كان الجد يجلس في غرفته بعد ان أدي فريضته يقرأ ورده من القرآن الكريم دخلت عليه حفيدته بصخبها المعتاد وقالت : السلام عليك يا جدي
ابتسم الجد ورد عليها السلام وهو يمسح علي شعرها بحنان : وعليكم السلام يا حبه قلب جدك
سألته قائله : هل انتهيت من قراءه وردك اليومي
ابتسم الجد وأجاب : انتهيت الحمد لله
هللت قائله : إذا انت متفرغ ...فلما لا تحكي لي قصه ردد الجد : قصه عن أي شئ
فكرت قليلاً وقالت : عن اي شئ ...فالتاريخ حافل بالحكايات و القصص المليئه بالعِبر
ضحك الجد علي نباهة هذه الصغيره وقال : ما رأيك يا جميلتي ان أحكي لكِ عن رجل كان عاصياً وسكيراً ومنتهك لحرمات الله ثم تاب الله عليه فأصبح سيد العابدين والزاهدين في عصره
هللت الصغيره وقالت : شوقتني يا جدي ...من هذا الرجل
ابتسم الجد وأخذ يقص عليها قائلاً : اسمعي إذاً
هذا الرجل هو مالك بن دينار كان شرطياً في سوق المدينه وكان عاصياً ومنهمكاً ع شرب الخمر يفرض الأتاوات وينصر الظالمين علي المظلومين حتي جاء اليوم الذي سمع رجلان يتقاتلان مع بعضهما ..صاح المظلوم ان هذا الرجل الظالم أخذ الحلوی التي اشترها لبناته وقال له ألم تسمع قول الرسول صل الله عليه وسلم "من خرج الي السوق ليشتري شئ لبناته فأعطاهن إياه وأدخل عليهن الفرح نظر الله إليه بعين الرضا "
لا يعلم مالك بن دينار لم وقع هذا الكلام في قلبه موقعه فهب سريعاً لينصر الرجل والد البنات وجعل الرجل الآخر يعطي له ثمن الحلوی ليشتري لهم آخری فشكره والد البنات وقال له أتريد مني شئ فقال له مالك ..اجعل بناتك يدعون لي ويقلنّ اللهم اهدي مالك بن دينار
هذا الموقف جعل روح مالك تهفو الي خلفه البنات وإن يكون له بنتاً صغيره يجلب لها الحلوی
فذهب الي السوق واشتري جاريه واعتقها ثم تزوجها وانجبته له بنتاً اسماها فاطمه
كانت فاطمه أحب شئ الي قلب مالك ..وكان قد اقلع عن كتير من خصاله السيئه إلا شرب الخمر فكان مدمن عليها ...وكانت فاطمه كلما تراه يشرب الخمر تزيحه من إمامه او تريقه علي ثيابه وكأنها اشاره له ليتوب ويقلع عن شرب الخمر .....ولكنه بقا كما هو حتي ماتت فاطمه وهي في عمر الخمس سنوات ...عاد مالك الي ما اسوء ما كان عليه وفي ليله ظل يشرب الخمر حتي نام فرأي في منامه ان القيامه قد قامت وحشر الخلائق وهو معهم ...فوقف ينظر الي هول الموقف وإذ به يسمع صوت من خلفه فيری حيه بحجم تنين ..ففزع منها وركض وركضت هي خلفه حتي وصل الي شيخ كبير فطلب منه ان ينقذه من هذه الحيه فبكی الشيخ وقال له انه ضعيف ولا يستطيع ان ينقذه منها ...فتركه وظل يركض حتي وصل علي مشارف النار فسمع صوت يقول له أرجع انت لست من أهلها فرجع مره أخري ومر بالشيخ وسأله ان ينقذه ولكن الشيخ ضعيف ولا يقدر علي إنقاذه ولكنه قال له ان يذهب في اتجاه اليمين فذهب فإذا به يری جبل مستدير من الفضه وطل منه أطفال بوجه الأقمار وكانت بينهم ابنته فاطمه فنزلت إليه ومدت يدها الشمال تعلقت بيده اليمني ومدت يدها اليمنی للحيه فولت الحيه هاربه وجلست وأجلست أبيها وقالت له قوله تعالي " أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ ۖ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ"
فسألها عن الشيخ والحيه
فقالت له أن الشيخ هو عمله الصالح ظل يضعفه فلم يعد قادر علي إنقاذه والحيه هي عمله السيئ ظل يكبره حتي كاد ان يدخله النار
استيقظ مالك من نومه وإذا به يسمع أذان الفجر فاغتسل وذهب ليصلی فقرأ الإمام نفس الآيه التي تلتها ابنته عليه في المنام " أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ ۖ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ"
فعلم انها كانت رؤيه فتاب وأناب ورجع الي الله وكانت هذه نقطه تحول مالك بن دينار من عاصياً شارب للخمر الي سيد العابدين والزاهدين
وفي مره ذهب إليه لص ليسرقه فلم يجد عنده شئ فقال له مالك لم تجد شئ من الدنيا اترغب في شئ من الأخره فقال اللص نعم فقال تؤضا وصلی ركعتين ففعل ثم جلس وخرج الي المسجد
فسُئل من هذا ..فقال مالك جاء ليسرق سرقناه
هللت الصغيره وقالت : يا الله يا جدي انها لقصه توبه تقشعر لها الأبدان
هز الجد رأسه ايجاباً ورد : صدقت يا ابنتي ..لذلك لا تستعجلِ في الحكم ع عاصي فربما يری الله في قلبه بذره خير فيتوب عليه ويتحول من حال الي حال
ردت قائله : نعم ومن اصدق التوبه هي توبه العاصي
الذي فعل كل شئ ثم علم ان لا شئ في الدنيا أفضل من الطاعه وتذوق حلاوة القرب من الله
لذلك كل عاصي إمامه الطريق ليتوب عد الي الله والله سيتقبلك بكل حب ورحمه فهو الغفور الرحيم
رأيكوا في القصص بالطريقه دي اكمل ولا لاء
#كل_يوم _ قصه
#امنيه_اشرف
