أن تكون مسموعاً

29 3 0
                                    

صديقي ، كيف الحال؟ لم تسأل عني لمدة فقررت المرور والاطمئنان.
ولأنك كما عهدتك مستمع جيد دعني أقص عليك ما فكرت به سابقاً اليوم ، كنت جليسة أفكاري للحظات ، مررت بها بدورة تدريبية أخذتها سابقاً حوت في جزء منها مهارات التحدث ( public speaking) .

كان علينا كتمرين أن نقوم بسرد قصة حدثت معنا في الماضي . لا يهم الموضوع ،المهم أن نلقيه أمام جمهور ، أنا بطبعي لا أحب التحدث ولست بارعة في سرد القصص إضافة إلى أني عشت طفولة مملة لا قصص ملحمية فيها  لأحكيها، لكن حين يحين دورك لا مجال للتهرب . كنت خائفة جداً رغم أننا كنا عشرين شخصاً أعرف معظمهم ، كانت عظامي ترتجف ، قد يبدو للحضور بأني واثقة ولكني أقسم بأن كل خلية في جسدي تقفز وتدور ، أقدامي لم تكن ثابتة و حبالي الصوتية تعزف الكثير من الألحان . لكن كما ذكرت ذلك الشعور في داخلي فقط .
صديقي ، هل الشعور بأن الأعين موجهة إليك وإليك فقط هو ما يجعل الأمر صعباً ؟ لم تكن تجربة سيئة بل على العكس تماماً ،عدت لمقعدي بشعورٍ جديد ، أن تكون مسموعاً ، لا أدري كيف أصف الأمر لك ، كالعودة منتصراً من حرب شرسة ، تغلبت على شيء ما كنت أجهل وجوده ،على نوع من الخوف لم أكن أدركه ، كم أحببت ما شعرت به .

سنحت لي الفرصة بتكرار الحديث في جزء آخر من الدورة التدريبية يتحدث عن المبادرات و ريادة الأعمال ، القوة التي شعرت بها نقلتني لمكان آخر ، مكان أستلذ به في الحديث ، أتمنى أن تعاد التجربة في مكان آخر وعلى نطاق أوسع ، أن تكون مسموعاً يا صديقي ذلك  يشعرك بأهمية صوتك يشعرك بالثقة.

ألّا تَلِجْWhere stories live. Discover now