82

330 36 0
                                    

حدّقتُ في كليريفان ، متسائلةً ما إذا كنتُ قد سمعتُه خطأ.
"عندما توقّفتُ عند القصر اليوم ، سمعتُهم يتكلّمون حول ذلك."
"مِن مَن بالضّبط سمعتَ ذلك؟"
"رئيس قمّة لومباردي... لقد سمعتُ منه."
رئيس قمّة لومباردي ، والد كليريفان ، روماسي ديلارد.
إنّه قطعًا ليس من نوع الأشخاص الذّين يتكلّمون بكلام فارغ إلى ابنهم.
إذن ، لا بدّ أنّ الأمر صحيح أنّ لومباردي قد سمعتْ شائعات عن منجم ليرا.
استرجعتُ ذكرياتي و بدأتُ في فحصهم بدقّة مرّة أخرى.
و مع ذلك ، مهما حاولتُ بشدّة استرجاع ذكرياتي ، أنا متأكّدة من أنّ المزايدة الأكبر هي 2000 قطعة من الذّهب.
"ستقوم لومباردي بتخصيص أموال لكي تحتكر الحديد. لذلك من الأفضل لكِ أن تجهّزي أكثر ممّا كنتِ تعتقدين يا آنستي."
نصحني كليريفان بنظرة جادّة.
إنّه محقّ.
إذا علمتْ لومباردي حول خام الحديد ، سيقومون بسهولة بالمزايدة بحوالي 5000 قطعة من الذّهب و يفوزون بالمزاد مباشرةً.
هل ربّما خلقتُ تأثير الفراشة** بسبب أحد أفعالي ممّا سبّب مشاركة لومباردي بالمزاد فجأةً؟
** تأثير الفراشة : هو مصطلح يستخدم في النظريات الفيزيائية و الفلسفية ، و هو يعني أن كل فعل بسيط يصدر من شخص ما قد يسبب تغيرات ضخمة و هائلة عند شخص آخر أو نفس الشخص حتى ، و هذا المصطلح يستخدم بكثرة في قصص السفر عبر الزمن حيث عندما يقوم شخص يعرف المستقبل ( سافر عبر الزمن ) بأي فعل بسيط ، فإن ذلك قد يسبب تغييرا في أحداث المستقبل التي يعرفها هو من البداية.
و مع ذلك ، الحجر الكريم المدفون تحته يستحقّ أن تُهدر عليه 5000 قطعة من الذّهب في المزاد.
إذا بدأتُ في التّحرّك الآن ، لن يكون من المستحيل تجهيز 5000 قطعة من الذّهب في يوم المزاد.
و ظهرتْ فكرة في ذهني فجأةً.
ماذا لو أنّ لومباردي قد شاركتْ في الواقع في المزاد في الماضي؟
شعرتُ بأنّ أفكاري متشابكة في رأسي و القلق ينمو أكبر و أكبر.
********
توك.
هناك شيء على رأسي.
"... ماذا؟"
عندما لمستُ رأسي ، شعرتُ بشيء خفيف و ناعم.
أنا أفكّر بأمر ما بجدّية ، ما هذا الآن؟
لقد كنتُ منزعجةً قليلاً و نزعتُ ذلك الشّيء من رأسي ، و لقد كان تاج زهور مصنوعًا من زهور برّيّة بيضاء.

"ما..."
"لقد صنعتُه!"
وصل إلى أذناي صوت طفل ناعم فريد.
"إنّه يناسب تيا حقًّا!"
صرخ كريني بابتسامة عريضة على وجهه المليء بالنّمش.
آه ، صحيح.
أنا الآن أشاهد الزّهور.
لقد كنتُ خارج النّطاق للحظة ، و أنا أسترجع المحادثة في مكتب بيليت قبل بضعة أيّام.
هذا صحيح ، أشاهد الزّهور.
من الصّعب أن تكون في الحادية عشر من عمركَ أيضًا.
"نعم! إنّها حقًّا تبدو جيّدةً على تيا!"
ابتسمتْ لاران بينما تمسح يديْ كريني القذرة ، اللّتان كانتا مليئتان بالتّراب و اللّون الأخضر للعشب.
نحن في حقل داخل قصر لومباردي الآن.
في مثل هذا الوقت من السّنة ، تُزهر الزّهور الصّغيرة لتملأ الحقل ، و حينها يصنع الأطفال بها تيجانًا أو خواتمًا.
إنّها إحدى طرق اللّعب للأطفال في هذه المنطقة التّي لا يوجد الكثير من الأشياء لفعلها فيها.
"آه ، هذا صعب..."
أن تكون طفلاً.
الآن في ذهني ، منجم فحم ليرا ، أنجيناس ، لومباردي ، كلّهم مشوّشون.
2000 أو 5000 قطعة من الذّهب ، من المعقّد جدًّا الحساب.
في الحقيقة ، أنا أريد فقط الجلوس هنا على العشب و اللّعب.
هناك فرق شاسع بين رغباتي و واجباتي.
"أنتِ تبدين جميلة بالزّهور الصّفراء أيضًا!"
"أعتقد ذلك أيضًا حقًّا."
"هذا لأنّ تيا جميلة!"
وضع كريني تاج زهور آخر فوق رأسي و مدحني مرّة أخرى.
"كلّهم يبدون جيّدين عليكِ!"
"كريني يحبّ تيا حقًّا."
قالتْ لاران و هي تربّت على شعر كريني الأحمر.
"نعم! سأتزوّج تيا!"
"ماذا؟"
نظرتْ لاران إليّ بعينيْن كبيرتيْن تبدوان و كأنّهما تبتسمان.
الآن ، كيف تريدين منّي أن أتفاعل مع هذا؟
هااا.
شعرتُ بأنّ كلّ الزّهور البرّيّة هنا ستفقد رغبتها في العيش و تُذبل أنفسها و تستلقي
تنهّد.
أنا بحاجة لحماية براءته.
أجبتُ بصوت آلة نوعًا ما.

ί Șħλιι ɱλȘτεર τħίȘ ʃλɱίιY (ʃરΘɱ pλરτ 1 τΘ 198)  Where stories live. Discover now