هل سيكون لنا في اللقاء نصيب؟

33 3 1
                                    

مرحباً
لم أكتب لك يوماً ، فكيف أبداً؟ كيف نبدأ برسالةٍ نعلم تماماً أننا لن نرسلها؟
صديقي ، أنا مشتاقة لك إلى حدٍ يصعب عليَّ فهمه ، أشتاقك بشدة ، وما يؤلمني أكثر أنها ليست مشاعر ليلية يمحوها الصباح ، ليت الصباح يمحو شوقي ، ليت أشعة الشمس التي تنقضُّ يومياً على عتمة الليل تنقضّ على وجعي .
أشتاقك ولست أرغب بالحديث معك ، لست أرغب بإخبارك عن حالي أو عن ما فعلت اليوم ...لست أريد منك سوى كلمةٍ واحدة ، أخبرني بأنك مشتاقٌ لي فقط ،  و دعني أبكي .

حبيبي ، لست بحاجة لسماع كلمات غزل ، ووجهي ليس بشاحب، طاقتي ليست منخفضة ، ولا يعرف أحدٌ بمرضي بك ، الأعراض في فؤادٍ يأبى مشاركتها .
أخبرت أمي بأنني خائفة وأن عظامي ترتجف، حقيقةً لا أدري إن كان لك من هذا الخوف حصة، أم أنها إشارة لأمر سيءٍ قادم ، أنا لست على ما يرام وهناك ما ينهش بدني ، أيرضيك أن يقتات الهمُّ من مهجتي؟

حبيبي ، لم أفقد بريق عيني بعد وهذه ميزةٌ أحمد الله كثيراً عليها، فلم يلاحظ أحدهم حتى الآن هشاشة روحي عبرهما، لكن حين أنظر للمرآة أرى مقلتين بلا منزل و حباً يهطل وحزناً ينمو ، أرى كهفاً رطباً لا ساكن فيه ، وأراك تبعد ..تبعد .
الغصةُ في حلقي تخنقني، في زحام اليوم ووسط الأنام ، أختبئ وأحاول أن الإمساك بدمعٍ يحاول الهروب ، يؤلمني رأسي كثيراً حينها،

أحبك ، وأعلم أن اللقاء مستحيل و أعلم أنه من الحماقة أن أحبك .

دُمت سالماً .

ألّا تَلِجْحيث تعيش القصص. اكتشف الآن