كانت الطبيبة لا زالت واقفة مشغولة بإعادة أزرار مئزرها حتى صفعها القدر
دخل مريضها و من غيره هو، إنه ذلك الرجل الغريب، ذاك الذي كثر عنه الكلام، هو الملام لأنه غائب من فترة
صعقها تواجده بقربها و هي التي كانت تحلم برؤيته من مسافات و بين فترات، لا تعلم كيف تحولت ملامحها و لا كيف صمدت على عدم الصراخ عليه
ما إن تجاوزت الصدمة تشجعت و باشرت بالكلام، تفضل سيدي إجلس هنا و أشارت بيدها إلى الكرسي المقابل لها
لم يجبها و لم يتحرك من مكانه
احتارت كيف تتصرف معه، رغم كل شيء هو غريب عنهافهل تعامله كمريض أم كعلاج لها ؟
هل تصفعه أم تضمه إليها ؟
هل تخاف منه، هل تقول أين كنت أو ما الذي جاء بك إلى هنا ؟وسط تساقط كل هاته الأسئلة على ذهنها سقط هو على ركبتيه فصرخت تطلب المساعدة.
دخل كل من المساعدة و المسؤول عن الأمن راكضين ليرفعوه فوق طاولة الكشف و أخذت هي تفحصه
بدأت بالضغط ثم النبض الذي كان ينازع و يقاتل كي لا يتوقفخرج الكل و بقيت هي معه لوحدهما، استغلت الفرصة لخلق حديثا بينهما لتكسر حاجز تلك النظرات المتبادلة
- لقد لاحظت غيابك في الفترة الأخيرة لم تكن تخرج
حدق بها دون أن يتكلم ثم بإستحياء و إرتباك أردفت قائلة
- كنت كل ليلة أنتظر رؤيتك لقد جافاني النوم و قسى الوقت المتثاقل في المرور
بدأ يرى ألمها لكنه تجاهل ذلك
- أخبريني يا دكتورة هل مازال بإمكانه أن ينبض أكثر؟
كيف لها أن تجيبه ؟
ماذا عساها تقول ؟- لا عليك سأعالجك سأفعل ما بوسعي ليستمر أكثر فحالتك جيدة
ارتسمت على وجهه المتعب إبتسامة اليأس و قال ممازحا
- هل حتى الدكاترة يكذبون ؟
لم يترك لها أية فرصة لتهرب من محكمة الحقيقة
- بربك أخبرني ما الذي أوصل قلبك لهاته الحالة ؟
- لا أعلم سوى أنني تعلمت إعتزال البشر
لم تجد إلا أن تصف له بعض الأدوية و تعرض عليه توصيلة إلى البيت بعد أن يأتي والدها لإصطحابها، أمسك الوصفة و قال :- ألا تحبين المشي معي تحت المطر ؟
نظرت إليه و تمعنت بعرضه الذي لم تحلم به ثم اتصلت بوالدها لتخبره بأنه لا داعي لحضوره، ارتدت معطفها الأبيض و خرجت معه تحت السماء الحزينة الباكية
الصمت هو عنوان الخطوات الأولى إلى أن فاجأها صوته
- كان سبب بقائي بشرفتي هو حب السماء فرحة مزينة بالنجوم و القمر أو تعيسة تذرف حتى بدأ كل ذلك يتحول إلى حجة و أنت كل أسبابي
ردت عليه: كنت كل يوم أسمعهم يحذرونني منك و لم أحذر لم أدرك أنهم كانوا على حق- كنت تصلين كل مساء لبيتكم، تستغرقين خمسة دقائق و نصف أحيانا تصل لستة دقائق من الباب الخارجي وصولا لنافذتك أو بالأحرى لي
- آسفة أحيانا كنت أتأخر من كثرة التعب و أنا أصعد السلالم المؤدية للراحة
- لم تكن تكفيني تلك اللحظات ففكرت بأن أقدم شكوى ضدك لأنك تحرمينني منك- يا ليتك فعلت لأزج بك في السجن لأنك كنت لا تتركني أؤدي واجباتي و تسحبني من قلبي لأراك
- ربما لو كان قلبي بصحة أفضل كنت أجرك جرا لكن ...
نقاط حسرة و سكوت مؤلم لا كفيل لأي كلام بإنقاذ الموقف ....
YOU ARE READING
رواية كاتب تائه
Romanceلا تتفاجأ إن أخبرتك أن كل ما ستقرأه كان عبارة عن سطر واحد ' كانت بخير حتى صادفت سارق ترك كل الماديات و سرقها هي' من بعدها جاءت فكرة القصة لا تستعجل بالحكم و انتظر النهاية مرحبا بك