انعكاس

513 58 27
                                    

أدركت اليوم أن حالة الاستنفار التعيسة التي أثارتها الرياح ليلاً لم تكن سوى رداً لتكسر به غطرسة القمر

هو كان يقول : أترين تلك النوافذ .. فتحها أصحابها ليروني وحدي .. أنا فقط.

تجاهل النجوم ؛ تجاهل النسيم ؛ تجاهل كل شيء... تجاهل وجودها تماماً

فعصفت حاملةً معها تلالاً من غبار وزعتها في كل مكان ،كان صوتها أقرب للنياح ليلتها، لقد غضبت حقاً و قد تحولت من نسيمٍ يريح القلب لوحش كسير يثير الصخب .

أوتعلم أن القمر يبدو هزيلاً هذه الأيام .. لقد أغلق الجميع نوافذهم حتى لا يصيبهم الغبار ،أدرك أنه ليس العامل الوحيد لتلك النوافذ المفتوحة
ربما .. وأقول ربما كُسر كبرياؤه.

إنه يجلس الآن بعيداً .. بعيداً جداً عن النجوم

هل كنت يوماً بالنسبة لك نجماً ؟!

أفعلت الريح الشيء ذاته بنا ؟

هل النوى كان عقوبتي لأني لم أغلق النافذة حينها ؟

بما أنني هنا الآن أجلس وحدي مثلك تماماً -أعتقد- سأشاطرك جزءاً من وهمي .

أتخيلك دوماً تجلس في الزاوية اليسرى للشرفة موازيًا لي ..تجلس دون أن تتفوه بكلمة
وحين أسألك عن السبب تجيب:
وبمَ تنفع الأسباب.

أتعلمْ! .. لقد حفظت كلامك كلّه عن ظهر قلب

ولا أنفك أردده أمام المرآة ... أيعتبر هذا ضرباً من الجنون؟

وإن يكن .. ألم تقل أن علي أن أفعل ما يريحني؟

تقمص شخصيتك أمام المرآة يريحني ..
فلتصفني بالجنون .

ألّا تَلِجْWhere stories live. Discover now