كنت أسير وحدي بقبعة منكسة تغطي ملامحي ومعطف وددت لو أنه يخفيني كما في قصص الخيال ... أتدري ماذا يدور في قلب أمرءٍ يتمنى لو أن معطفه يخفيه ؟
أنا لا أشعر بالحزن لأني أسير و حدي وسط الزحام ، بل أشعر بالآسى على أرضٍ حزينة لأنها لم تجمعنا، السماء أيضاً حزينة لأننا لا نستظل سوياً بظل غيمة واحدة من بناتها ، أما عني أنا فأحسد نسماتٍ تقبل وجنتيك دوني ، و لن أخفيك أيضاً أشعر بالغيرة من خواتم تعانق أصابعك .
دون في دفترك أني لازلت أحبك، وأنه رغم أن كوني لم ينطفئ بغيابك فأنا أحبك ، ورغم المسافات و الأقدار الغريبة التي تفصلنا ورغم الرياح التي تصفع الباب في وجهي كلما هممت بالخروج للبحث عنك... أحبك .
البارحة أرسلت لك رسالة لم يرض كائن حملها ، ولم تصلك ، صرختها في داخلي فصوتي كان الأول في إعدام متتالٍ تم بواسطة مقصلة ، دخل قاعة الحكم يتمتم باسمك، ولم يخرج .
لست أشتاقك، أحملك معي أينما ذهبت ، وقد رافقني ظلك لدقائق اليوم، عرفت أنه ظلك فقد كان أبيضاً ... أدرت وجهي لكنك لم تكن هناك أعدت نظري للظل فلم أجده .
كيف حالك؟ وأعرف أنك بعد إجابتك ستوجه ذات السؤال لي.
سأخبرك عن حالي، اليوم كنت قبيحة جداً ، رأيت أشخاصاً أحبهم ، لكن سعادتي كانت باهتة ، كانت حقيقية ولكن باهتة ... كذلك كل ألوان الكون بدونك .. الكون باهت جداً، باردٌ جداً ... ينقصه قبس من دفء الشمس وضوئها .
ينقصه قبس منك يا شمسي .