الحادي والثلاثون

21.7K 652 79
                                    

لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير 💙💙

توسعت عينا مريم بصدمه.. لتسأل إسلام قائله بخفوت: أنت متأكد؟!
نظر إليها إسلام بحنان ثم قال: بصي يامريم أنا مش فارق معايا.. ابنك هيبقى ابني على فكره عمري ماهفكر فيه غير إن هو ابني..
نظرت إليه مريم قائله بتردد:طب سيبني أفكر ياإسلام...
رد عليها إسلام قائلا بحب: طيب يامريم مش هاضغط عليكِ.. فكري براحتك..
ابتسمت إليه مريم بامتنان.. ليكمل إسلام قائلا بمرح: طب يلا بقى عشان تيجي نتغدى سوا..
كانت ستعرض مريم.. ليقول هو بحزم مصطنع: مريم.. يلا ياماما عشان نتغدى مفيش أعذار...
ضحكت برقه قائله: ماشي..
ثم أخذت حقيبتها وخرجت معه.. لتطلب من الممرضه أن تؤجل جميع الكشوفات إلى الغد..
لتركب برفقته في السياره ثم انطلقا إلى أحد المطاعم الفاخرة..

أما أميره كانت جالسه مع عاصم والفضول يتآكلها.. لتقطم أظافرها قائله بتساؤل: تفتكر ياعاصم إسلام عايز أميره في إيه؟!
نظر إليها عاصم قائلا بدهشه: لا حول ولا قوة الا بالله.. وأنتِ مالك ياأميره مايعوزها براحته أنتِ إيه اللي يدخلك؟!
عقدت أميره حاجبيها قائله: إيه أنا مالي دي؟! مش مريم صاحبتي وإسلام صاحبك...
ثم شهقت بصدمه قائله بابتسامه صغيره: أنا إزاي مجاتش في بالي؟! ممكن يكون إسلام بيحب مريم..
عقد عاصم ذراعيه أمام صدره قائلا: ماكفايه بقى تجيبي في سيره إسلام..
ضحكت عليه قائله بمشاكسه: إنتِ بتغيري يابيضه؟!
ثم أكملت بصدق: أنا مش شايفه أصلاً غيرك ياعاصم ولا عمري هاشوف غيرك..
طمأنته بحديثها.. ليبتسم إليها عاصم قائلا بعشق: ربنا يخليكِ ليا ياأميرتي..
دلف عدي كعادته دون أن يطرق الباب.. ليقول بغضب: ياعاصم عمال أتصل عليك وأنت في البطاطس..
ليكمل بخبث وهو يرى أميره بالداخل: لا ده أنت في العسل بقى..
ثم أردف بغضب مره أخرى: وسايبني أنا في الزفت..
كل هذا وأميره كانت تشتعل من شده الخجل..
تطلع عاصم إلى عدي قائلا ببرود: خلصت خلاص ولا لسه؟!
زم عدي شفتيه قائلا بغيظ: اه خلصت ياخويا.. أنت مش ملاحظ إن أنا هروح أتقدم للبت اللي عنست دي النهارده..
شهقت أميره قائله بصدمه: عنست!! والله العظيم لأقولها ياعدي..
هز عدي رأسه كعلامه بالنفي سريعاً ثم قال بتوجس: لا يامرمر ده أنا بهزر.. عنست مين؟!
نظر إليه عاصم شرزاً قائلا بغيره: مرمر!!
نظر إليه عدي قائلا بتوتر وقد علم أنه لابد ألا يتحدث: الله مش هتبقى مرات أخويا.. أقولها يامرمر ماهي زي سيرين وآيه.. وبعدين أنا جاي أفكرك بمواعيد بليل..
أغمض عاصم عينيه قائلا بصوت هادئ يشبه هدوء ماقبل العاصفه: بره ياعدي..
وبالطبع لم يكن بحاجه ليعيد حديثه مره أخرى؛ فقد هرول عدي مسرعا للخارج..
ضحكت أميره بشده حتى أدمعت عينيها.. ليضحك عاصم لضحكتها.. ثم قالت بابتسامه عذبه: هو إنتوا الاتنين كده على طول؟!
ضحك عاصم قائلا: اه.. أنا وعدي طول عمرنا كده حتى ماما الله يرحمها كانت بتقول إن أنا وعدي هينتجوز اتنين صحاب يااخوات عشان يتفقوا علينا..
ضحكت أميره برقه قائله: كان عندها حق الله يرحمها.. ثم أكملت وكأنها تذكرت شيء ما: أومال إيه مواعيد بليل دي؟!
شعث عاصم شعره بيده وهو يريد أن يفتك بعدي.. ثم قال: هو أنتِ لازم تعرفي؟!
هزت رأسها بمعنى نعم.. ليقول هو: أصل يعني أنا جاي النهارده عندكم البيت..
عقدت أميره مابين حاجبيها قائله بتعجب: هتيجي عندنا تعمل إيه؟!
رد عليها عاصم قائلا بغيظ: هاجي العب كوتشينه معاكم.. هاكون جاي ليه؟!
لتقول هي ببلاهه: أيوه جاي ليه؟!
مسح عاصم صفحه وجهه قائلا بغيظ: بره ياأميره..
لتنهض أميره وهي تزم شفتيها.. ثم خرجت من المكتب..
لم يستطع عاصم كبت ضحكته أكثر من ذلك.. ليطلق ضحكته الرجوليه التي بمجرد أن سمعتها أميره في الخارج حتى اشتعلت من الغضب أكثر.. ثم ذهبت إلى مكتبها بخطوات غاضبه...
**********************
كانت آيه جالسه برفقه محمد في تلك الصاله الكبيره الموجودة بقصرهما الجديد.. لتقول إليه: محمد.. أنا جعانه...
ترك محمد الحاسوب من بين يديه.. ثم قال بهدوء: ياآيه إحنا لسه مخترناش ديكور أوضه الأطفال..
ردت عليه آيه قائله ببرود: على فكره أنا قلتلك رأيي..
ثم أكملت قائله بحماس: أقولك اطلب الأكل وبعدين نبقى نشوف موضوع الأوضه ده..
نهض محمد.. لتنهض هي الأخرى.. أمسكها من يدها قائلا وهو يتجه بها ناحيه مطبخ القصر:يلا ياختي..
لتنظر بدهشه إلى المطبخ؛ فقد كان يحتوي على كل شئ.. وكأن أحد ما يعيش في هذا القصر.. لتعقد حاجبيها قائله بدهشه: إيه ده يامحمد؟! هو أنت كمان مجهز المطبخ؟!
هز رأسه بمعنى نعم..
لتفتح مبرد الطعام.. وتجد أيضاً أن بداخله العديد من أنواع الطعام.. لتقول إليه: لا ماأنت هتفهمني في إيه يعني هتفهمني؟!
ضحك عليها محمد قائلا: مش إحنا هنتجوز ونقعد هنا؟!
هزت رأسها بمعنى نعم..
ليكمل قائلا ببساطه: عشان كده كل حاجه جاهزه.. ثم ضحك قائلا: حتى الأكل..
لتقول آيه وهي ترفع حاجبها باستنكار: لا والله.. على أساس إن فرحنا مثلاً كمان أسبوع..
ابتسم ابتسامه جذابه ثم قال بمكر: طب ماهو كده..
نظرت إليه آيه بصدمه.. ثم قالت بتوجس: أنت بتهزر صح؟!
هز رأسه بمعنى لا.. لتنظر إليه آيه قائله: إزاي يعني عايز تعمل فرح من غير ماتقولي؟!
أمسكها من كتفيها برفق قائلا بهدوء: اهدي بس وخلينا نتكلم بالعقل..
اغتاظت أكثر لتقول له بغضب: يعني قصدك إن أنا مجنونه؟!
سحبها محمد برفق من يدها.. ثم أجلسها على أحد القاعد الموجودة بالمطبخ.. سحب هو الآخر كرسي له وجلس أمامها.. ليجدها تزم شفتيها بغضب كالأطفال.. ربت محمد على يدها قائلا بحنان: أنتِ مش فرحانه ياقطتي بفرحنا؟!
ردت عليه آيه قائله: لا فرحانه بس مش حكايه كده بس إنت عامل كله مفاجآت.. يعني إمبارح كانت الخطوبه وكمان أسبوع الفرح والقصر اللي أنت عمال تجهز فيه من غير ماتقولي.. حاجات كتير يامحمد عمال تعملها ورا بعض من غير ماتقولي.. وأنت عارف إن أنا مبحبش المفاجآت..
رد عليها محمد قائلا بصدق: بصي ياآيه أنا نفسي نكون مع بعض بسرعه.. إحنا مش ضامنين إيه اللي هيحصل بكره؟! فعايز اللي يحصل يحصل وإحنا مع بعض...
لامس صدق حديثه قلبها.. لتضحك في سرها؛ فهي تعلم بمعرفته كيف يؤثر على قلبها.. ابتسمت آيه قائله: بتعرف أنت تقنعني بأي حاجه..
قبل محمد يدها قائلا بمرح: طبعا ياروحي تنكري..
نهضت آيه عن المقعد قائله: طب يلا بقى عشان أنا جعانه..
ضحك محمد قائلا: ماشي ياستي يلا هطلبلك حاجه..
ردت عليه قائله بمكر: يلا يابابا خلص عشان نعمل الأكل..
رد عليها قائلا بدهشه: ثانيه واحده كده مين اللي هيعملوا؟!
سحبته من ذراعه قائله: يلا أنا وأنت..
أحضر محمد الدقيق من الأعلى.. لتحضر هي الشوكولاته والفراوله وزجاجه الحليب والبيض من الثلاجه.. ليعقد حاجبيه قائلا: شوكولاته وفراوله مع بعض؟!
ردت عليه قائله بثقه: ساعدني وأنت ساكت بس..
رفع محمد حاجبه باستنكار..
سألها محمد وهي تخفق البيض واللبن معاً بالمضرب الكهربائي قائلا: أنتِ بقى مش عايزه أوضه أطفال ليه؟!
ردت عليه آيه قائله: عشان أنا ولادي إن شاء الله لما ييجوا أول ٣سنين هيبقوا معانا في نفس الأوضه..
قاطعها محمد قائلا بتعجب: نعم؟! ٣ سنين ليه؟!
أردفت آيه قائله بنفي قاطع: لا طبعاً.. أنا إن كان عليا مش هابقى عايزه أسيبهم لحظه واحده.. وبعدين خلاص مش عايزهم معانا في الأوضه أعملهم أوضه جوه أوضتنا..
نظر إليها باستفهام.. لتكمل قائله: نفسي أعرف مهندس إزاي أنت؟! يعني الباب بتاع أوضتهم يبقى معانا.. ثم أكملت قائله بحماس: وبص بقى أنا عايزه أوضه ولادي تكون نصها أزرق ونصها بينك..
عقد حاجبيه قائلا: ليه يعني؟!
أكملت قائله:إحنا هيبقى عندنا ٣ أولاد تمام.. عايزه ولدين وبنت إن شاء الله..
قاطعها هو قائلا وهو يعطيها مكعبات الشوكولاته: لا بنتين وولد.. ولا أقولك خليهم ٣ بنات أحسن..
وضعت آيه الشوكولاته في المضرب الكهربائي أيضاً.. ثم أردفت قائله: لا مليش دعوه أنا عايزه يبقى أقل حاجه عندي ولد عشان يبقى سند بناتي.. وأنت ليه بقى عايزهم بنات بس؟!
رد عليها قائلا بسعاده: عشان أطلع عينين اللي هيتجوزهم في المستقبل.. طبعاً هيكونوا بنات محمد البغدادي مش هرضى ليهم بأي حد.. وبعدين هيكونوا حبابيب أبوهم..
ضحكت آيه برقه قائله: طبعاً أومال إيه؟!ثم عبست قائله: طب وأمهم هتكون إيه؟!
داعب وجنتها قائلا: أمهم دي سبب سعادتي في الدنيا.. ده غير إنها هي اللي هتجيبهم فهيكونوا قطط زيها..
لطخت آيه وجنته بالشوكولاته السائحه على أصابعها.. لتبتعد عنه بل بالأصح ركضت من أمامه.. بقي هو ساكناً يستوعب الأمر.. ثم دقائق ورفع عينيه وعلى وجهه ابتسامه ماكره قائلا بوعيد: أنتِ اللي بدأتي ياآيه...
بعد ساعتين..
كانا يخرجان قالب كيكه الشوكولاته من الفرن بعد أن حولا المطبخ لساحه معركه.. وبالطبع ملابسهما الملطخه بالشوكولاته ووجوههما الممتلئه بالدقيق.. لتزين آيه قالب الشوكولاته بقطع الفراوله.. ثم جلسا على طاوله الطعام بالمطبخ.. لتقول آيه لمحمد وهي تقطع قالب الكيك بتوجس: أكيد يامحمد طبعاً أنت عامل حساب موضوع الهدوم.. ماهو أكيد مش أنت عامل كل حاجه ونسيت الهدوم..
نظر إليها محمد بصدمه.. ثم قال:لا..
أوقعت السكينه من يدها.. لتقول بصدمه هي الأخرى: يانهار أبيض إحنا هنطلع من هنا كده إزاي؟!
ثم ضربت مقدمه رأسها بيدها قائله: مفاضلش غير ساعتين ونروح على بيت ملك..
رد عليها محمد قائلا: مفيش غير حل واحد.. أنا هخلي فايز يروح البيت يجيبلنا هدوم..
لتخرج آيه هاتفها قائله: وأنا هاكلم سيري تبعتلي فستان عشان نطلع على هناك على طول..
هز محمد رأسه بمعنى نعم.. ثم أخرج هاتفه ليهاتف فايز..وآيه هاتفت سيرين..
بعد ساعه وصل فايز.. ليطلب منه محمد أن يترك الأغراض أمام باب القصر وينصرف.. فبالطبع لن يقابله محمد بمظهره هذا.. هيبته على الأقل لاتسمح بذلك..
فتح محمد الباب.. ليحمد ربه ماإن وجد أن حراس القصر لا ينظرون ناحيته.. ليأخذ الأغراض سريعاً.. ودلف إلى الداخل..
خرجت آيه من المطبخ.. ليعطيها محمد أغراضها قائلا: اطلعي غيري فوق ياآيه وأنا هاروح أغير في المكتب...
أومأت إليه آيه.. ثم صعدت إلى الأعلى.. ليدلف محمد لغرفه المكتب..
بعد فتره نزلت آيه متألقه بفستانها الوردي؛فكانت تبدو كالزهره المتفتحه في الربيع.. نظر إليها محمد بإعجاب.. لن يقل إعجابه بها في يوم من الأيام.. فهي ستظل محور حياته للأبد.. رفعت نظرها إليه لتخجل من نظراته تلك.. أما هو فكان ملك الوسامه بحلته الرماديه وأسفلها قميصه الأبيض.. وساعه يده الفضيه صاحبه الماركه العالميه كانت حول معصمه.. حذاؤه الأسود اللامع.. شعره المصفف بعنايه.. رائحه عطره المميزه... اقتربت منه آيه وعلى وجهها ابتسامه جميله أنارت وجهها الأبيض..  ليقول محمد وهو يحيط كتفيها ويخرج بها متجهاً نحو سيارته: هتفضلي تحلوي كده على طول؟!
ضحكت آيه قائله بمشاكسه: وبالنسبه لك أنت إيه؟!
ابتسم محمد قائلا: أنا لو حلو فعشان أنتِ في حياتي ومخلياها حلوه...
ابتسمت إليه آيه بسعاده.. ليفتح لها محمد باب السياره.. فدلفت هي إلى داخلها.. وهو اتخذ مكانه أمام مقود السياره....
*************************
أوصل إسلام مريم أسفل بيتها.. لتنظر له مريم قائله بامتنان: ميرسي اوي ياإسلام...
ابتسم لها إسلام قائلا بمرح: عدي الجمايل بقى ياستي..
ابتسمت له مريم.. ليغمز لها هو قائلا: لا ماأنا مش عايزك تعدي أنا عايزك توافقي ها..
احمرت خجلا من تلميحه.. لتهم بفتح الباب... لكنه أمسكها يدها قائلا برجاء: وافقي يامريم بالله عليكِ ياشيخه.. وسلميلي على مروان..
ضحكت برقه قائله:حاضر.. مع السلامه...
ترك يدها.. لتفتح هي الباب وتدلف إلى بنايتها..
ماإن دلفت إلى شقتها حتى أخذت تقفز في مكانها بسعاده.. ليقترب منها مروان قائلا بصدمه: مامي.. أنتِ بتعملي ايه؟!
سحبته من يده.. ثم جعلته يقفز معها.. لتتعالى ضحاكاتهما إلى أن خرجت على إثرها السيده فاطمه.. لتقطب جبينها قائله: في إيه يابنتي؟!
اقتربت منها مريم.. لتقبل وجنتيها ثم احتضنتها قائله بسعاده غامره: فرحانه أوي ياداده النهارده..
ربتت على ظهرها السيده فاطمه قائله بحنان: ربنا يسعدك أكتر وأكتر ياحبيبتي..
ليقول مروان بسعاده: يارب ياداده مامي تفضل مبسوطه كده على طول..
حملت مريم طفلها.. لتقبل وجنتيها قائله بابتسامه عذبه: يارب يامروان يارب ياحبيب مامي..

طفلة أوقعتني في عشقهاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن