الثاني والثلاثون

20.1K 679 58
                                    

اللهم صل وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ❤️❤️

ركض الجميع في ذلك الرواق داخل المشفى.. ليقفوا جميعاً أمام غرفه العمليات.. كان الجميع في حاله انهيار تام.. كان عاصم بقف بجانب والده؛ فهو يعرف والده لن يبكِ ولن ينهار.. ولكنه يعلم بمدى ألم قلبه.. كيف لا؟! وهو الأخ لهما ويكاد قلبه أن يتمزق على عدي وسيرين.. أليس هو وعدي توأم؟! دائماً ماكان يشعر بما يشعر به عدي من ألم.. ولكنه لايتحدث.. هما التوأم.. يعرف جيداً أنهما متشابهان شكلاً فقط وليس طباعاً.. ولكنهما سيظلا أخوه..
تذكر سيرين وعفويتها وضحكتها.. ابنته الصغيره في نظره.. أما آيه كانت تشعر بالخوف على صديقتها وأكثر من أختها سيرين؛ فهي مَن تشاركت معها سكنها في أمريكا... مَن تحملت نوبات غضبها.. عدي أيضاً أخيها الحنون.. تعرف أنه كان مستهتر ولكنه كان حنون دائماً عليها منذ الصغر..
مشاعر كثيره كانت في قلوب الجميع.. ليكتفوا فقط بالدعاء لكل من سيرين وعدي في صمت..
رن هاتف عاصم.. ليجد أنه زين.. رد عليه زين قائلا بقلق:عاصم.. فين سيرين؟! بقالي ساعه بكلمها وتليفونها مقفول..
انهارت جميع حصون عاصم.. ليقول بصوت مبحوح وقد تلونت عينيه بالإحمرار: سيرين وعدي عملوا حادثه.. وفي المستشفى..
لم يشعر زين بأي شيء سوى بأنه يقود الآن متوجهاً إلى عنوان المشفى الذي أملاه عليه عاصم.. ونزلت الدموع من عينيه... فقد كانت آخر مكالمه بينهما عباره عن شجار!! كان يجب أن يهدئ من روعها ويلتمس لها العذر؛ فهي امرأه وحبيبه.. وحتماً ستغار عليه.. دائماً ماتكون حنونه على ابنته أكثر من والدتها نفسها.. كان يجب ألا يسيطر عليه غضبه ويحادثها بتلك الطريقه.. كان لا يجب أن بخبرها أن ابنته هي أهم شيء في حياته.. فهي أيضاً مهمه بل أكثر أهميه!! هي من ستربي معه ابنته.. حتماً وأولادهما أيضاً.. لا لن يحدث لها شيء.. هكذا أقنع نفسه بأنها ستكون عوض الله له بعد تلك السنين.. والله رحيم بعباده لن يبعدها عنه..
بعد دقائق كان يصل زين إلى المشفى.. وفي حاله لايمكن وصفها بدايه من مظهره الغير مرتب وأعينه الحمراء.. ليحتضنه عاصم على الفور وقد انفجر عاصم في البكاء.. لينظر إليهما أيمن ودموعه هو الآخر تنهمر بصمت..

بعد ساعه...
خرج الطبيب من غرفه العمليات.. ليسرع إليه الجميع... سألته آيه قائله بصوت متحشرج: هما عاملين إيه يادكتور؟!
رد عليها الطبيب قائلا بعمليه: الحمد لله الأنسه والأستاذ اللي جوه عدت معاهم على خير وكلها حوالي نص ساعه ويفوقوا من التخدير..
سأله أيمن باهتمام: يعني هما كويسين؟!
أردف الطبيب قائلا: أيوه يافندم الحمد لله كويسين هي بس شويه كسور بسيطه وكدمات هتروح خلال أسبوعين..

بعد نصف ساعه..
دلف أيمن وياسمين وزين أولاً إلى سيرين.. بينما كان محمد وآيه وعاصم عند عدي..
نظر زين إلى سيرين بحزن.. فقد كانت يدها موضوعه في جبيره.. ويوجد العديد من الكدمات في وجهها.. أشاحت هي بنظرها بعيداً عنه..
لتتقدم منها ياسمين قائله بدموع: ألف سلامه عليكِ ياسيري.. إن شاء الله اللي يكهرك ياحبيبتي...
ابتسمت سيرين ابتسامة بسيطه.. ثم قالت: الله يسلمك يامامي..
لتقبل ياسمين رأسها بحنان..
ابتعدت ياسمين ليقترب أيمن من سيرين قائلا بحنان: حبيبه قلبي بابا عامله إيه دلوقتي؟!
نظرت سيرين إلى والدها قائله: الحمد لله يابابي.. ثم سألت قائله باهتمام:أومال عدي فين يابابي؟!
رد عليها والدها قائلا بحنان وهو يربت على شعرها: في الأوضه اللي جنبك.. هو كويس متقلقيش آيه ومحمد وعاصم عنده في الأوضه عايزين يعرفه منه إزاي العربيه عملت حادثه..
هزت سيرين رأسها بتفهم..
ليحمحم زين.. نظر إليه أيمن ثم قال وهو يسحب ياسمين من يدها برفق: هاروح أنا وياسمين نطمن على عدي ياسيري..
أومأت سيرين برأسها.. لينسحب أيمن وياسمين بهدوء من الغرفه..
اقترب زين من سيرين قائلا بحنان: بنوتي الحلوه زعلانه مني ليه؟!
زمت سيرين شفتيها قائله بتذمر: لا أنا مش بنوتك..
ثم أكملت وهي تنظر إليه قائله بحزن: أنت معندكش غير بنت واحده اللي هي أهم حاجه في حياتك صح؟!
جلس زين على المقعد الذي بجانب فراشها.. ليمسك يدها قائلا بحنان: أنا عندي بنوتين ياستي واحده صغيره لسه جايبها من ٤ سنين والتانيه بقى اللى هي الكبيره مربيها من وهي عندها ١٤سنه.. بنوتي وحبيبتي وكل حاجه في دنيتي وهي اللي هتربي معايا بنتي الصغيره..
ردت عليه قائله بحزن: لا أنت بتضحك عليا..
أطلق زين ضحكه رجوليه عاليه.. لتنظر إليه سيرين بغيظ.. ابتسم زين قائلا: بحبك يااللي مجنناني..
اكتفت سيرين بابتسامه.. ليقبل زين يدها قائلا بحنان: مش أنتِ عارفه إني بتعصب ياسيري ومبحبش حد يسألني على كل حاجه..
هزت رأسها بمعنى نعم.. ثم قالت: بس أنا من حقي أعرف يازين.
رد عليها زين قائلا بابتسامه هادئه: حاضر ياسيري هأقولك بعد كده.. بس اديني وقت شويه على ماأتعود..
أومأت إليه سيرين بقله حيله.. لينهض زين قائلا: أنا هروح دلوقتي وأجيلك بكره الصبح.. نامي وارتاحي ياحبيبتي..
ابتسمت إليه سيرين.. لينهض هو متجهًا إلى الخارج..

طفلة أوقعتني في عشقهاWhere stories live. Discover now