الرابع والثلاثون والأخير

24.7K 726 83
                                    

بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم 💙💙

ظلت بعد تلك الصرخه تنظر لجسده الهامد بصدمه..! لم تشعر بأن صرختها أيقظت البيت بأكمله ليهرعوا مسرعين للأسفل بقلق.. نظر الجميع لجسد محمد الغارق في دمائه.. هرع إليه عدي وعاصم ليحملاه لنقله سريعاً إلى المشفى.. أما نورا كانت هي الأخرى في عالم آخر.. لترفع عينيها وتنظر ناحيه آيه التي كانت تحتضنها والدتها وسيرين.. وهي ظلت ساكنه.. لتقترب منها نورا بخطوات ثقيله هاتفه بصوت باكي: آيه ياحبيبتي.. قومي عشان نروح معاه المستشفى..
انفجرت آيه في البكاء قائله بصوت متقطع:هو إيه اللي حصل؟!
لتنظر إلى والدتها قائله:كان لسه قاعد جنبي يامامي.. هو راح فين؟!
ربتت ياسمين على كتفها قائله بحزن: متقلقيش ياحبيبتي هو إن شاء الله هيقوم بخير..
نهضت آيه قائله وهي تمسح دموعها: طب هو إحنا مش هنروحله؟!
نهضت والدتها وسيرين هي الأخرى..
لتشير سيرين لثياب آيه الملطخن بالدماء قائله: طب اطلعي غيري الأول ياآيه وإحنا كمان نطلع نغير..
كانت سترفض آيه.. ولكن نورا ربتت على ذراعها قائله بحنان: محمد دلوقتي ياآيه في المستشفى ومعاه عاصم وعدي وعادل وكمان أستاذ أيمن يعني هو مش لوحده.. اطلعي ياحبيبتي غيري وإحنا كمان وهنروحله..
على مضض وافقت آيه.. لتصعد إلى غرفتها وكذلك البقيه..
ماإن دلفت إلى غرفتها حتى عادت تبكي مره أخرى.. ولكن هذه المره أشد وأقوى.. تذكرت عندما كانا معاً بالأسفل.. عندما كانا يتبادلان الأحاديث بمرح.. تذكرت جميع ذكرياتهما معاً منذ الطفوله.. تذكرت كلماته الآخيره عندما قال لها أن الموت هو الشيء الوحيد الذي سيفرقهما..
لتبكي أكثر وهي تدعو الله أن يظل على قيد الحياه فهي لاتستطيع العيش بدونه..
بعد فتره كانوا قد نزلوا جميعاً إلى الأسفل مره أخرى بعد أن أنهين ارتداء ملابسهن..
لتهاتف آيه فايز بأن يأتِ.. بمجرد أن أتى حتى عنفته آيه على إهماله قائله بغضب: أنت إزاي تبقى بالإهمال ده يافايز؟! محمد على طول بيثق فيك.. كنت فين وفيه حد ضرب محمد بالرصاص؟!
نكس فايز رأسه لأسفل قائلا بخزي فهي محقه: والله يادكتوره ماكنت أقصد بس محمد بيه هو اللي قالي أروح أشوف أستاذ يوسف عامل إيه؟!
أغمضت آيه عينيها بحسره؛ فمحمد اهتم بأخيها وبالطبع من حاول قتله كان يعلم أنه لايوجد في هذا الوقت حراسه على القصر..
لتقطب والدتها جبينها قائله: يوسف مين ده ياآيه؟!
نظرت إليها آيه قائله بهدوء: عشان خاطري يامامي هاقولك بعدين بس مش قادره دلوقتي..
هزت والدتها رأسها وقد تأكدت شكوكها..
لتوجه آيه حديثها إلى فايز قائله: يلا عشان توصلنا المستشفى.. أكيد عارف هما في مستشفى إيه؟!
هز فايز رأسه بمعنى نعم.. ليتقدموا ناحيه سياره محمد وهو تبعهم...
نظرت آيه لسياره محمد الجديده بحزن.. ركبت في المقعد الخلفي وبجوارها سيرين ووالدتها.. أما نورا ركبت في المقعد الأمامي بجوار فايز.. لتنطلق بهما السياره تجاه المشفى..
تذكرت عندما ركبت مع محمد منذ بضع ساعات..
فتح إليها محمد باب السياره قائلا بابتسامه: اتفضلي.. وعدتك إنك أول حد هيركب العربيه..
ضحكت برقه وهي تدلف إلى داخل السياره.. ثم قالت بعد أن اتخذ هو الآخر مكانه خلف مقود السياره: أنا على فكره بحبك أوي..
أدار محرك السياره قائلا بمشاكسه: بتحبيني عشان جيبت عربيه جديده.. أه ياماديه أنتِ..
ضربته على ذراعه... ليضحك هو عليها.. ثم قال بابتسامه عذبه: أنا بقى بعشقك ياقلبي من جوه..
نظرت إليه بضع لحظات ثم قالت بمرح: مش أكتر مني..
رفعه حاجبه باستنكار قائلا بعناد: لا أكتر..
ضحكت بصخب.. ليضحك هو الآخر معها..
نزلت دموعها بصمت؛ فهي لم تكن تتوقع أنها ستبكي أيضاً في نفس اليوم من خوفها على فقدانه..
هاتفت سيرين زين.. ليستيقظ هو من النوم.. نظر إلى الهاتف بقلق.. ليرد على سيرين قائلا: أيوه ياحبيبتي.. خير في حاجه؟!
لولا الظروف لكانت ابتسمت على كلمه "حبيبتي" ولكن الوقت غير مناسب.. لتقول له بهدوء: أنا كويسه يازين بس محمد في المستشفى ممكن تيجي على هناك؟!
هتف زين بقلق: ليه ماله؟!
نظرت سيرين لآيه التي كانت تبكي بصمت.. ثم قالت بحزن: لما تيجي هتعرف يازين..
تفهم زين عدم رغبتها في الحديث.. ليقول بهدوء: ماشي يا سيري.. هو محمد في مستشفى إيه؟!
ردت عليه سيرين قائله: مستشفى***
ليتنهد هو قائلا: ماشي يا سيري.. سلام..
سيرين:سلام..
ثم أغلقت معه الهاتف.. لتنظر ناحيه آيه بحزن التي مازالت على حالتها..

طفلة أوقعتني في عشقهاWhere stories live. Discover now