أتمنى أن أتوقف عن الوقوف في منتصف الأشياء دائماً .. أن أكمل..أو أن لا أبدأ أبداً
للوهلة الأولى ستراني أطفو على السطح تماماً..أو أعلى قليلاً، بقدر العمق الذي أغرق به ، بقدر سديم ضياع الذي يحيطني ، لن تعرفني أو ربما لن تحاول النظر في وجهي ... مهما يكن، ذلك لن يؤثر بس ولن ألقي له بالاً كما جرت العادة، ديدنٌ اتخذته دون أن أدري ، أو ربما ورثته عن أبي .
إنني هنا أغرق ، هذا ما يخيل لي ، و لكن لو عدنا للواقع فإنني كزورق صغير أعوم، لا وجهة لي، لست أجري مع التيار ، لا مرساة لي ، ولا نهاية منتظرة لرحلتي ، لا ربّان ولا مرساة ، لا وجهة ولا ضالّة أحاول إيجادها ... لا هدف، وكم يؤسفني هذا القول
قلت لصديقٍ مرةً سأبحر .. لم أكذب
وصرخت مرةً لي حلم .. لم أكذب
رحت في هودج الحياة فضعت .. ضللت
وأما عن الحلم فيبدو أنني لم أكن بتلك الجدية .. ضاع الحلم وضعت معه
لن أقول أنني استسلمت .. عهد قطعته لصديق
ولا دلالة لما قلت فأنا - ورغم قولي بأنه لا وجهة لي- أرنو للنهاية ولربما كانت منذ البداية ترنو لي .
