النعيم الموصَد|١٢

12.6K 647 288
                                    

صباحٌ ماطِر.

-

صباحًا مع إطلالات الشَمسِ التِي تضرب على منحنيات المَلك التي تستقر بينَ يديّ الفَحميّ الخَشنه أسهبّ أجفانهِ قليلاً لتنبلج له الرؤية على النافِذة المفتوح ستائرها على بارِيس.

إنقلبَ متجهًا للجانب الآخر حتى يقابلَ ملامح الفَحميّ المتقنه، وكأنها صَنيع مِن الجَنه، كان لا يزال نائمًا بسلام، ورويّة، بهدوء تام وبثبات مرسوم على ملامحه. حمَّل يديهِ ليمررها على تفاصيلهِ الصَغيره التي تستوطن وجهه، مِن عينيهِ، رِموشهِ، شَفتيهِ الثَخينه. إلهٌ مِن الجَمال أمامه.





تحركَ تايّ بطفوليه بينَ أحضانه بينما يرفع قدميهِ الى الأعلى والأسفل يحاول أن يزعج الذيّ ينام بقربهِ، ونجح.



فتح الأدعج عيناه بينما يشاهد هذا المبعثر بينَ يديهِ، إبتسمَ بشده، وقفز قلبه من مكانه. سقط أسيرًا لهذه النظره التي يرسلها الرماديّ إليهِ.




" آهه جونقكوكيّ إستيقظ "

ظلَّ يقفز ويترنح بمكانهِ عله يحصل على الإهتمام من الآخر، وفَعل، مسكه ليحاوط جسده المتحرك بينَ يديهِ، يتيههُ فيه، يجعله غير قادر على أن يشدق لذاتهِ بحركةٍ واحِده.


" بارِيس حبيبتيّ إهدأي، إستيقظت لأجل عيناكِ أنا "

زمجرَّ بصوتهِ ليقشعر جسد الملك بأكملهِ، هذهِ النبرة، هذا الكيان الجبروتيّ التِي يظهر منه، والرصانة الهائِله، هذهِ بأكملها تلاعب وجدان بارِيس.




" لَن أهدء، مالذيّ ستفعله أنت؟ "

نظرة منه الى الفحميّ؟ كانَت كفيله أن تجعله يغرق في التأمل، في شفاههِ العذبه، ونبرتهِ البراقَه، هل يتحدث الموسيقية أم ماذا؟


مررَ أصابعه الرقيقه على صدرِ الفَحميّ الذي لا يزال يرمق هذا النَعيم الموصَد بين يديهِ، خصلات رأسهِ وتحركاتهِ، طريقةَ كلامهِ، وحتى أصغر تفاصِيله.



" سأبقىّ أتذوق الجَمال مِن بينِ تحركاتكِ بارِيس، وأخذ شفتيكِ بجولة مِن الشوق الذيّ ينصاعني باللهفةِ لأبرر لكِ شوقيّ لأصغر تفاصيلكِ حتى وأنتِ بينَ يديّ "

تقربَ إليهِ، أخجله بكلماتهِ التي تحترق كاللهيب، أتاههُ في المشاعر التِي يغدق نفسه بها.



" ليسَ هنالكَ أي حرف بأمكانهِ وصف الحبّ الذي وقعت بهِ معكِ بارِيس، ولا أغنية بأمكانها وصفه، لا الأفعال ولا المُحاولات، أنتِ أعظم شيئٍ خلفهُ العالم إليّ محبوبتيّ بارِيس "

لسعَت يديهِ الباردة دفئّ الملك الذيّ تخدر لهذا الشعور المبعوث مِن بينِ فمهِ على هيئة كلمات، وكلما نطق بواحِدة طارت فراشة مِن قلب تايهيُونق.


" دَعينيّ أصليكِ جيدًا لأثبتَ للعالَم الخِنوع لدينٍ جديد ألا وهوَ جسدكِ الفَتان."

حمله وإستقامَ بهِ عن الفراشّ ولا يزال يلسعه بهذه الكلمات الملتهبه.



" أحبُّكِ ولَن أتوبَ عَن فِعلها حَتى تَنقلب الأرض على باطِنها، وتَموت الطِيور، حتى تسقط الغيوم مِن السِماء وتتآكل الجِدران يا بارِيس "

قبله وَسطَّ أُذنيّـه.


" أحبُّكِ أنا "

أدخله الى الحَمام بينما الآخر متصنم تمامًا، خاضع لمشاعرهِ، ولهذا المَهووس بِه، خاضع للكلمات القَليله التِي يحاول أن يوصلها الفَحميّ إليهِ بشتى الطُرق. أدخلَ جسده العاريّ داخلَ تِلك المِياه الدافِئة، المكلله بالزِهور وروائح عِدة ممزوجه وفَيِّنه، مألوفة للمَلك جداً.



أراح نفسه بينما عيناه تنظر للذيّ تعمقَ معه، فِي ذاتِ الحَوض الفَسيح، يبللُ شعره الرماديّ بيديهِ بأريحيةٍ تامَة، ويمرر كفته الخشنه على جسد الملك برقةٍ مَنسوبه، يحممه، يداوم على العناية بِه، يغرق فِي الحبّ الذيّ يجعل مِنه خنوعًا ومصدومًا لكم المشاعِر التيّ يتغورق فِيها.




" أكمل إستحمامك، سأذهب لإعداد الفِطور "

أومأ له، وناظره برزانه، خوارجه ثابته بينما قلبه يصرخ، ويقفز، ويتراكض مع كم كبير مِن الفَراشات.



" أنا والعالَم فداء لكِ و 'لعيناكِ' بارِيس "

----

مرحبا.

الفَصل الثانيّ عَشر،تَم،الأحداث تجعل قلبي يخفق بالحبّ جداً.

رأي؟

إستمتعوا.

بارِيس وأنتِ |𝐕𝐊+18|حيث تعيش القصص. اكتشف الآن