104

358 30 2
                                    

"مثاليّ يا آنسة لومباردي. هذا مثاليّ."
ابتسمتْ السّيّدة إمبريجا برضا كبير و أثنتْ عليّ.
تصفيق تصفيق تصفيق.
ثمّ صفّقتْ سيّدات القصر الإمبراطوريّ اللّواتي كنّ جالسين وراء المنصّة بأيديهنّ بصمت.
"همف!"
حدّقتْ ماييف كابوريا فيّ بنظرتها القاتلة.
"واو يا آنسة فلورينتيا! أنتِ مذهلة!"
أثنتْ تيليانا عليّ و عيناها تلمعان.
إنّها مثل كريني.
هذا الأمر يتكرّر في كلّ يوم تمرين على حفلة الظّهور الإمبراطوريّة.
أنا متعبة من الأمداح.
هووت.
لكن بالتّأكيد ، أنا لن أخسر تواضعي.
"أنا أشعر بالإطراء. هذا لأنّ السّيّدة إمبريجا تعلّمني جيّدًا."
لقد قامتْ بذلك حقًّا.
أنا و بشكل مفاجئ منعزل عن المجتمع.
لقد كنتُ متوتّرة بسبب سماعي للكثير من الشّائعات الفضيعة حول المجتمع ، مثل 'ساحة حرب دون سيف' أو 'أين يكون فائز اليوم خاسر الغد'.
كان سيفي أكثر حدّة ممّا كنتُ أتوقّع ، و لم أكن شخصًا يسقط بسهولة من الجرف ، بل شخصًا يتغّلب عليه.
أنا لا أعلم ما إذا كنتُ أستطيع أن أكون بهذه السّعادة بعد أن أفوز على هؤلاء الفتيات الصّغيرات اللّواتي هنّ في العاشرة من عمرهنّ فقط.
على أيّ حال ، علقتْ عيناي على إمبريجا بشكل صارم.
جيّد ، الأمر يجري حسب الخطّة.
"هل يمكنكِ أن تعلّميني السّر؟"
سألتْني تيليانا.
"أعتقد بأنّكِ جيّدة في كلّ شيء... كيف يمكنكِ أن تتكلّمي بشكل مثاليّ للغاية؟"
تمرين حفلة الظّهور الإمبراطوريّة مقسّم إلى صباح و مساء ، و درس اليوم الصّباحيّ كان حول 'الخطاب'.
بما أنّهنّ كلّهنّ وُلدن و ترعرعن في عائلات نبيلة ، يمكنهنّ استخدام طرق المحادثة الأرستقراطيّة الأساسيّة ، لكنّهنّ يحتجن إلى حصص معمّقة أكثر لحفلات ظهورهنّ و حياتهنّ الاجتماعيّة المستقبليّة.
مع ذلك ، كانتْ تيليانا تواجه صعوبات بشكل خاصّ.
"لا أحد في الشّرق يستخدم هذه الطّريقة. من الصّعب جدًّا اللّف و الدّوران في الكلام بهذه الطّريقة."
إنّها من مكان بعيد من وسط الإمبراطوريّة ، و النّاس الذّين يعيشون على السّاحل يمتلكون ثقافة شرقيّة قويّة.

"إذا كنتُ لا أريد الرّقص أكثر ، لماذا لا أقول فقط أنّ ذلك صعب عليّ؟ أنا لا أعلم لماذا عليّ أن أختلق عذرًا عن الأحذية و الماكياج؟"
هزّتْ تيليانا رأسها كما لو أنّها لا تستطيع أن تفهم.
"سيجعلني هذا أوقح آنسة في تاريخ حفلات الظّهور الإمبراطوريّة..."
تمتمتْ تيليانا مكتئبةً.
"سيتمّ اعتبار ذلك كتقليل من الاحترام. أهمّ نقطة هي أن 'تستمرّي في الابتسام'."
"هل الأمر كذلك..."
و حينما كانتْ تيليانا تضحك بغموض...
"أنا أحسد الآنسة جيترويل لأنّها غير مضطرّة لأن تعاني من مشكلة تعلّم كيفيّة التّكلّم."
لقد كانتْ الآنسة كامباديل ، قائدة أتباع الآنسة كابوريا ، من مشتْ نحونا و قالتْ.
لقد سمعتُ بأنّها في الرّابعة عشر هذا العام ، لكنّها طويلة بشكل خاصّ. لذلك من الصّعب أن تصدّق أنّها غير بالغة.
"مزهريّات الزّوايا ليس من الصّعب رفضهنّ. هوو-هوو!"
كابوريا و أتباعها غالبًا ما يضايقن و يتجاهلن تيليانا ، قائلات بأنّها من عائلة ريفيّة من الشّرق لم يسمعن عنها من قبل.
كانتْ تيليانا تُرعب كثيرًا لأنّهنّ يضحكن على طريقة تكلّمها و على ثقافتها المختلفة قليلاً عن ثقافة وسط الإمبراطوريّة ، قائلات بأنّ ذلك بسبب أنّها 'ريفيّة خرقاء في المدينة'.
حتّى الآن ، استدارتْ تيليانا بعينيْها الكبيرتيْن المرتعبتيْن نحوي.
حاولي ذلك.
غمزتُ لها ، 'استمرّي في الابتسام' كما علّمتُكِ قبل قليل.
لفّتْ تيليانا ، التّي أومأتْ و بلعتْ ريقها ، زوايا فمها و ابتسمتْ ، و نظرتْ إلى الآنسة كامباديل.
"ماذا ، لماذا ، لماذا تبتسمين؟"
ذُهلتْ الآنسة كامباديل عندما ابتسمتْ تيليانا ، التّي كانتْ خجولة للغاية ، فجأةً.
"لا جدوى من اصطناع وجه جريء! من سيريد أن يرقص مع نبيلة شرقيّة منخفضة المكانة لا يعرفها أحد؟"
بغضّ النّظر عن الإهانات اللّفظيّة المتكرّرة ، قبضتْ تيليانا على قبضتها و استمرّتْ في الابتسام.
اهتزّتْ عينا الآنسة كامباديل و سرعان ما تمتمتْ عابسةً.
"...جيي ، أنا أشعر بالإهانة حقًّا."
أنتِ تشعرين بما هو أسوأ.
حدّقتُ في الآنسة كامباديل من الوارء ، لكنّ تيليانا قد ابتهجتْ.
"لقد حاولتْ الآنسة كامباديل بدء قتال ، و هذه المرّة الأولى التّي أنهيه دون أن أبكي! كما هو متوقّع من فلورينتيا! لقد علّمتِني سرًّا عظيمًا!"

ί Șħλιι ɱλȘτεર τħίȘ ʃλɱίιY (ʃરΘɱ pλરτ 1 τΘ 198)  Where stories live. Discover now