مدرسة الروابي للبنات

70 11 6
                                    

الخير و الشر يتلاعبان بنا حتى اصبحنا لا نستطيع التفرقة بينهما.

هذا المسلسل يستحق مقالًا طويلًا و حديثًا أكثر طولًا، فهذا العمل فاق التوقعات و أصبحت الكلمات تعجز عن وصف ما قدمه  صانعوه.

لكن حديثنا الان عن شيء أهم و أخطر.

هل شاهدت فيلم (بنات ثانوي)؟ إن لم تفعل فلا تفعل فهو سيء للغاية، لكنه يحمل نفس القضية، قضية بنات ثانوي.

عزيزي القارئ نحن الذكور طيبون للغاية، مشاكلنا بسيطة جدًا و حلها لا يدوم لاكثر من خمس دقائق، بالطبع لأن المجتمع متساهل معنا بشكل خاطئ، و لأننا أتفه بكثير من أن تصل  مشاكلنا إلى ما لا يحمد عقباه.

لكن عزيزي القارئ دعنا ندخل العالم الغامض جدًا، فمهما حوت مدارس البنين الثانوية من أحداث مشوقة،فمهما كثرت فهي تدور حول السجائر و الأفلام الإباحية و السباب و الشتائم و معاكسة معلمة الرسم، و إن أصبحت كارثية فسنضيف المخدرات، أما عن الشجار فهو أمر يحدث في أي وقت و أي مناسبة، و الصلح لا يأخذ وقتًا اكثر من خمس دقائق، و إن وصل إلى الخمس دقائق هذا يعني أنها جريمة شرف.

أما عن هذا العالم الغامض و المهمش فيجب على كل الجهات الامنية و المباحث الدولية و الامن الوطني التدخل،  ليس لخطورة الوضع، بل لسريته الخطرة جدًا، فهيا بنا نغوص قليلًا في هذا المستنقع.

القضية الأشهر و هي العلاقات الغير شرعية التي تكون ضحيتها فتاة أقل من الثامن عشر حامل في الشهر الثاني، و بالطبع تنتهي القصة في عيادة تحت بئر السلم الفتاة بصحبة صديقتها للتخلص من العار.

أو إن كان الامر مخففًا يكون الفتى نذلًا و ينشر لها صورًا على جميع المواقع، و بالطبع تتخيل مشهد المدرسة وهي تنظر لتلك العاهرة التي تسير بينهم.

عزيزي القارئ دعنا نتحدث على منظورٍ اوسع.

أتذكر جملة ناظرة مدرستي وهي تصرخ في مكبر الصوت بأن الشاكي و المشكو منه سيتعرضا للعقاب.

عزيزي القارئ نحن نعلم  ان في الفصول تحدث مشاكل  لا يعلم عنها سوى اطرافها، و ليس من البعيد أن ترى ان المعلم وضعك في فريقٍ واحد مع الشخص الذي بينك و بينه ألعن المشاكل، و المشكلة ان المعلم لن يفهم هذا.

و حتى و إن فهم فهو سيعتبر الامر مجرد عبث أطفال أو مراهقين، لأن معلم الرياضة لن يهتم لحال الطلاب أثناء شرح القسمة المطولة.

عزيزي، الفتيات لسن ذوات حيوات وردية، لا يقمن باكرًا للتزين و الإبتسام، لا يقطفن الزهور صباحًا، ولا يمشين على أطراف اصابعهن و يقفزن، في الطبيعي لا أحد يقفز على أطراف أصابعه و هو يشم الزهور، هذا عبث.

تأثير المجتمع الذي يطول الذكر يطول الانثى و الخراف و الكلاب البلدي.

لكن هذا لن يهم أحدًا، لأن هناك عاملًا واحدًا أثر على الكل فأصبح الكل مفعولًا به، فالمفعول به لا ينظر للفاعل و يبحث عنه و يحدد نوع الفعل، بل يحاول أن يصير فاعلًا، فأصبحنا جميعًا مفاعيل، و الفاعل مستتر فقط، بلا ضمير.

خواطر اكثر سطحية و سخافةWhere stories live. Discover now