الفصل الثاني و العشرون

13 1 4
                                    

دخول شخص واحد بحياتك قادر على قلب كل ما فيها من معالم، أغلب من جرب هذا سيقول آه لو كنت بقيت وحيدا

هي منتشية تمشي على رصيف العشق و فراشات الأحلام تحلق حولها بكل ألوان السرور لغاية وصولها لعيادتها أما هو فمازال ذوق الحلوى يسيل لعابه لحبات أخرى و لقاءات

العودة للبيت في آخر المسار اليومي لكلاهما

نظرات أهل البيت كلها تستفسر عن سر ابتسامتها، بريق عينيها و مزاجها هذا انها وردة تفتحت من جديد

بالجانب الآخر هو لأول مرة يدخل و لا ينتبه لكآبة البيت و ظلمته، لم يكلم أي جماد لكنه تكلم لوحده معها، إنه يراقصها و يداعب خيالها

هي تكلم مخزن أسرارها عنه تصف لها جرأته و تعطيها رسالته لتقرأها

سألتها عن رأيها فجاء الرد أنه يبدو لعوب متمرن على الإفتراس فأوصيك بالحذر منه

- لا إنه ظريف معي و أظنه ينوي الخير
- انت لا تعرفين الرجال كلهم ماكرين و يجعلونك تظنين نفسك مميزة

- لا تقولي هذا فأنت لا تعرفينه
- بلى أنا أعرف أمثاله، دعك منه و انظري لأخي الذي يريدك

الأبله لا يعلم ما يقال بشأنه فقط سعيد و هو يخط بعض الحروف لها

"انبهارك برؤيتي أعطاك ملامح توم عندما يخدعه جيري، كان ينقصك الأذنين الطويلتين فقط، تصبحين مبتسمة لي"

الرسالة الثانية التي فتحتها لتسقط ببئر الخجل

- ما بك يا مجنونة
لا تستطيع مسك ضحكتها و تقول :
- قال لي أنني كنت مثل الحمارة

- و هذا يضحكك يا بلهاء، انت حقا غبية

لا أظنها سمعت ردها، انها بعالم آخر في بعد زمكاني مختلف عن الواقع انها تحت تأثير تخذيريه

- تصبح بخير جيري

السقف يكاد يتشقق ضحكا عليه، لم يره بحالته هاته منذ كان رضيعا، قبل أن يبدأ الزحف و المشي، قبل ان يجرح ركبتيه و يسقط أول مرة، منذ كان يبكي بالدموع فقط و لا يفكر بما ينتظره

كلاهما يستحق السعادة بعدما قست عليهما الحياة، يليقان ببعضهما فكل منهما يعرف معنى فقد الأحبة

هذا كنظرة تفاؤل لكن ماذا لو كانت ابنة خالتها ذات خبرة و عرفت مكره ؟

يخيل لنا أننا نعرف بعضنا جيدا لكننا نجهل الكثير من الجوانب

كل ما يمكننا تمنيه لها هو ألا يخذلها ... و ما نتمناه له هو مؤنس ببيته يخفف عليه مشقة الحياة

رواية كاتب تائهWhere stories live. Discover now