البارت الثاني والثلاثون

5.9K 305 104
                                    

اقرأوا ببطئ عشان تفهموا المعنى من البارت وياريت تقروا السرد كويس 🤍❤️

علي معادنا 👌🤍 متنسوش لو سمحتوا الفوت ⭐ والمتابعة ليا هنا fatma_novels 

_______

لم يمسها مصطفى يوماً ... كم أراحت قلبه تلك الحقيقة ... لم يعلم لِم وهو من المفترض أن يُطلق يداها ويتركها ولكن حقيقة أنها لم تخنه مع أخيه خففت عنه ثُقل كبير

نزل من سيارته بعدما بحث عن ركنة مناسبة ثم وقف أمام تلك العمارة الكبيرة

عمارة في وسط حي الشيخ ذايد .. جميلة وكبيرة ومدخلها علي جانبية مشاتل أزهار أغمضت جفنيها علي فراش الليل ، ولكن ليس هذا سبب وقوفه هكذا وتأملها بإمعان

وضع يديه في جيوب بنطاله وأخرج منها منديل يمسح به أحد الدموع التي سقطت دون إرادته

تنهد بعمق فارتخت عضلاته في إرهاق وحزن وأنهطل كتفيه ليس في عجز بلا بإستسلام .. لقد نفذت طاقته تماما ً... هل كان مخطئ عندما ضربها ؟!

أم كان حبها هو الخطأ الوحيد ؟ ... تذكر يوم وجدها تهرول بالشارع بفستان قصير ومكشوف ولكنه لم يدقق كثيراً فلم يلفت نظره سوى هؤلاء الرجال الذين كانوا يركضون خلفها ويسئلوها بعنف أن تتوقف .. نعم كلام مصطفى صحيح أنها هربت منه قبل أن يمسها مما يعني أنها لم تكن تريد أن تفعل ذلك معه لسبب ما ..

وتذكر أيضاً انه ولأول مرة استخدم أداة قتال بسببها هي ... لأن يومها لم يجد إلا سلاح مصطفى بسيارته فنزل منه ودافع عنها واخذها وذهب وتركها هنا في عيادته لأيام وأيام حتى ذاب فيها عشقاً بدون أن يدري أو يلاحظ نفسه

تذكر يوم اعترفت بحبها له ، كم كانت رقيقة وخجولة ، ياليتها ظلت هكذا .....

تقدم لمدخل ذلك المبنى ثم اختار أن يصعد السلالم لا يعلم لمَ ولكن هذا ما أراده وراق روحه أن يُهدل كتفيه ويتمسك بسور السلم ويصعد متكئاً عليه وأن يتحرر من كل مظاهر القوة المزيفة التي أحاط نفسه بها وهو بعيد كل البعد عنها ... نعم في الحقيقة أراد أن يتكأ علي شيئ يقويه ويسنده حتى ولو كان مجرد سلم من الجماد لن يشعر بما يحرق روحه ...

وصل لعيادته ثم نظر للوحة الصغيرة الممتلئة بالتراب والمعلقة علي جانب الباب ... قرأ بسخرية داخله المكتوب عليها

" عيادة الدكتور فارس محمود العمري ، أخصائي أمراض النساء والتوليد "

نزلت دمعة أخرى منه وذاد الحزن داخله ، كم كان يحب كلية الطب ويعشقها ويعشق مجاله للغاية ولكنهم سرقوه ، سرقوا حلمه وبددوا له آماله وقتلوا شغفه وأصبحت تلك المهنة تذكره بأنه قام بتوليد العشرات من النساء وبذل أقصي الجهود لإنقاذ العشرات من الأجنه من ثم أتت زوجته لتقتل جنينه وفلذة كبده دون رحمة ... أخفض وجهه في اسف ، لم يكن يستحق كل تلك القسوة أبدا ً ، ألم ترى تلك الغبية أنه يعشق كل ما يتعلق بالأطفال؟! ... هل حتى مهنته لم ترسل لها أي رسالة !؟ الهذا الحد هي عامية القلب ! ...

انحنى من أجل الحب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن