الفصل الرابع عشر

7 2 8
                                    


بعد خمسة أشهر ...
بصعوبة و تردد وصلت وسط الطريق حيث افترق السارق عن الثمرة الوحيدة تحت هطول المطر في أيام نوفمبر بتوقيت لحظات قبل إنكسار روحها و خروج روحه

تبا لهاته الذكريات الكئيبة و لفضولي الذي حط بي هنا مجددا

اخترت اليسار أمشي اتبعها حينما كانت تخطو متلهفة للقياه من نافذتها و الآن أنا مشتاق لرؤيتها و معرفة حالها

وقفت أمام باب البيت أنفاسي تتشاجر فيما بينها و أفكاري تزيد دقات خافقي كأنني بحياتي لم أكن هنا

حالي حال عاشق عصف به الشوق و أنزله عند عتبة الحبيب

بعد لحظات من المعارك الداخلية دخلت لأسمع صوت سعال حاد لصدر منهك يقوم بتحيتي و واجب إستقبالي.

ثم كان الطبق الرئيسي الذي لم أكن انتظره على هذا الشكل المصور في هذا الحوار بين الأم و ابنتها

- أمي خذي أشربي بعض الماء
- ضعيه هناك و انصرفي عني

- أمي أرجوك، صحتك أولى من هذا العناد
- قلت لك لا أريد أي شيء منك هيا انقلعي من أمامي

- يا أمي ألطفي بي و بحالك لماذا تفعلين هذا ؟

الأم تسعل بشدة و تلك التي تركتها استعادت بعضا من بريقها انتكست تبكي بحرقة عاجزة عن التوقف أو الوقوف.

- لا تبكي إياك أن تفعلي يا قاتلة والدك
- أمي يا أمي لا تقولي هذا استحلفك بالله لا تفعلي

- أغربي من وجهي لا أريدك أمامي، آه لو مت أنت لكان أفضل

لم أفهم أي شيء بعد، أنا تحت الصدمة مثلكم فلا تسألوني ما الذي يحدث و لا كيف قتلته

لا يوجد إنسان قادر على البقاء ليسمع أكثر مما سمعته هي و التهمة التي اخترقت كيانها

خرجت مسرعة تجري حافية القدمين تصعد الدرج قفزا، ليس لديها الوقت أو العقل الكافيين

ها هي تتجاوز درجتين معا و إذا بها تسقط خائرة القوى، تشهق بكل ضعف و تنهض لتركض من جديد هاربة من صوت يعذبها و يؤنبها، يمزقها و يدحسها ثم يمضي

دلفت إلى غرفتها لترمي جسدها و قلة حيلتها على سريرها

تضربه بكلتا يديها، تعض الوسادة، تذرف الدموع و تركل برجليها لعلها تدفع ماضيها للخروج من باب ذاكرتها.

لا تحاولوا فلا أحد منا يستطيع مساعدتها إبقوا في أماكنكم فكلماتكم لن تواسيها، ألمها أكبر من أن تسمعكم

هذا ما أراه بها و هذا ما لم يكن بالبال، لقد رحل والدها، السند الذي يحميها و القلب الذي يأويها، هيا نخرج من عندها لنتركها وحدها تعالج نفسها فهي لا تنقصها نظرات الشفقة.

ذهب الساقي و ترك الشجرة الخضراء تعاني من الجفاف الذي حولته لثمرتها بكل ما لديها من قسوة، انه حال امرأة وجدت نفسها تتحمل عبء ابنتها لوحدها

لكن أتساءل كيف حدث هذا ؟

ماذا يعني ان تقتل والدها ؟

نظراتها لا تقول أنها مذنبة فهي كشخصية رقيقة لا تصلح حتى لتهديد بعوضة فما بالك بإنسان و أي إنسان هو إنه والدها

حتى العقل لا يتقبل ما سمعت فأي كابوس هذا ؟

رواية كاتب تائهWhere stories live. Discover now