جيل النكسة

76 14 9
                                    


من الجميل أن يكون خلف المرء العديد من الإلتزامات و يتركها من أجل خاطرة اقتحمت عقله.

لأفلام الستينيات طابع خاص، ليس في التمثيل أو الإخراج،تذكر أن مشهد القيادة كان الممثلون يركبون سيارة تتحرك يمينا و يسارا و يقنعوك أنها تتحرك.

لكن طابع تلك الأفلام يكمن في العري و القبلات و المشاهد الفاضحة، أعتقد أن الحياء لم يصدر وقتها لأن المصنع كان يمر بأزمة مالية، و ايضا لأن الحياء شئ ثمين باهظ الثمن.

بعد هذا الإنتشار للعري أمام الشاشات و إلخ، حدثت نكسة 67، هل هناك علاقة؟ أعتقد ذلك.

شعب رجاله منشغلون بفخذ ممثلة و قبلة أخرى، و ملابس أخرى، و نساء يحلفون بوسامة هذا الممثل و ذاك، تذكر أن أغلب الأفلام(إن لم يكن كلها) كانت تتكلم عن قصة حب بين طرفين، ولا يخلوا الفيلم من قبلة بين البطلين.

هل تنتظر أن ينتصر هذا الشعب في أي شئ؟

السقوط العسكري يكون مدنيا قبل أن يكون عسكريا، ما أصل الجندي؟ مواطن. أين يذهب الجندي في أجازاته،يختلط بالمواطنين.

ما العلاقة؟ العلاقة هي إن كنت تذكر أصبحت قناة السويس ملكا فقط لمصر مما أدى إلى العدوان الثلاثي، أي أن الدولة في حالة حرب حرجة، و في نفس الوقت أصبح إهتمام الشباب في أشياء بعيدة عن الحرب، أعلم أنك ستقول أن سبب النكسة كان متفقا عليه بين الرؤساء و المؤامرة، و أمر أمريكا بأن لا يضرب عبد الناصر إسرائيل و إلخ. لكن هذا هو الواقع، و حتى إن هاجمنا سنخسر.

لا تحاول إقناع نفسك أننا خسرنا لسبب سياسي، نحن كنا في تراخي تام،إضافة إلى الأمور العسكرية الداخلية.

الأهالي و المدنيون إن كنت تذكر قاوموا العدو في العديد من المعارك المميتة، و هم الدافع و هم رد الفعل،لذا أذكرك أنهم قطعوا لقطة القبلة في أحد الأفلام ليذيعوا خبر انسحاب الجيش، فقام الرجل الذي كان من دقيقة يتغزل في ارجل الممثلة و سخر من الجنود المنسحبون و هتك نفسيتهم اكثر.

ما داعي ذكر كل هذا؟

كنت أشاهد فيلم صندوق الدنيا منذ وقت و تفاجئت بمشهد مخل و تبرج صريحو عنيف للبطلة، طوال السنين و نحن نعلم أن هناك رقابة و هناك لقطات تحذف و افلام تمسح، لكن في الآونة الأخيرة لم تعد ترى شيئا كهذا، أعتقد أن الرقابة سعيدة بما تراه.

إن قمت بفتح موقع من مواقع التواصل الإجتماعي ستجد أن عدد الفتيات المحجبات يمكنك عده على أصابع يد واحدة، أقصد هنا حجابا شرعيا صحيحا،الأغلبية أصبحت عراة،ليس فقط الفنانات بل العامة، في الصباح تجد زميلة لك بملابس عادية و في المساء تجد صورة لها بملابس فاضحة، لا تبتسم هكذا فالرجال يدعمون هذا النوع و يتغزلون فيه تغزلا قويا.

على الجانب الآخر تجد الفتيات مبهورات بعضلات فلان و جمال فلان.

الكفتين سعيدتين، لكن يؤسفني إخبارك أن ذات السبع سنوات غير العاقلة تقلد ذات العشرون و ما فوق بالتعري أو بالحركات و الكلام و عاجلا ستصبح مسخا عاريا، كذلك الصغير المبهور بعبارات الغزل مع دعم الفتيات له لذا يفهم أن هذا مقبول.

النكات و المزاح اصبح جنسيا بحتا حتى في السباب أول شئ يتم سبه هو أعضاء والدتك التناسلية بكل سهولة.

تحرش و إغتصاب و تعري، إنتشار للمواقع الإباحية، و السخرية من الدين و رموزه و الدياثة المنتشرة.

كبت جنسي ناتج عن البطالة و ما إلى آخره،هذا الكبت للطرفين لعلمك، ترخيص لصورة المراة و إهانتها و إعتبارها كائنا جسده مستباحا، المرأة هي من قامت بهذا بنفسها،مع دعم و موافقة الرجال.

سرقة و قتل و جهل و كفر و بعد ديني.

هل تعتقد حقا أننا لسنا (جيل النكسة)؟

اتعرفما الإيجابي؟أن النكسة لن تحدث قريبا، لأنها حدثت و تستمر في الحدوث.

خواطر اكثر سطحية و سخافةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن