الاغتصاب الزوجي

73 11 4
                                    

( بوستات الشباب الصغير و أفكارهم عن الجواز فايدتها الوحيدة إنها تضحك المتجوزين)
دكتور ممدوح نصر الله.

في هذا اليوم و تلك الساعة وصل العالم إلى مرحلة ليس بها خطأ مطلق أو ثواب مطلق، أي أن العوامل المؤثرة على الفعل تجبرك على عدم الإلتفات إلى النتيجة، لذا يصعب تشريع الأمور إلا من قبل ناس متخصصين في النفسية قبل تخصصهم الشرعي، و إني لأثق ان أي دين سماوي و أي رجل دين سيهتم بهذا الامر و يصدر الحكم بناءً عليه، لأن الله لم يخلقنا في هذا البلاء لنعاني ، لذا عزيزي القارئ قبل أن تصدر اي حكم كل ما عليك هو أن تسكت، إما أن تسكت لتفكر أو تسكت ولا تجيب، و تترك الأمر كما تركنا العديد من الأشياء حتى أصبحنا نناقش هل يجوز للرجل معاشرة زوجه في أي وقت أم هناك أوقات معينة.

عزيزي نحن في حقبة زمنية صعبة بشكل لا يوصف وهذا السوء سيستمر و سيزيد مع الأسف، لذا  أخبرنا عنها رسولنا صلى الله عليه و سلم أن في تلك الفتن سيكون القاعد فيها خير من الواقف و الواقف خير من الماشي و الماشي خير من الساعي، كما أوصانا بإمساك اللسان و التزام البيت كتشبيه على محاولة الإبتعاد عن تلك الفتن.

عزيزي القارئ أنت هنا لأنك أحد الأطراف و تنتظر إجابة قاطعة لصالحك لتهلل بها، و إن لم تكن لصالحك فسينالني نصيب جيد من العديد من الإتهامات التي لن أقرأها في الأغلب لأنني أكسل من الرد على كل تلك الإنتقادات.

عزيزي القارئ و بدون أدنى شك فإن للرجل الحق الكامل في معاشرة زوجته في أي وقت يريد إلا بالطبع في أوقات الحيض، و مادامت المعاشرة شرعية كما نصها الله، و على الزوجة الإستجابة مادام لم يعطلها عن الفرائض و الواجبات.

هذا هو الكلام نصًا ولا شك في هذا و الدلائل موجودة، و قد أفتى بعض المشرعون أن الضرر النفسي للزوجة لا يُعتبر مانعًا للمعاشرة.

و أخر شيء سأقوله نصًا هو أن لا شيء في هذا الكون يسمى بالإغتصاب الزوجي، لأن الزواج قائم على تلك العلاقة و على الرافضين الإمتناع عن الزواج لعدم ظلم الطرف الأخر، و كما للرجل حقٌ في إستجابة إمرأته له، على الرجل أن يعطي زوجه حقوقها أيضًا.


لكن عزيزي القارئ الأمور أعقد من كل هذا، لأن من الممكن أن يكون رفض الزوجة لتلك العلاقة لأنها اُجبرت عليها مما يجعل الأمر بالنسبة لها أشبه بالإغتصاب، و على الجانب الأخر هذا الرجل عانى في هذا العالم اشد معاناة من أجل أن يوفر أموال الزواج ليحظى بتلك العلاقة، فبالتأكيد لن يفوت تلك الفرصة بعد كل هذا التعب.

و النتيجة هي الموقف الذي وقعنا فيه، فمن السهل أن أخبرك أن الرجل له كامل الحق في معاشرتها، و من الممكن أن أسير مع الهائجون و أخبرك أنها يجب أن توافق، لكني أرى أبعادًا مختلفة

أنا أرى زوجان ينظران لبعضهما في غرفة النوم بنظرات أبلغ من عبارات المتنبي، هو عانى لأنهم زرعوا فيه أن لا عيب فيه سوى جيبه، فتحمل كل المعوقات من أجل أن يملأ جيبه و يجد إحتياجاته، هو ينتظر الراحة الأن ويبحث عن عناق السعادة، لكنه يعلم أن تلك المرأة ترفضه تمامًا، و بالطبع عقله أبعد من البحث و الغوص في أسباب الرفض.

على الناحية الأخرى، هي لم تختار، لم تختار الرجل الذي تأمنه على جسدها و على حياتها، و أصبحت الأن مطالبة أن تلبي لرجل لا تريده  كل رغباته و تكون مطيعة ليخرج من تلك الغرفة سعيدًا راضيًا، لا قانون يكفل لها أي حق في هذا الموقف.

فبالتالي تتكون علاقة فاترة، السعادة فيها تقل عن السبع ثواني، و تُخلق أمراض نفسية كثيرة و علاقات معقدة، و للأسف ينتج عنها أطفال يولدون في هذا البيت الذي لم يختار أي شيء، فيزيد الوضع تعقيدًأ.


عزيزي الرجل، لقد تربينا و لم نفهم احتياجات المرأة، وأنها ليست مثل أولئك اللاتي تراهم في المواقع الإباحية يلبون إحتياجات الرجل حتى و إن قتلهن، هي إنسان بروحٍ و مشاعر مثلك، فيجب عليك أن تفقه كل الإحتياجات التي يجب عليك تنفيذها قبل أن تتزوج، لأنك إن لم تفقه ستقتل إنسانًا بأبطأ و أسوأ طريقة، الشعور بالضعف و الإنتهاك.


عزيزتي المرأة، انت أيضًا لا تفقهين عقل الرجل و كيف يفكر و أن سيطرته على شهوته أحيانًا تكون بالسالب، لكنك أيضًا تربيتي على كونك عورة و ضعيفة و يجب أن تقهري، أنت لست هكذا، و مهما حدث تذكري أن الحل بيدك، حتى و إن تعرضتي لأسوأ ما يمكن حدوثه، ربي أولادك و علميهم جيدًا، علميهم أن لكل جسد إحترامه و خصوصياته، لا تجبري إبنتك على الزواج حتى و إن طلبها أحد الملائكة، ولا تشعري إبنك أن كل الفتيات عاهرات ينتظرنه فوق الأسرة، الأمر في يدك.

أما عن الأزواج، فعلاقتكم لا أساس لها سوى المودة و الرحمة، لا أكثر، فلا يجب أن يكون هناك طرف قوي أو ضعيف.

عزيزي الرجل، إن كانت لأحرفي تلك أي فائدة، تأكد من أن تلك الفتاة التي ستتزوجها تريدك و بقوة، العالم لا يحتمل معاناة أكثر.

النصائح لن تفيد لأن الكلام قيل كثيرًا، و الوضع ليس مناسبًا لمناقشة عدم وجود شيء يدعى الإغتصاب الزوجي، لكنه بالفعل غير موجود في أية نصوص، و لن يكون موجودًا.


لكن بالنسبة إلى الفئات التي تحاول إستغلال الموقف في أخذ حقوق ليست ممن حقوقهم فتلك الحيل لا تخيل على طفلٍ رضيع، فحقوق المرأة لن تأتي بتلك الطريقة، و لن تنقلب الموازين، و لن يأخذ الرجل حقوقه أيضًا بالطرق التافهة.

لا حاجة لذكر الأسباب فهي لا تعد ولا تصحى، الثقافة الجنسية السيئة، التعامل مع الجنس الأخر على أنه فريسة يجب صيده من أجل الظفر به، و في الحقيقة أنا لا أملك الأمل الذي أعطيه إليك بإخبارك أن تلك الأمور لها حلول.

الأمور سيئة عزيزي، بل إنها كارثية ولا مفر.

لذا عزيزي القارئ ما عليك معرفتته أن شرعًا لا وجود للإغتصاب الزوجي، هناك اشياء أخرى يجب معالجتها بدلًا من إضاعة الوقت في الشجار و الخلاف على شيء لن يفيد أو يضر و نترك القضية الرئيسية تتخلل و تتوغل اكثر.

لذا عزيزي القارئ طابت أيامك.

و إن لم تفهم لماذا أنا فاقد الأمل فانتظر المقال القادم لإكمال الحديث عن العبث النفسي الموجود..

خواطر اكثر سطحية و سخافةWhere stories live. Discover now