رسالة

189 17 2
                                    


منذ زمن لم تعبر ذكراك ثقب الحياة لتجتاح مخيلتي ، لقد تخلت عن هذه العادة أو ربما تخليت أنا عنها .

لكن طول تلك المدة ألقى بي نحو عتبة لم أتوقع أن أطأها بعد أختبائك !
كيف حالك ؟ أدري أنك نمت على أهداب النسيان يوما متأملاً أن أوقظك بعد فترة لا تعدو الثوان لكني لم أفعل
،وأعتذر عن ذلك.
أما اليوم وفي حملة لتنظيف ما بقي من عوالق صغيرة ،وجدتك في ورقة مطوية ...لم أدرك أنها أنت فذاك جزء من دهاليزي لم أدخله منذ زمن فقد أضعت المفاتيح حين غرقت وجرفني التيار وأشيائي .
لن أنكر سعادتي بأني وجدت المفتاح ولن أنكر سعادتي بأني وجدتك في ورقة مطوية ، كنت دائما تترأس العناوين وكونك في تلك الورقة يعني أنك هزمت .

يا صديقي ، يسعدني غيابك ، وأتمنى أن تمكث طويلاً حيث أنت ، أن لا تعود ، أن لا تتوب .

صديقي العزيز ، كيف حالك حيث أنت ؟ هل استطاعت مجارفك اقتلاعي من ذاكرتك ! أتدري أني لم أحتج أكثر من مقشة .

الآن سأخبرك بأني أفتقدتك للحظة فقط ، لم أجد فيها من يسمعني ، لكن لا تقلق لم يدم ذلك أخبرتك أنها لحظة !
استبدلتك يومها بورقة ، أدركت حينها بأنك لم تكن أكثر من ورقة ، لذلك قمت بطيك ورميك .

سأخبرك أني بخير -إن كان لديك الفضول لتعرف حالي-
أكاد أصل إلى المكان الذي أريد ، قطعت نصف الطريق و ما تبقى لي سوى خطوتين .

شاركتني رحلة طويلة وليس من العدل أن لا أخبرك عني ، شكراً يا صديقي عما مضى ، عما عشناه سوياً ، أتمنى أن تكون بخير أنت أيضاً ، وأرجو أنك قطعت من رحلتك شوطاً كالذي قطعته أو أكثر .

ونهاية يا صديقي لا أدري من أخطأ ولا أعرف ما الخطأ ،كان لك يد في البعد.. و ليس لي في الحنين يد .

لك مني أحر السلام .

ألّا تَلِجْOpowieści tętniące życiem. Odkryj je teraz