العُقدة في كل عِقد

41 8 5
                                    


تلك المقالة كُتِبت في أواخر عام 2019، و نحن على مشارف العقد الجديد و العام الذي أنعم الله علينا بإنتهائه بعد عدة ابتلاءات، 2020، وقتها اتهمني بعض الأصدقاء بسلبيتي، أعتقد بعد تذكرهم للمقال و ربطهم للأحداث سيلعمون أن تنبؤي كان صحيحًا.

كلنا نعلم أن التطور العلمي يساعد في تطور البشرية و إسعادها، تحقيق الطموحات، الحياة بشكلً أفضل في جميع النواحي، الإجتماعية و الإقتصادية و حتى السياسية، بالتأكيد اليوم و بإمكانك أن ترسل رسالة إلى الجهة الاخرى من الكرة الأرضية في ثواني، خيرٌ من هذا الزمان الذي ينتظر الإنسان شهورًا لمعرفة خبر في الضاحية المجاورة.

عزيزي القارئ الوهمي أو الموجود نحن في عصر السرعة، لذا أحب تذكيرك أن العالم لن يتوقف مع توقفك، لا تكرر خطأي و (شمر البنطلون و خدها جري).

عزيزي القارئ دعني أخبرك أن زيادة العلم و المعرفة أتت لنا بكوارث في الأجيال، بل أتت بفجائع عزيزي.

في العقد الخامس من القرن العشرين قررت جماعة الضباط الأحرار أن يكفي هذا القدر من القمع و الظُلم و الرضوخ، و قررت التمرد على النظام الحاكم، من أجل حياة افضل، و بعدما عرفوا و علموا حقوقهم. أعتقد أن العُقدة تولدت من هنا.

خرج المواطن المصري من كهفه إلى النور يحاول بناء دولته، يحاول رؤية المزيد، تعلم المزيد، سنقوم ببناء دولة متعلمة نشيطة حديثة، سنحارب المستعمرين، سنحفظ حقوقنا.

لا أحب نظريات المؤامرة أو الما ورائيات لكن كل الأمور تشير إلى أن هذا ليس من الطبيعي.

بالتأكيد حكى لك جدك عن أن تلك الفترة كانت تمتاز بالأخلاق و القيم و المبادئ و إلى آخر تلك المحاضرة، لكن لماذا في العقد السادس ظهر مجموعة من الشباب أو (الجيل الجديد) في مظهر منحط، تستطيع التأكد من هذا عندما تشاهد أفلام الستينيات، بالتأكيد كان هذا العِقد به أخلاق و أناس يتحلون بالمبادئ و الدين، لكن أمام الكاميرا كان هؤلاء، كان يظهر الرجل الدنجوان الذي يحاول الوصول إلى حبه الفتاة التي ترتدي ملابس قصيرة، و ينتهي الفيلم بقبلة بين البطل و البطلة.

هذا ما كان في الصورة، لذا انعكس على باقي الشباب و أصبح هذا هو العادي و التفتح و الخروج عن الواقع القديم و العادات المقيدة.

فانهار ما حاول الضباط الأحرار بناؤه، و ضعُفت الشخصية المصرية، و أصبح الرقص و السهر و الغناء هم المنتشرون.

عزيزي القارئ المختفي، كل ما أقول لا يعني أن ملابس المرأة هي من تجعل الدول تنهار، أحيانًا تكون جزءً، لكن هنا أتحدث عن أسباب إنهيار الشخصية الوطنية القوية في هذا العِقد، تذكر أيضًا أني ذكرت إنحطاط أخلاق الرجل، (عدي معايا الليلة).

في العقد السادس حدثت النكسة الكبرى، نكسة السابع و الستين، سقوط سيناء في يد العدو بعد الإنسحاب الكارثي من أراضينا، و كانت تلك أول كارثة في العقود كلها.

خواطر اكثر سطحية و سخافةWhere stories live. Discover now