تحت تأثير المجهول

47 7 14
                                    

تلك المقالات تأخذ وقتًا لإعدادها و وقتًا لتنفيذها، و في النهاية تقرأها أنت في دقائق.

كل التحية لنفسي، أنا فقط.

عزيزي القارئ، أنا أنعزل كثيرًا، و كما تعلم أن هذا العالم سريع جدًا، لذا لا يجب عليك التوقف و الجميع يجري، لكني كنت أتوقف و مازلت، لأن العزلة إدمان، لا تجربها إنها مضرة بشكل لن تتخيله.

المهم أنني بعد أن إنتهت إحدى فترات عزلتي، وجدت صورًا لديوك و دجاج في كل مكان  على مواقع التواصل الإجتماعي، و كلمة (صياح) في كل مكان، و أصبح من يحكي مشاكله هو صائح كالديكة، أتذكر جملتي عندما رأيت هذا العبث و لم افهم معناه، (هو أنا فتحت الفيسبوك ولا مزرعة دواجن بالغلط؟)

لكننا بالفعل في مزرعة الدواجن، و الوضع اخطر بكثير جدًا.

دعنا نعود بالزمن،  هل تتذكر فجأة عندما ضجت مواقع التواصل بكلمة (اتنشن) و أصبح الكل يخاف أن يحكي ما يؤلمه حتى لا يكون (أتنشن) ثم مرت الايام و أصبح الجميع (يصيحون) و دارت الدوارة و أصبح هناك (تريند) بأن الهاتف يكره صاحبه لانه بائس و لا يتركه.

الضحك و السخرية من الحزن و البؤس سبب ان الموضوع لم يعد يأخذه أحد على محمل الجد، لأن بالفعل الأمر اندرج تحت السخرية، و أصبح شيئًا بلا لون، لا يمت للكوميديا السوداء الفاتنة بصلة، بل هو أبغض و أقبح.

أخبرني عزيزي، هل هذا يثير الضحك أم الحزن، عندما تسخر من أحزانك دائمًا هل هذا سيفيد؟ السخرية مفيدة في بعض الوقت، لكنها ضارة إن إعتبرتها طريقة للحياة.

عزيزي الأمور تسوء على تلك المواقع حتى أصبح الأغلب يهرب منها و يبحث عن الراحة و الهدوء، بعيدًا عن هذا العالم الغريب، هذا العالم الذي أصبح ينشر كل شيء بسهولة، و كل الأراء تنشر، و أصبحت المعايير الخوارزمية أهم من الصحيح و الخطأ، و هي المانع الوحيد.

أصبح لعديمي النفع رأي يسمع، و هناك أذكياء يعرفون كيف يستغلون تلك المواقع في كسب الربح، و الدليل ستراه إن فتحت تطبيق اليوتيوب الأن.

نحن موجهون، و إن كان العديد لا يعلم إن كنا مسيرين أم مخيرين، فنحن هنا في هذا العالم مسيرين، و فعليًا تحت تأثير المجهول، و النقطة هنا أن أي حديث  عن هذا الموضوع رأيت أنه يتجه نحو نظرية المؤامرة و السخرية، عزيزي إنها مؤامرة بالفعل.

و أنا لن أخبرك من هو المجهول لأني لا أريد ألمًا في الرأس في تلك الساعة.

أنت و أنا و جميعنا نعلم اننا مراقبون في جميع تحركاتنا، و بياناتنا في مكان معين بهدف معين، لكن من يهتم، فنحن ندور في تلك الحلقة بدون إرادة.

تلك المواقع كما تعلم جعلتك تحصل على هرمون السعادة و تبحث عنها إن فقدتها، تلك المواقع عقدت الأمور أكثر مما سهلتها.

لا تستطيع الجزم، هل هي مفيدة و هناك جانب سلبي؟ أم أنها سلبية بالكامل.

النقطة هنا عزيزي أننا نجمع على أن تلك المواقع استطاعت أن تكون سببًا كبيرًا في الإكتئاب.

فالإنفتاح الزائد يمحي الرضا، و إزالة الرضا تعطي العين الإذن في الإقتحام و التمنى، و إن لم تكن باليد حيلة فالأمر سيكون سيئًا، سيئًا للغاية.

عزيزي نحن في حلقة مفرغة، ندور بلا سبب أو هدف، نحن مجرد أداة و مرحلة للوصول إلى مبتغى لا نعلم عنه شيئًا.

لكن دعنا ننظر للجانب الإيجابي، بإمكانك معرفة أحوال (الكراش) بدون أن يشعر.

و أتمنى ألا يضعوا خاصية  تجعله يعلم، سيكون وضعنا غاية في السوء.

في النهاية، العالم يسير و يندمج مع تلك المواقع ولا سبيل للخروج، فكل ما أملكه هو إخبراك بشيء ليس عليك العمل به.

اعتني بنفسك عزيزي، و تذكر أن ليس كل ما تراه حقيقيًا فكلنا بنا عيوب و مشاكل ولا كمال في هذه الحياة، فقط استمتع و ارضى بما أمامك، ولا تنغمس في هذا العالم دون أن تنظر أين تضع قدمك، و تكون مستعدًا للتراجع عن أي خطأ.

كنت أود الحديث عن (تريندات) أكثر لكني لا أتابع أي صفح منذ زمن.

عزيزي القارئ، لا تنسى أن تغسل أسنانك قبل النوم

خواطر اكثر سطحية و سخافةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن