الفصل الثامن

8 2 5
                                    


الطرق التي نسير عليها مليئة بالعقبات و المنعطفات كذلك هي الحياة التي نعيشها

ذهبت الثمرة حيث نصحها الطبيب و أخذت المقاسات ثم توجهت نحو عيادتها لتكمل يومها هناك

بعد انقضاء فترة العمل عادت مساء للبيت لتتفاجأ بوجود خالتها و ابنتها اللتان لم ترهما منذ مدة، كانتا جالستين مع أمها في الصالة

ذهبت إليهما لتتبادلن الأحضان الحارة ثم سرقت الفتاة منهم إلى غرفتها لإفراغ الشوق و القلب مما به من ثقل و أوجاع

لا أحد يحس بها فهي بدون أخت و بدون سلة مهملات للهموم

أغلقتا الباب و لأتركمها براحتهما خرجت أتجول في أنحاء البيت فوجدت الأم تشكو لأختها الفترة العصيبة التي مرت ببيتها و الأخرى تقول آه من بناتنا و قلوبهن متى نزوجهما و نرتاح.

بسرعة مللت من حديثهما العاقل و الهادئ، بعدما شربت كوب عصير من طاولتهما عدت أصعد حيث أظنها الإثارة و التشويق

كادت تصل أذني لتلتصق بباب شقة البنات كي أرتكب جرم التجسس من أجل إشباع فضولكم و اذا بالجرس يرن

- جاء أبي سأذهب لأسلم عليه

فتحت الباب و الحمد لله أنها لا تستطيع رؤيتي، أخذت أول خطوة نحو الخارج حتى قفزت ابنة الخالة: أين انت ذاهبة هكذا يا مجنونة

- ماذا ألم أقل لك سأسلم على والدي هل تخافين هنا لوحدك اذا تعالي معي
- يا غبية إنه مع أخي هل ستخرجين بملابسك هاته

- ماذا ماذا أخوك جاء معكما لماذا لم تقولي هذا سابقا
- متى أقول لك و كأنك أعطيتني فرصة لأتكلم

- اففف لم أره منذ مدة لا أعرف كيف سأقابله
- فقط البسي حجابك و دعينا ننزل معا

بدأتا تخطوان نحو الدرج أما أنا فأسرعت للأسفل و أخذت موقعا مناسبا لتصوير الأحداث و نقلها لكم، حيث أرى من زاويتي من في الصالة و أحدهم يقوم بدوره كرجل يترقب و يتفحص ديكور و أثاث البيت

كل نظراته بصوت واحد تقول: أين الآخرين أم بأكثر وضوح أين هي

كذلك القادمين من هناك في تردد و توتر
ابنة الخالة أخذت المبادرة و تقدمت لتكون هي من تلقي السلام فتعلن حرب النظرات بين الثمرة و ابن خالها

أما أنا فسأنتظر لتحليلها متسائلا هل كان بينهما ما يظهر بمجرد أن يتقابلا فقط أم أنه لقاء عادي خال من أي مشاعر

بناء على عيونهما و تصرفتهما سأقرأ الماضي و أتخيل ما ينتظرنا في المستقبل ...

رواية كاتب تائهWhere stories live. Discover now