بيانو 💛

1.7K 134 13
                                    

تتحرك اصابعها علي مفاتيح البيانو بخفه ورشاقه تعزف لحناً ناعماً مثلها تماما تغيب في عالم آخر ملئ بالألوان المبهجة وهو يتسمع وتتسع ابتسامته يأتي يوميا ليسمعها فسماع موسيقاها يريح اعصابه ويشحن طاقته من جديد سرح في تأملها وهي تجلس امام البيانو وتتلاعب يديها بخفه علي مفاتيحه ترتدي فستان قصير ملئ بالزهور بكافه الألوان شعرها البني القصير ملامحها الفاتنه كل ما فيها يؤسر القلب وقد أسرت قلبه دون مجهود يذكر انتهت من عزفها ليخرجه التصفيق الحار من شردوه بها
التفت تنظر الي رواد المقهي عيناها تدور علي شخص بعينه حتي رأته يصفق بحماس لتتسع ابتسامتها وهي  تحي جمهورها فهي تعلم ان كل من يأتي الي المقهی يأتي ليستمتع بعزفها
خرجت من باب خارجي للمقهى محاط ببضع درجات تنتهي بحديقة واسعه جلست علي درجات السلم تنتنفس بعمق وتستمتع بالهواء العليل
رآها تخرج الي مكانها المعتاد ليقرر آخيرا بعد مراقبته لها لمده طويله ان يتحدث معها ويبوح لها بالكثير والكثير
سمعت صوت أقدام و أحد ما يجلس بجوارها
لتنظر له بدهشة
ابتسم يفتح حديث معها : عزفك النهارده كان في منتهى الروعة
اتسعت ابتسامتها تهز رأسها بشكر
استكمل حديثه قائلا : تعرفي اني باجي كل يوم عشان اسمع عزفك
اومأت برأسها دليل علي المعرفه وعيونها تنطق انها تعرف بل وتنتظره ان يأتي لتبدأ عزفها وبعد ان تنتهي يكون هو اول ما تراه عينها لتبتهج روحها برؤيته يصفق لها بحرارة وعيونه تلمع بالفخر
سألا مستفسرا : يا تری صوتك حلو كدا زي عزفك
ملامحها انكمشت في حزن وهي تشير بيدها أنها لا تتحدث
الصدمه ظهرت جلية علي وجهه لا يصدق ان ايقونه الجمال والموسيقى والمرح هذه لا تتحدث هي خرساء ألمه قلبه كثيرا ليستأذن ويرحل سريعا يتخبط في صدمته
أما هي فكانت تعرف انه عندما يعرف انها خرساء سيبتعد وهل اقترب من قبل يا نغم
فقط كانت تتمني ان يتقبلها كما هي ولكن صدمته قد اطفأت بريق الأمل في قلبها
بكت ولأول مره تبكي علي ابتلاء الله لها فقد كانت دوما تحمد الله علي ما الما بها تبكي ليس قنوطا ولكن وجعا وحزنا علي حالها
مر اسبوع كانت تنتظره يوميا لكي يأتي كما هو دوما ليسمع عزفها ليس إلا
مع كل يوم تجدد الأمل في قدومه لينكسر قلبها ليلا دون ان يأتي روحها اصبحت حزينه لينطبع الحزن علي هيئتها وعزفها تعزف ألحان حزينه بها الكثير من الشجن
تعبر عن حالها ووجعها سرحت تماما في العزف ولم تدري بدموعها التي انسابت علي خدها الوردي بغزاره
تشاركها الوجع ذاته
انتهت كالعادة وذهبت الي مكانها المعتاد
لتتفاجأ به يقف امامها يبتسم بحلاوة
ضرب قلبها بعنف يرقص فرحا لرؤيته
اقترب منها يمد يده لها بدفتر وردي مطبوع عليه اسمها نغم ومعه قلم محفور أيضا بأسمها
ظهر التساؤل في عينها
ليجيب شارحا : فكرت ايه أسهل طريقه نقدر نتواصل بها لأني مبعرفش لغه الأشارة فقولت ان الكتابه هي الاسهل نتكلم عن طريق الكتابه عشان تفاهميني وافهمك وواعدك إني أتعلم لغه الاشاره عشان تكون لغتنا الخاصه
دمعت عيناها لحديثه هل يعني هذا انه تقبلها كما هي
بل ويريد ان يتعرف عليها أكثر
رغم تأثرها الشديد بهديته وحديثه إلا انها نظرت له كزوجه منزعجة من زوجها لأنه لم يفعل لها ما تريد
وهي تجلس علي السلم وتفتح الدفتر وتكتب : مش بتجي ليه بقالك اسبوع
رفعت له ليقرأ ابتسم واخذه منها وكتب : غصب عني كان عندي سفرية شغل ولسه واصل حالا جتلك ع طول وجبتلك هديتك
تفهمت سبب غيابه ولكنها ما زالت تشعر بالألم
قد يأتي يوما ويمل ولكن الآن ما بالها بالمستقبل فليسعد قلبها قليلا بوجوده
ظلوا يتحدثوا لوقت طويل بالكتابه لم يشعر اياً منهما بالملل فقد كان كلا منها هائم في الآخر وتفاصيله
تمر الأيام سريعا وعلاقتهم تأخذ كل يوم محني أكثر جديه وتعلقا
معاذ يحاول ان يتعلم لغة الأشارة سريعا ليتقربه أكثر من محبوبته نغم الفؤاد
اما نغم فقد تركت قلبها ليحلق في سماء معاذها الوسيم أسر القلب بين قبضتي يده
تعزف كعادتها علي بيانوها الاثير ولكن اليوم مختلف فمعاذ لم يأتي بعد لكي يسمعها اليوم مما أشعرها بالبؤس
قطعت عزفها وهي تراه يقف امامها بيده باقة ورود بيضاء اعطها لها بأبتسامة
ووقف يحدثها بلغه الأشارة وهو يستخدم يده في التعبير عما يقول
اضطربت وهو يشير لها بكلمه من أربع حروف جعلت قلبها يهوي ويضرب بعنف وكأنه سيخرج من صدرها
ولصدمتها لم تستطيع الرد عليه لتنكمش ملامحه في حزن
لتحرك رأسها علها تستفيق وهي تشير لها ان يعيد ثانيه
ليضحك وهو يشير بيده : بحبك
لتبتسم وهي تشير له انها أيضا تحبه
ليصرخ معاذ وهو يقول لجميع من بالمقهي مكنون هذا الحوار : قالتلي بحببببك
ليعم الضحك المقهي كاملا وهم يباركون لهم بسعادة

رأيكوا
#أمنية_أشرف

اسكريبتات بقلمي امنيه اشرفWhere stories live. Discover now