي ياأسيل.. عايزين نتكلم بقى كلام عاقلين..
رفعت أسيل حاجبها باستنكار... لتخرج هاتفها قائله: أنا هاتصل بسيرين وأخليكِ تكلميها على أساس إنك المفروض يعني بتقولي إنها وحشاكِ وعايزه تكلميها..
ثم أكملت بتحذير:بس تتكلمي بأدب والنبي بلاش طراوه والكلام الجميل ده.. خليها تفتكرك استغفر الله العظيم يعني مؤدبه..
نظرت إليها سيلا بازدراء.. ولم تعقب..
لتقول أسيل في نفسها:لا بنت ساره يعني بنت ساره..
ربنا يستر..
هاتفت أسيل سيرين.. ثوانٍ وردت عليها سيرين قائله بسخريه:عاش من سمع صوتك ياشيخه..
ضحكت عليها أسيل قائله:إيه يابت اللماضه دي في إيه؟؟
ضحكت سيرين بصخب ثم قالت:عامله إيه يابت؟!
ردت عليها أسيل قائله:كويسه ياختي..
استمعت لصوت سيلا الساخر بجانبها:لا والله على أساس إن أنا كلامي وحش وأنتِ اللي كلامك محترم مثلاً لاسمح الله..
ضربتها أسيل على مؤخره رأسها.. ثم قالت لسيرين: مش هتصدقي مين عايز يكلمك ياسيري؟!
عقدت سيرين حاجبيها قائله:مين؟!
لترد عليها أسيل قائله وهي ترمق سيلا بتحذير:خدي شوفي بنفسك..
ثم أعطت الهاتف لسيلا.. لتقول سيلا بصوت رقيق: ازيك ياسيري..
قطبت سيرين جبينها فهذه أول مره تستمع لهذا الصوت لتقول:مين معايا؟!
تأففت سيلا قائله: أنا سيلا..
ابتسمت سيرين قائله:معلش ياسيلا.. أول مره أسمع صوتك.. ازيك ياحبيبتي..
ضحكت سيلا قائله:أنا الحمد لله.. قوليلي بقى أنتِ ليه مش جيتي عندنا تاني ؟!
توترت سيرين قليلاً.. ولكنها ردت عليها قائله بصوت حنون:معلش ياحبيبه قلبي.. أكيد هاجيلك في يوم ونقضيه مع بعض.. إيه رأيك؟!
قضوا ساعه من الحديث المتواصل.. وقد نست سيلا بالطبع تحذيرات أسيل وتصرفت على سجيتها..
لا تنكر سيلا أنها أحبت حديث سيرين معها.. فقد أخذت سيرين تحكي لها عن طفولتها وكم وجدت تطابق في شغبها وهي صغيره مع سيلا.. وكذلك أسيل شاركتهما الحديث.. لتصمت سيلا ماإن دلف والدها لغرفه المعيشه.. أشارت له بأن يحملها.. حملها لتضع هي الهاتف على أذنه.. ليستمع لتلك الضحكه الرنانه التي اشتاق لها.. ثم تبعها صوت سيرين وهي تلهث من شده الضحك قائله:عندك حق والله ياسيلا.. زين ده لايطاق والله.. أنا مش عارفه انتِ إزاي مستحملاه..
ليرد عليها زين قائلا بسخريه: لا ياشيخه..
ابتلعت سيرين ريقها بتوجس.. لتقول باهتزاز:زين..
أنزل زين سيلا على الأرض.. ليأخذ الهاتف ويخرج إلى الحديقه بالخارج.. لتنظر سيلا لأسيل بمعنى ألم أقل لكِ؟! أما أسيل قالت بحنق:الله يخربيتكم رصيدي هيخلص..
خرج زين إلى الحديقه.. وجلس على أحد المقاعد.. ليقول لسيرين:ازيك ياسيري..
ردت عليه سيرين قائله وهي تضع يدها على قلبها: الحمد لله ياأبيه.. ازيك أنت؟!
بعثر زين شعره بيده قائلا:مابلاش أبيه دي.. دمها تقيل.. فاكره زمان كنتِ بتقوليلي إيه؟!
ضحكت سيرين قائله:طبعاً فاكره.. كنت أقولك يازيني.. وأنت تروح قايلي يابنتي احترميني شويه قدام الناس طب خلي زيني دي بيني وبينك.. وأنا أقولك لا زيني يعني زيني.. لحد ما..
بترت كلامها في المنتصف.. وقد ابتلعت تلك الغصه المريره في حلقها..
ابتسم زين قائلا وقد فهم مايدور في خلدها:عارفه ياسيري أنا اكتشفت حاجه إن زمان مش أنتِ اللي كنتِ صغيره بس لا.. أنا كمان كنت صغير ومفهمتش..
عقدت سيرين حاجبيها قائله بتساؤل: مفهمتش إيه؟!
ضحك زين قائلا وهو يرجع بظهره إلى الخلف:كنت فاكر إن الزمن بينسي بس طلعت غلطان طلع بيفكرك أكتر بالمواقف اللي حصلت مع اللي بنحبهم فبنفتكرهم أكتر وبنتعذب أكتر..
ردت عليه سيرين قائله بفضول:طب وأنا إيه علاقتي بده كله؟!
جز زين على أسنانه قائلا بغضب:ماهو لو بعد ده كله مافهمتيش تبقي حماره.. اقفلي ياسيري..
لم ينتظر ردها بل أغلق الهاتف بوجهها... نظرت إلى الهاتف بصدمه.. ثم قالت بعبوس طفولي:أنا حماره.. لتكمل بعند:طب على فكره بقى أنت اللي حمار يازين بس..
***********************
قضت أميره الطريق بأكمله إلى منزلها دون حديث... فهي إلى الآن لم ترد عليه منذ أن اعترف لها بحبه!!أما عاصم فأخذ يلعن غباءه الذي جعله يعترف الآن لها بمشاعره
بمجرد أن توقف أمام منزلها حتى ترجلت مسرعه من السياره دون أن تشكره حتى.. ليضرب المقود بقبضه يده.. ثم أدار محرك سيارته عائداً إلى العمل.. أما هي راقبت سيارته التي خرجت من محيط منزلها بحزن.. لتندفع إلى الداخل.. حمدت الله أنها لم تجد أحد ليراها بتلك الحاله المزريه.. توجهت إلى غرفتها وهي تجر ساقيها.. ودلفت بعدها مباشره إلى المرحاض.. لتقف أسفل الماء البارد بثيابها.. وقد اختلطت بها دموعها.. بعد فتره خرجت من المرحاض.. لترتدي ثيابها.. وذهبت لكي تصلي وتناجي ربها بأن يرحمها ويساعدها على إتخاذ القرار الصائب فهي لاتريد أن تصبح خائنه في حق إسلام.. لاتحبه تعترف.. ولكن هذه هي مبادئها التي تربت عليها.. ولاتريد أن تنشب بين عاصم وإسلام مشاكل.. فهما صديقان بالأخير.. ولكنها تعلم أنه ليس خطأ أي منهم.. ليس خطأها أن تكون خطيبه إسلام وتعشق عاصم.. وليس خطأ عاصم أن يكون صديق إسلام ويعشقها.. بعد أن انتهت من صلاتها.. وجدت هاتفها يرن باسم إسلام.. لترد عليه قائله بعصبيه:سنه عشان البيه يرد..
قطب إسلام جبينه قائلا بهدوء:في إيه ياأميره؟! معلش كنت في اجتماع والموبايل كان سايلنت..
ردت عليه قائله بغضب:والله!! الفون كان سايلنت ياأميره.. افرض أميره كانت في زفت مصيبه تعمل إيه هااا؟! تتصل بمين؟! تتصل بأبوها اللي عنده القلب.. ولاتتصل بالراجل اللي مفروض هي أمانته.. أنا عارفه من الأول إن إحنا مش مناسبين لبعض بس بقول يلا أهو ندي بعض فرصه.. بس واضح إن ملهاش لازمه الحكايه دي.. ياريت بقى نخلص من الخطوبه دي بسرعه عشان أنا زهقت..
ثم أغلقت الهاتف وهي تتنهد براحه؛فهذا عبء ثقيل على قلبها.. لتجر أقدامها ناحيه الفراش وتتسطح عليه.. ماإن لامس جسدها الفراش حتى تذكرت ماحدث معها هذا اليوم.. لتسيل دموعها بصمت وهي تفكر ماذا كان سيحدث لها لو لم يأتِ عاصم وينقذها.. تذكرت اعترافه بحبه "أنا بحبك اوي ياأميره" لتقول وهي تغمض عينيها كي تنام:وانا كمان بحبك والله ياعاصم..
ثم غضت في نوم عميق...
*********************
كانت زينه تحادث والدها في الهاتف..
قالت لوالدها بتذمر: في إيه يابابا؟! ماباكلش إيه بس أنا بني آدمه على فكره.. كل ماتكلمني تقولي خلي بالك على جوزك وعلى ابنك..
ضحك عليها سالم.. ثم أردف قائلا: إيه يازينه؟! مش عايزه ليه تسمعي الكلام؟! وبعدين جوزك بيحبك وبيحب يعمل كل اللي يرضيكِ..
ابتسمت زينه بحب وهي تلمس بطنها الصغيره.. ثم قالت بمشاكسه:يعني أنا مثلاً اللي مش براضيه.. والنبي اسكت يابابا.. ويلا روح خد دواك ونام..
ابتسم والدها ثم قال:ماشي يااللي مغلباني.. تصبحي على خير..
ردت عليه قائله بابتسامه واسعه:وأنت من أهل الجنه ياحبيبي..
ثم أغلقت مع والدها.. لتتذكر مفاجأه زوجها لها منذ شهر...
كانت زينه تغط في نوم عميق.. لتقطب جبينها ماإن شعرت بلمسات رقيقه على وجهها.. فتحت عينيها لتجد عمرو يبتسم إليها.. لتبتسم بحب وهي تعتدل في جلستها.. ثم قالت وهي تتأثب:صباح الخير يا عمرو..
ابتسم إليها وهو يعدل شعرها المشعث... ثم قال: صباح النور ياحبيبتي.. نمتي كويس؟!
أومأت برأسها.. ليكمل هو قائلا وهو يربت على وجنتها:طب يلا عشان ورانا مشوار..
قطبت جبينها قائله بفضول:هنروح فين؟!
قبل جبينها المقطب ثم أردف:هتعرفي لما نوصل..
لتنهض من الفراش وتجري بسرعه باتجاه المرحاض. ضحك عليها عمرو قائلا:بالراحه يازينه... فضولك هينسيكِ إنك حامل ولا إيه؟!
استمع إلى صوت زينه الغاضب قائله:براااا ياعمرو على ماالبس..
ضحك عمرو عليها.. ثم خرج من الغرفه مقرراً انتظارها في سيارته..
طوال الطريق لم تكف زينه عن سؤاله إلى أين هما ذاهبان؟! ولكنه كان لا يجيبها.. مما كان يجعلها تتذمر..
بعد فتره ليست طويله وصلا إلى منطقه شعبيه نسبياً.. نظرت إليها زينه بصدمه.. لتنظر ناحيه عمرو الذي ابتسم لها بحنان.. ترجلا معاً من السياره إلى أن وقفا أمام باب أحد البيوت.. لمست زينه باب المنزل بعدم تصديق.. لتطرق الباب.. انتظرت ثوانٍ حتى فتحت تلك التي كانت تضحك بالداخل مع العم سالم.. لتتلاشى ضحكتها قائله بصدمه:عمرو!!
وكذلك عمرو لم يقل صدمه عنها.. لينظر إليها قائلا:أنتِ بتعملي إيه هنا ياآيه؟!
عقدت آيه ذراعيها أمام صدرها قائله بغضب:وأنت مالك؟! إيه جاي تخطفني من هنا كمان ولا إيه؟!
نظرت زينه إلى عمرو قائله: تخطفها!! مين دي ياعمرو؟!
ردت عليها آيه قائله: لا هو أنتِ متعرفيش اللي معاكِ ده قتال قتله.. يقتل القتيل ويمشي في جنازته..
ثم أكملت وهي تنظر إليه بازدراء: هاقول إيه ماأنت تربيه حسن الشافعي..
تقدم عمرو منها قائلا بغضب: أقسم بالله ياآيه لو ماسكتي لأوريكِ قتال القتله ده هيعمل فيكِ إيه على حق ربنا؟!
لا تنكر أنها ارتعبت منه ولكنها استجمعت شجاعتها لترد عليه قائله ببرود:وأنا مش خايفه منك يابابا.. اتكلم على قدك..
ثوانٍ وقال بصوت متعب سالم من الداخل:مين يابنتي؟!
ركضت زينه إلى حيث صوت والدها قائله بدموع: بابا!!
نظرت آيه إلى عمرو باستفهام.. ليغلق الباب.. ودلف إلى الداخل.. ثم أشار إليها لتجلس على أحد المقاعد.. وجلس أمامها قائلا:هاحكيلك..
ليسرد لها معرفته بزينه وكيف تزوج بها..
شهقت آيه قائله بصدمه:يانهار أبيض.. إيه أنت مبتسبش حد في حاله حتى مراتك كمان تطلع كنت خاطفها..
رد عليها عمرو قائلا بملل: لو خلصتي الاسطوانه دي اسكتي بقى وسبيني أكمل كلامي..
زمت آيه شفتيها قائله بغيظ: قول ياخويا..
نظر إليها عمرو قائلا: بصي أنا عارف إني غلطت معاكِ كتير قبل كده.. وأنا بصراحه آسف على كل حاجه عشان يعني أنا عايز أبدأ مع مراتي وابني اللي هييجي ده حياه جديده.. بعيده عن اللي كان بيحصل زمان.. فياريت يعني لو إنتِ تسامحيني..
نظرت إليه آيه لبضع ثوانٍ.. ثم قالت: وأنا إيه اللي يضمنلي إنك مترجعش تاني تعمل زي زمان؟!
ابتسم عمرو قائلا: اللي يضمنلك إن عمي حسن نفسه بقى حاططني في قايمه أعدائه.. ده مش بعيد كمان يحطني أول واحد..
ضحكت هي قائله:أنت هتقولي.. وده لما بيحط حد في دماغه مبيطلعوش منها..
أكد عمرو على كلامها قائلا:الله ينور عليكِ..
نهضت آيه قائله وهي تتوجه إلى غرفه العم سالم: هاعمل نفسي مصدقاك المره دي..
ليتبعها هو إلى الداخل..
وجدا زينه منهاره في أحضان والدها وهو يربت على ظهرها ودموعها تسيل بصمت.. ليقف عمرو على باب الغرفه يحك رأسه بحرج..
نظر إليه سالم بحنان ليفتح إليه ذراعه الآخر قائلا: تعالى يابني..
تقدم منه عمرو بحرج.. لينزل إلى مستواه.. ويدخل تحت ذراعه.. نظرت إليه زينه بامتنان.. ليلف هو الآخر ذراعه حولها...
نظرت إليه آيه بهدوء.. فيبدو أنه ليس ككل مره.. حسناً هي التمست في الخارج صدق نبرته.. ولكنها سبقت وعاهدت نفسها ألا تكون ساذجه. لتتوجه إليهم قائله بنبره مرحه:إيه الحضن الأسري ده ياجماعه؟!
ثم أكملت وهي تتناول حقيبتها متجهه للخارج:بعد إذنكم بقى هاروح أنا.. وأسيبكم مع بعض..
ثم خرجت من الغرفه بل من المنزل بأكمله..
بعد فتره ابتعد كل من عمرو وزينه عن العم سالم.. لتمسح زينه دموعها.. أخفض عمرو رأسه ليقبل يد سالم قائلا بأسف:أنا آسف ياعمي على كل اللي بدر مني في حقك أو في حق زينه..
ابتسم إليه سالم قائلا بحنان:ولايهمك يابني.. وبعدين المسامح كريم... وطالما زينه مبسوطه معاك.. أنا معنديش أي مشكلة يابني...
لينظر لزينه قائلا بحنان:مش أنتِ مبسوطه معاه يابنتي؟!
هزت زينه رأسها بمعنى نعم.. ليكمل سالم داعياً:ربنا يسعدكم مع بعض يابنتي....
فاقت من شرودها عندما قبل عمرو جبهتها برقه لتقول إليه: جيت امتى ياعمرو؟!
همهم هو قائلا بهدوء :من شويه بس أنتِ كنتِ سرحانه...
ضحكت زينه قائله:طب مش عايز تعرف أنا كنت سرحانه في إيه؟!
هز رأسه بالنفي.. ثم جلس بجانبها.. لتستند برأسها على كتفه.. داعب شعرها بيده بحنان وهو يسرد إليها أحداث يومه ككل يوم... لتنصت إليه باهتمام..
***********************
كانت مريم جالسه أمام نافذه غرفتها هائمه في نجوم السماء.. لفت نظرها ضوء القمر الساطع وكم كان مضئ السماء.. لتشرد قليلاً في أنها متى ستجد حب حياتها أو فارس أحلامها كما لقبته.. حسناً هي تسخر دائما من الحب ولكنها تريد أن تشعر به مره في حياتها.. تعلم أن هذا محال ولكن قلبها لازال يريد أن يشعر به..
داعبت نسمات الهواء العليل خصلات شعرها المتطايره.. لتغلق النافذه ثم اتجهت إلى فراشها وهي تحلم بذلك الفارس الذي سيقتحم حياتها في يوم من الأيام..
***********************
#طفله_أوقعتني_في_عشقها
#آيه_محمد_عبدالرحمن
معلش ياجماعه اتأخرت عشان الفصل طويل واخد وقت في تعديله
رأيكم ❤️❤️
دمتم سالمين قمراتي الحلوين 💜💜

طفلة أوقعتني في عشقهاWhere stories live. Discover now