هل نحن على قيد الحياة؟

197 21 13
                                    


هناك كاتبون و كاتبات يقولون أن اغلب رواياتهم بدأت بجلوسهم أمام ورقة بيضاء لم يعرفوا ما يكتبوا، لكنهم نجحوا في خلق عمل أدبي ناجح في النهاية، أعتقد أننا في منتصف الليل، كان من المفترض أن أنام منذ ساعات لأستيقظ بعد ساعات لكن هناك سؤال داهمني، هل نحن على قيد الحياة؟

حتى هذا السطر لا أعرف عما سأتحدث، هل سأضيع وقتك أم أني سأثبت لك قدرتي في الكتابة؟

الأن نحن أمام سؤالان، دعنا نبدأ بالأول، لقد هرب النعاس من عيني إحتراما للحظة. منذ قليل كان هناك شخص ممن يدعون ب(انفلونسر) كعادة هذا الصنف يشارك أحداث يومه مع متابعيه لدرجة تجعلك معه في كرسي واحد، هذا في بعض الأحيان يشعرني بعدم الوحدة في أوقات الفراغ، كما يفعل صوت الأزرار و أنا اكتب، كان مع صديقة له في عربتها و سألته، لماذا تنشر كل شئ في حياتنا؟ أجاب بسخرية: لأنني ليس لدي حياة.

عزيزي الشخص المؤثر دعنا من الأبحاث التي أثبتت أن هؤلاء الأشخاص يعانون من أمراض نفسية كثيرة (أتمنى أن تكون معافى من كل شر) لكن أنت لديك حياة جعلت المشاهدون ليس لديهم حياة كما جعلتك ليس لديك حياة و تنظر إلى حيوات اخرى.

غرد المغني أمير عيد في مرة قائلا : من كثرة مشاهدة حياة المشاهير شعرت أنني فاشل و بائس....إلى آخره نظرا لعدم حفظي.

تخيل أن أحد الذين يعيشون الحياة التي تطلبها فقط لأنه غير متفاعل مع مواقع التواصل الإجتماعي أصبح في نفس مرحلة تفكيرك، مواقع التواصل الإجتماعي مدمرة يا عزيزي، ما أمام الكاميرا هو عبارة عن قصة يتم تأليفها على أنها حقيقة لكنها في حقيقة الأمر أو في غالبيته كذب.

أحد الأشخاص المدعين أنهم مؤثرون (في الحقيقة هم مؤثرون جدا) يمر بأسوأ فترة يعيشها إنسان، موت صديق،فراق حبيبة، لكنه مضطر إلى الإستيقاظ و عمل الإعلانات لبعض الشركات، إما لوجود عقد أو لأن هذا مصدر دخل جيد جدا، هل تتمنى حياته؟ بالطبع ستجيب بنعم.

لا أخفيك سرا قد أوافقك الرأي، من يحزن و يستند إلى ماله(تستطيع أن تذيب الحزن بشهوة الدنيا حتى إن فقدت الشغف)خير ممن لا يملك شئ، ليس أفضل منه لكن لديه حلول لمعالجة ما به، المال يعطيك الخيارات ، حتى و إن فقدت الشغف تجاهه سيكون لديك وقار كلمة (فليذهب المال إلى الجحيم) هذا خير عن سجن ليس معك مفتاح واحد حتى و إن كان غير مناسبا للخروج.

من موضعي هذا لا اعرف إجابة راحة البال أم المال، لأنني لم أجرب الإثنين بمعناهم الأصلي و الحالي، لا أعتقد أن حارث العقار سعيد بماله القليل، ولا رجل الأعمال حزين بملياراته، و العكس صحيح.

رغم أنني أميل إلى المال لكنه يضعك في خانة من البشر لا أفضل أن يأتي يوم و ألتقيهم، لكنني أحقد عليهم في قدرتهم على التصوير، هم يملكون المال و الوجه الحسن، لم أذكر البنون في الجملة لأنني سأتخذها محل نقاش الأن.

ماذا لو كان هناك شخص له ملايين و سيارات و قصور لكنه عقيم ولا جدوى من علاجه و و و و....الرد هو المال ليس كل شئ، اعطاه الله المال و أخذ منه الأولاد، المال لا يصلح شئ، ماذا إن فقد رجل فقير نعمة الأطفال؟ لا فرق.

أنا لا أجد فرقا في الحياة المادية، أي ان الجميع لديه رزقه المكتوب الذي سيصله لا محاله و بإستطاعته السعي لنيله،سواء كان لديك زينة الدنيا أو لا ستمر بالصعاب و التساهيل و الحزن و الفرح ،صاحب المال ليس بشقي أو سعيد، و العكس صحيح لمن قل ماله، في النهاية أنت في صندوق كبير جدا لن تخرج منه بجسدك بل بروحك فقط.

حتى و إن ظللت تدخل في صناديق صغيرة اختلفت مفاتيحها لن يهم لأن الجميع في مركب واحد ولا أحد يتقن السباحة ولا يمكنك الغرق.

لكن في النهاية هناك فروق طبيعية خلقها الله ، هذا لا يعني تبرير الفقر الموحش، الفروق هنا أي أن الجميع لديه ما يكفيه و هناك من لديهم أزيد.

أعتذر إن أطلت عليك لكنني لا يمكنني النوم الأن و أحب الكتابة كما قلت لك، أتمنى أن اكون جاوبت على أول سؤال أما الثاني فلا أتذكر ماذا كان.

خواطر اكثر سطحية و سخافةWhere stories live. Discover now