كان مجرد سؤالٍ عابر "كيف تعرف في زحامك من تكون؟" لا أدري حقاً من أكون ، لم أخطط لما أريد أنا أصبح عليه و يؤسفني أني اكتشفت متأخراً "من كنت" ، مؤخراً أشعر بالضياع حقاً ، من أحب ومن أكره ، ما أحب وما أكره ، ما أريد فعله وكيف أفعله ، دوامةٌ من الأسئلة أطرحها ،وتصفعني ذات الإجابة كل مرة " لا أدري" كانت إعادة قراءتي لذلك السؤال صفعةً أيضاً ،كيف تجيب عن ألف سؤالٍ بجواب واحد ؟ أيكفيك حقاً ألا تعرف ماهيتك ؟ ألّا تعرف غايتك؟! وتتكاتف الأسئلة مجدداً لحشري في قوقعتها ، وأتكور على نفسي مجدداً .أشعر بالبرد ، حين أرسل صديقي رسالةً بأن حرارة الصيف تأكل من أطرافه ، أن الشمس تذيبه في غرفته دون أن تراه ، كنت في فراشي ألتحف لحافاً شتوياً سميكاً وأرتجف ، حينها أدركت أن برودة الأسئلة أقوى من شمس الصيف ، أن دماغي إن بدأ مهمة سينهيها ، لقد مضى الصيف ولازلت أرتجف لازالت أفكاري تهزني بشدة ، بتُّ أعتقد بأني شجرة خريفية عارية من أوراقها ، أغصاني أسئلة يابسة وجذوري تقاوم لتحيا رغم الظروف المناخية المحيطة القاهرة.
لا أدري كيف أنهي معاركي ، كيف أقنع الفرسان الأقزام القاطنين في دماغي أن اقتتالهم لن يجدي نفعاً وأن لا حياة مع سيوفٍ مشهرةٍ طوال العام ، لا أدري كيف أوقف النزاع و حركة الكون في طرح الأسئلة تزيد ،الأحداث تزيد ،والهموم تتشعب.
أود أن أستيقظ غداً دون ألم في فكي نتيجة الضغط_ غير المقصود _عليه من أفكاري وهواجسي ، كم أتمنى أن أستيقظ غداً دون الشعور بتلك الحبال تلف عنقي وعقلي ، وأريد حقاً أن أستيقظ بضربات قلبٍ منتظمة و مشاعر مستقرة لا هياج فيها ولا استنفار ... أشتاق فعلاً للشعور بالسكون .