سرطان في المخ

49 10 8
                                    


منذ متى و أنت هنا عزيزي؟ كم الساعة الأن؟ هل أذن الفجر؟ لا يهم سأنتظره هنا معك، شربت قهوتي حتى أعدت لون الكوب كما كان عندما تم صنعه، أعتقد أنني جائع، في الحقيقة هو عنوان مقال حزين للغاية، سأحاول أن أجعلك تبتسم لا تقلق.

قبل كل شئ كل التمنيات بالشفاء لمحاربي الأمراض في كل مكان، كونوا أقوياء كما اختاركم الله لتلك الحرب، كونوا أقوياء كما عهدناكم.

إذا فلنبدأ، ماذا تعرف عن سرطان المخ، أرجوك لا تخبرني مصطلحات علمية الموضوع أبعد من ذلك بكثير، لا تعرف سوى تلك الإجابة النموذجية عن سرطان المخ؟ إذا دعني أرتدي البذلة و أصبح معلما و أشرح لك ماذا يعني سرطان المخ، بعيدا عن الطب تماما.

سرطان المخ هو مجموعة من الخلايا التي توجد في كل مكان، و غالبيتها تكون في الأماكن العامة، أيضا في مواقع التواصل الإجتماعي و في أي مكان تتخيله، حتى أنها يمكن أن تكون وراثية و يمكن أن تكون فيك و خاملة و تنشط فجأة بسبب عامل خارجي أو بسببك شخصيا.

توقفت عن كتابة المقال أربع ساعات، أعتقد أنني نسيت المقال و الخلايا و المخ نفسه.

دعنا نعود و نحاول التذكر، حسنا الخلايا هنا لا تنتقل باللمس أو أكل شئ، الخلايا تنتقل بالسمع و البصر، و تنتقل مباشرة إلى العقل و تبدأ في الإنتشار إن لم تواجه مضادا حيويا شديدا قويا، هناك حلان الأول أن تكون قد وضعت المضاد الحيوي تحسبا لمثل هذه المواقف أو أنك لاحظت بداية إنتشار الخلايا فقمت بإدخال المضاد الحيوي و عانيت بعض الشئ حتى طهرت جسدك تماما.

أريد منك التركيز من فضلك، حمادة بن الحج ابو حمادة يجلس لأول مرة على قهوة شعبية بمفرده، أنت تعرف طبيعة الحال في تلك القهاوي يمكنك أن تجلس على طاولتك لتجد شخصا جلس بجوارك و يمكن أن تتناقشوا حول الحياة كلها و ترحلوا بهدوء، يمكن أن تعيشوا هكذا بدون أن تعلموا أسماء بعضكم البعض، لكنك لا تعرف حال حمادة، حمادة في الرابعة عشر مِن هؤلاء الذين لم يلعبوا في الشارع لأن والدته تخشى عليه منه، لقد جلس مرة أو مرتين مع والده و أحيانا مع عمه خلسة ليجرب النرجيلة لكن بالطبع كانت مطفئة، هذه دعابة جعلت عمه يضحك دقائق عدة و رجت القهوة من الضحك، المهم الأن أن حمادة يكتشف الحياة بعدما أصبح رجلا أخيرا، في الحقيقة والديه مسافران صد رد و هو وحيد في منزله فقرر النزول، لكن لنقل أنه أصبح رجلا، جلس حمادة بن الحج حمادة و طلب شايا كما هو التقليد و العرف و الشرع على القهوة ،استعاد ذاكرته في المرات المحدودة التي جلسها هنا و أخبر القهوجي أن سكره (برة) شعر بإنتصار غير طبيعي و أثناء نشوته جلس بجواره شخص أربعيني بدين شرس الملامح ، لكن رائحته كانت عطرة، بعدما جلس و صرخ الكرسي طلبا للنجدة صرخ بأعلى صوته

- شاي يا ابن ال...

هنا توقف عقل حمادة، ارتجف و بدأ ينظرحوله بحثا عن والده، كان يعرف أنه سيأتي و كان يجهز كل المبررات، لكن لحسن الحظ المسافة أكبر من تلك الصدفة السنيمائية الساذجة، نظر حمادة بجواره ليجده يتأفف و يكمل بصوت عالي متوجه نحو اللا أحد

خواطر اكثر سطحية و سخافةDonde viven las historias. Descúbrelo ahora