خفافًا وثقالًا.

29 6 2
                                    

انفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (41)

تلك الأية جعلتني أتوقف عندها كثيرًا فورما عرفت معناها.

خفافًا وثقالًا تعني شبابًا وشيوخًا، مشاغيل وغير مشاغيل، وفقراء وأغنياء.

المهم هو أن تجاهد وتمضي ولا تقف، وهو ما جعلني استشعر معنى أخر في حياتنا اليومية.

الكاتب والطبيب والأخ الكبير السيد ممدوح نصر الله سُئِل ذات مرة عن ماذا يفعل حينما يشعر أنه غير قادر على صناعة فيديوهات أو كتابة حلقة، فأجاب أنه بكل بساطة يغسل وجهه ويصنع لنفسه كوبًا من الشاي ويجبر نفسه على العمل، كل هذا حتى يعتاد العمل في اي وقت وتحت أي ظرف، دون أن ينتظر الوقت المناسب أو الظروف المثالية كي يعمل، لا، هو يعمل كل يوم تحت أي ظرف، لأن الإنسان غذا انتظر الفرصة دون أن يذهب لها لن يحصل عليها.

إحدى محاربات السرطان، والتي لم تستطع أن تتغلب عليه قالت جملة هزت كيان مسرحٍ بأكمله.

"لا يجب عليك أن تنتظر أن تصبح الحياة سعيدة كي تصبح سعيدًا."

ومختصر ما قاله أحمد الغندور (الدحيح) في واحدة من أجمل حلقاته واسمها ليلة الامتحان، هو ابدأ الأن لأن الفرصة لن تأتي أبدًا.

كل هذا ينقلنا إلى سؤال مهم، هل هناك وقتٌ مناسب؟

من وجهة نظري لا، أعتقد أني عشت وقتًا كافيًا كي أقول أن لا شيء أتى لي على طبقٍ من فضة أو من ذهب، إن أتى على طبق فهو يأتي ساخنًا يصعب حمله، أو يأتي بلا طبق، أو يأتي مختلفًا في بعض الأجزاء.

الأشياء والفرص التي تتمناها -إن أتت- فإنها لا تأتي كاملةً، يجب أن يكون هناك جزء ناقص أو عيب ما تتعايش معه وتتكيف معه، تحمد الله على ما أعطاك وتكمل أنت الباقي.

فمثلًا أنت تتمنى أن تسافر هذا الصيف، وبعد معاناة تحقق الأمر وسافرت، لكنك إكتشفت أن مكان إقامتك ليس كما تمنيته بل أقل قليلًا، أو أن هناك شوكة ستضايقك بعض الشيء هناك.

معك الخيارين أن تستمتع برحلة طال انتظارك لها، أو أن تقرر أنها رحلة سيئة.

وصدقني إنه إختيارك أنت.

خلقنا الله في عالمٍ هو من وضع شروطه وقوانينه وأخبرنا أن أهم قانون هو التعب الذي لن يدوم، لكنه سيكون حاضرًا وبقوة، لذا علينا التأقلم معه.

أيضًا من المهارات المهمة التي على الإنسان تعلمها التكيف أو التأقلم مع أي وضع، سواء كان مريحًا أم لا، أنت تمضي قدمًا.

إن كان الجو حارًا ستقوم بعملك والجو الحار، إن كان باردًا ستقوم به والجو بارد، إن كنت متعبًا ستقوم به وأنت متعب، مهما كانت الظروف أنت تمضي وتعمل ولا تخلط اي شيء ولا تجعل أي شيء يعطلك.

فكما قال أحد الصالحين، سيروا إلى الله عرجًا ومكاسير.

أي تقربوا من الله حتى وأنتم تذنبون وتقصرون في حقه.

لا تنتظر ظرفًا مناسبًا أبدًا.

وهذا من وجهة نظري إحدى وصفات النجاح، التي أحاول أن أتقنها.

مثلًا لم أعد ابالي بعدد المال الذي معي، إن كان كثيرًا أستخدمه بدون إسراف لأنه لن يدوم على حاله، وإن كان قليلًا فلا مشكلة، سيكون لدي طريقة للعيش أيضًا، طرق عدة للحصول على المال.

الجيد ليس أن يكون لديك خطة واثنان وعشرة خطط، لأن كل خطة سيكون بها ثغرة ما تعرقلك.

الجيد بل الممتاز هو أن تكون مرنًا لدرجة تجعل لديك ملايين الخطط البديلة وبدائل البديلة التي تكون حاضرة في كل وقت وكل حين ولا تأبه بشيء.

عزيزي القارئ لا تخف من شيء وامضي قدمًا، مهما كانت العراقيل فهي دائمًا لها حلول، مهما كلفتك فأنت لها.

ولنا حديث إن شاء الله عن تكلفة الحصول على شيء.

خواطر اكثر سطحية و سخافةTahanan ng mga kuwento. Tumuklas ngayon