الفصل الحادي عشر

10 2 8
                                    


حل أول صباح للضيوف

إبن الخالة رغم أنه توغل في الليل بأفكاره إلا أنه استيقظ باكرا بكل نشاط ليكون سائقا لعذابه

خرج و شغل محرك السيارة منتظرا أن يذهب بهما لطبيب العيون

كما يعلم الكل المرأة هي عنوان التأخر حتى و لو كانت عجوز ذاهبة عند طبيب

مع ذلك هو صبور و مزاجه بأتم حال

أولى المفاجآت كانت قدوم أخته معهم و ثانيها الطريق كان قصيرا و لم يكفه ليشبع من نبرة صوتها الصباحية

رغم أنه كان يتعمد السير ببطء إلا أنه سرعان ما وجدها تقول أركن السيارة هنا، نزلت هي و خالتها أما أخته فطلبت منه أن يأخذها بمشوار لتزيده فرحة على فرحة بتحقيق أحلامه

عندما تكون سعادتك مرهونة بشخص معين فإن ذهابه يعني تعاستك

تعكرت ملامحه و تغيرت طريقة نظراته حتى صوته لم يعد كما كان

- أمي اتصلي بي ان احتجت أي شيء
- حسنا يا ولدي مع السلامة

- تعالي يا خالتي إن شاء الله لا ننتظر كثيرا

دخلتا و لأن الثمرة تعرف المساعدة تكلمت معها قليلا و سجلت إسم خالتها في الدور الثالث كما أنها عرفت بأن الطبيب لم يأتي بعد ثم اتجهتا نحو غرفة الإنتظار القريبة من مكتب الإستقبال و جلستا تتبادلان الأحاديث بهدوء إلا أن جاء الطبيب صارخا

- سيدتي، مساعدتي، أميرة الإستقبال، كيف هو صباحك ؟
- آه منك أيها المشاغب أنت تأخرت و هذا ليس من عادات صباحي ؟

- آسف لم أتعمد هذا، هل يعقل أن أختبر صبر مرضانا
- أصمت قبل أن يخرجوا و هيا إلى عملك

- حاضر حاضر فمن الذي سيرغب بالضحك في عيادة طبيب، دقيقتين و ارسلي ضيفي الأول.

علامات التعجب توزعت هنا و هناك على ملامح المنتظرين و الجدران حتى الأشخاص المعلقين داخل الصور ذهلوا بشأن طريقة حديثه مع الإنسانة التي تعمل عنده أو ربما معه

أليس من المفروض به الدخول و هو يكشر عن أنيابه كي توقره ؟
ألا يجب عليه أن ينتقد ما قامت به ؟
و يؤنبها على ما لم تفعل ؟
كما يحدث في أغلب الأوقات في أغلب الأعمال بين العامل و صاحب العمل

يبدو أنه أخطأ خطأين أما الأول فهو تعامله مع خادمته و الثاني أنه لم يرى ما التقطته إحدى كاميراتي

ضحكة تلقائية مرسومة داخل صالة المنتظرين على فاه من جفت عيونها و هي تقول في نفسها آه يا خالتي جئت بك لمجنون.

الكل استنكر دخوله هذا لكن لا أحد تعجب كيف وافق الأخ على أن يأخذ أخته للتنزه بسهولة و هو الذي جاء من أجل غاية معروفة

هل حقا هذا ما يفعله الأخ ؟
أليس هو من يخدم كل نساء الأرض حتى نساء الفضاء إن وجدن و ليس لديه الوقت لأخته أو أمه

نعم إن الرجل دائما مشغول عن نساء بيته، لقد تخلى عن مسؤوليته إتجاههن و تركهن يتجولن لوحدهن لهذا نحن لا نستغرب حال الشوارع المكتظة بالإنحلال الأخلاقي زيادة عن القمامة المرمية بالطرقات

إنها أمور كنا نستحي حتى ان نراها على شاشة التلفاز أما الآن فنحن نتعايش معها، هناك من له قلب و يؤلمه المنظر و آخر مستمتع به

لا بأس فلا حاجة لنا أن نشرح أكثر و لنعد لنستمع للحوار الذي فاتنا بين الأخ و أخته و هما يتجولان ....

رواية كاتب تائهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن