رسالة.٢

126 13 13
                                    

أمسك خيالك جيداً، لا تستبح أمراً محالاً ... لا تستبح أمراً محالاً.
لست شحيحة الود فلا تبخل علي واسقني مما سقيت ، إني يا صديقي مسني السقم ، وامتص جزءاً من روحي ، لقد أصابني مرض و دوائي معك ... بل ربما أنت الدواء.
أيامي السابقة كانت قاسية كطبول الحرب ، كانت جائرة كمعاركها، كانت ضعيفة كقتلاها ، أيامي السابقة جعلتني أدرك بأن الأبيض والأسود لون واحد ، أن الظل والنور وجهان لذات العملة ، وجهان لذاتي .
حين أصلي أشعر بأن حبالاً تلتف حول مهجتي لتنتشلني من خرابي ، لتنتشلني مني... إنني أسقط حيث لا الأسود ولا الأبيض موجود ، أسقط فقط ولا مرساً ارتطم به فيحطم رأسي وأضلاعي.
كنت ملونة دائماً ، كنت كقوس المطر ، وكنت شمساً تحترق لتزيد ألواني بهجة ، حين تزيد النار اشتعالاً ... يصير الوجود رماداً ، قاحلٌ و بليد.
أخاف أن أنظر خلفي ، أن أرى أشلائي المبعثرة .
أفول أصابني...أنا اليوم كما لم أتمنى يوماً أن أكون ، أنا كما البقية أنفذ الأوامر فقط لا أجادل ، إن خيرت بين أمرين أنسحب ، وعند الزوال أبكي حالي الجديدة ... أبكي روحي الجرداء .

نعم ...روحي جرداء يا صديقي ، لم ترفرف حمامة السلام فوقي منذ بدأت أحرفي تتساقط.
صرت شجرة عارية في موسمها ، بلا أوراق .. بلا ثمار .
أنني منهكة ولا أدري ما التالي ، إنني متعبة ، أمشي بثقل .
سأقف هنا فأنا لا أقوى على المسير ،سأبقى حيث أنا .
هناك فجوة في صدري ويال الابتذال، لا أملك من الكلمات ما يكفي لأخبرك مدى سوء حالي ، مدى يأسي .
لا أطلب الكثير .. اصنع ثقباً بحجم خرم إبرة لعل الأمل يعود حين تبزغ شمس الغد ، لعله يحتضنني فأحن وأنجرف بسيل أحلامي نحو الغد ... سأشرق حتى يختفي نورك ، أحدث الثقب فقط .
لن يأفل نجمك لا تخف ... إنه مجرد عناق ، سأعانقك حتى تختفي في داخلي ، حتى نصير شمساً واحدة .

ألّا تَلِجْحيث تعيش القصص. اكتشف الآن