الثالث والعشرون

21.6K 710 86
                                    

بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم 💜💜

جلس محمد في مكتبه يباشر أعماله قبل سفره إلى شرم الشيخ؛ فقد قامت شركته بتصميم أحد الفنادق السياحيه هناك.. وعرض عليه مالك الفندق أن يقضي هناك أسبوع ليستريح فيه.. تذكر تلك المشاغبه ومافعلت فيه اليوم صباحاً عندما أخبر أن شرط قبوله لسفرها أن يتم زفافهما بعد مجيئها من السفر مباشره.. لتنهض هي من على طاوله الطعام قائله بغضب: نعم.. مين دي اللي فرحها بعد أسبوعين؟! ده أنت بتهزر..
نظر إليهما الجميع بصدمه..
رد عليها محمد قائلا ببرود: وهو ده شرطي عشان السفر.. إيه رأيك بقى؟!
ردت عليه آيه قائله بمكر:ماشي..
ثم اقتربت منه هامسه في أذنه: عارف أنا هاسافر..
نظر إليها محمد باستنكار.. لتهز آيه رأسها قائله:أيوه.. عارف ليه؟!عشان أنا قررت كده..
ثم أخذت حقيبتها من جانبها.. وخرجت من غرفه الطعام..
نظر إليه الجميع باستفهام.. قاطعه هو بأن أخذ أغراضه..  وتوجه إلى شركته..
ارتسمت على وجهه ابتسامه؛فهو علم الآن بل تأكد من أن قطته الصغيره أصبح لديها مخالب.. هو لم يكن يحب سذاجتها في الماضي.. ولكن الآن هي أصبحت قطه شرسه تراوغه.. سعيد من تغيرها.. يعلم أنه تغير ظاهري فقط.. ومن داخلها ستظل تلك القطه الصغيره الوديعه..
ثوانٍ واستمع لطرق الباب.. ليأذن للطارق بالدلوف.. دلف "على" سكرتيره الخاص.. نظر إليه محمد قائلا: خير ياعلي.. في حاجه؟!
رد عليه على قائلا:أيوه يابشمهندس.. فيه واحد بره عايز يقابل حضرتك..
قطب محمد جبينه قائلا: طب هو مقالش مين؟!
ليرد علي قائلا باحترام:لا والله يافندم..
أراح محمد ظهره على الكرسي من خلفه قائلا:خلاص خليه يدخل ياعلي..
ليهز على رأسه قائلا:حاضر يافندم.. بعد إذن حضرتك..
خرج علي.. ليدلف ذلك الرجل بابتسامته الخبيثه نهض محمد من على كرسيه فوراً.. قائلا بغضب: أنت!!
************************
كانت آيه تمر على حالاتها في المصحه.. وصلت أخيراً إلى مكتبها.. لتدلف إليها الممرضه بعد دقائق.. نظرت إليها آيه قائله:خير يا سهير؟!
لترد عليها سهير قائلا:كل خير يادكتوره.. الدكتور خالد عايزك في مكتبه..
هزت آيه رأسها بالموافقه وهي تنهض من على مقعدها قائله: ماشي ياسهير..
خرجت آيه من مكتبها.. تنفست آيه بعمق قبل أن تدلف إلى مكتب خالد..طرقت الباب بهدوء.. ليأذن إليها خالد بالدلوف.. قابلها بابتسامه هادئه بادلته هي أيضاً بأخرى.. ثم قال إليها:أنا هادخل في الموضوع على طول يادكتوره..
نظرت إليه آيه قائله بدهشه: اتفضل اتكلم يادكتور أنا سامعه حضرتك..
عدَّل خالد من هيئه نظارته الطبيه قائلا: المؤتمر يادكتوره مكانه اتغير..
عقدت آيه مابين حاجبيها قائله بتعجب: ليه يادكتور؟!
وضح إليها قائلا: بصي بعد ماعملوا إحصائيات للدكاتره اللي هيشاركوا في المؤتمر اكتشوا إن ٧٥% منهم مصريين فعشان كده هما هيعملوا المؤتمر هنا في مصر..
أومأت آيه قائله بتفهم:تمام مفيش مشكله.. بس هو هيبقى فين في مصر بالظبط؟!
ليرد عليها قائله بابتسامه: هيبقى في شرم الشيخ.. راجل أعمال كبير هناك لسه فاتح سلسله فنادق.. وعشان لسه الفندق جديد فقرر يعمل فيه مؤتمر..
أكملت آيه قائله:كدعايه يعني..
ضحك خالد قائلا:الله ينور عليكِ.. بس وكمان ياستي مش هتبقي لوحدك.. أنا كمان هتحضر المؤتمر ده..
لترد عليه قائله بابتسامه هادئه:اوك يادكتور.. عن إذنك..
رد عليها خالد قائلا: اتفضلي يا دكتوره..
لتخرج من المكتب ودلفت إلى مكتبها مره أخرى.. تفكر ماذا ستفعل مع محمد؟!
بتر تفكيرها ذلك الجرس الذن رن بجانبها.. فهذا جرس غرفه عدي.. تركته لديه حتى إن احتاجها بشيء.. فقط يقرع عليه.. لتنهض قائله بتعب: الصبر من عندك يارب..
وصلت إلى غرفه عدي لتجدها على حاله من الفوضى.. جميع ثيابه ملقاه في جميع الاتجاهات وهو يقف أمام الخزانه.. لتعقد ذراعيها امام صدرها قائله: في إيه ياعدي؟!
ليقول لها عدي بحيره ومازال ينظر على ثيابه الموجوده في الخزانه: مش عارف هالبس إيه بكره ياآيه؟!
ردت عليه آيه قائله بضجر وهي تسير باتجاهه:عدي.. أنت مش بقالك سنه بعيد عنهم.. ده هما شهرين.. فياريت متوجعش دماغي بالله عليك..
لينظر إليها عدي قائلا بغرور مصطنع:وأنا اصلاً كنت طلبت مساعده منك في حاجه..
نظرت إليه آيه من أعلى إلى أسفل قائله باستهزاء:لا ياشيخ..
قاطعها رنين هاتفها.. وجدت اسم ملك على الشاشه.. لتنظر لعدي بخبث وهي ترد على الهاتف قائله:ازيك ياملك.
نظر إليها عدي بلهفه.. لتنظر إليه آيه بتشفي وهي تخرج من الغرفه..
ردت على ملك قائله:أيوه ياملك.. خير..
لترد عليها ملك قائله بسرعه:هاا.. عدي لسه متصلش وقال هيوصل بكره امتى..
قالت آيه في نفسها:ليه يارب أنا موجود في حياتي كل الناس المجانين؟!
لترد على ملك قائله:اه ياملك.. بكره هيوصل على العصر كده..
زفرت ملك قائله براحه: ميرسي ياآيه.. يلا بقى سلام عشان ألحق أجهز هالبس إيه بكره..
لتغلق الهاتف دون أن تستمع لرد آيه.. نظرت آيه إلى الهاتف بصدمه الذي سرعان ماتعالى رنينه مره أخرى.. ولكن تلك المره كان المتصل محمد.. لترد عليه قائله:ايوه يامحمد..
جاءها صوت محمد المرهق:آيه.. ينفع تيجي على الشركه دلوقتي..
لترد عليه قائله بقلق:مالك يامحمد؟! في إيه؟!
رد عليها محمد بهدوء:مفيش حاجه ياآيه.. أنا بس عايزك دلوقتي..
تنهدت براحه قائله:حاضر يامحمد.. مع السلامه..
:مع السلامه..
ثم أغلقت مع محمد.. لتدلف لعدي مره أخرى تخبره بأن محمد يريدها.. سألها عدي عن السبب.. ولكنها أخبرته بأنها لاتعلم.. لتذهب بعدها إلى مكتبها لأخذ أغراضها... ثم خرجت من المصحه بأكملها...
***********************
في مكتب أميره وزميلتها نهى...
رن هاتف المكتب.. ليرد عليه زميلهما الثالث علاء قائلا:أيوه يابشمهندس..
:...........
:حاضر.. مع السلامه يافندم..
ليلتفت علاء إلى أميره قائلا:أميره.. البشمهندس عاصم عايزك في مكتبه..
قطبت أميره جبينها قائله بتوجس:طب هو مقالش ليه؟!
رد عليها علاء قائلا:والله العظيم ماقال عايزك ليه؟! روحي شوفيه ياأميره بس شكله متعصب..
لتمتم وهي تنهض متوجهه لمكتب عاصم:ربنا يستر..
ثم خرجت من المكتب متوجهه لمكتب عاصم..
وكزت نهى علاء في كتفه قائله:متعرفش تقول كلمه عدله.. لازم تخوفها كده وهي رايحه..
ليرد علاء ببلاهه:أعمل ايه؟! أخدعها يعني.. مادي الحقيقه..
ردت عليه نهى قائله بغيظ:ااه منك.. أنا مش عارفه هاتجوزك على إيه؟!
ليرد عليها قائلا بابتسامه عاشقه:عشان بتحبني ياجميل..
ضحكت نهى قائله:والله ده اللي مصبرني عليك..

طفلة أوقعتني في عشقهاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن