الفصل الثالث عشر

11 2 12
                                    


بيت الطبيب، فتح الباب فدخلنا معا

- السلام عليكم أيها البيت الكئيب
- و عليكم السلام يا ساكني الوحيد

- لماذا انت مظلم هكذا ؟ ألا تمل من حالك ؟
- أخبرني أنت إلى متى ستجعلني أنتظرك لوحدك، متى يأتي الآخرون ؟

- ماذا هل اشتقت لي لهاته الدرجة ؟ أنا لم أغب كثيرا فقط أنت تبالغ، تعال كي أحضن جدرانك الباردة
- قل لي ما الذي حدث معك اليوم ؟

- لا شيء فقط التقيت بشخص أحمق، و انت هل من جديد عندك ؟
- هل تتعمد إضحاكي، عن أي جديد تتكلم، لا تخف لا أحد دخل غرفتك كل الطعام الذي تشتهيه مازال بالثلاجة و فاتورة الكهرباء لن ترتفع بالنسبة لما سبق

- اففف أرحتني كنت قلق من أن يفتشوا أغراضي أو يأكلوا ما اشتريته، كنت خائف أن أعود و أجد شخص غيري هنا.
- لا تخف أنت مازلت لوحدك

- نعم أنا لوحدي، قالها و هو يختنق

لا غريب أنه يتحدث لوحده مغيرا نبرة صوته فلمن عساه يلجأ ؟

جاء الدور على المطبخ

- مرحبا يا مطبخي بماذا ستكرمنا الليلة
- تفضل كل ما هو هنا لك لوحدك

- تبا لكم كلكم تذكرونني أنني لوحدي، لا عليك أنا أعرف هذا و لست بحاجة للأكل.

ذهب إلى الغرفة، ها هو ذا مستلق على سريره يفتح يديه و هو يرى هذا السقف الأبيض مجددا

نظراته تلك أخافتني من أن تذرف عيونه، رأيته يوشك على الإنهيار فقررت الإنصراف من عنده

لم أرغب أن أرى ضعفه أكثر مما شاهدت لا أريد أن أسمع حواره مع جماد آخر

لم أبتعد كثيرا حتى سمعت صرخته " أنااااا وحيييييييد " تبعها بضحكة هستيرية فضحكت معه أو على جنونه ثم خرجت أستنشق بعض الهواء و أفكر بوضعي

الإمتحانات على الأبواب، من كانت تعد حبيبتي تشاجرت معها و حاسوبي تعطل

نعم المصائب لا تأتي فرادى لكن لا يعقل أن تكون الصدف سيئة بهذا القدر

كل شيء اجتمع دفعة واحدة ليشتت انتباهي و يبعثرني تماما

هل أفكر بالإمتحانات أم أبحث عن حل للحاسوب ؟
هل أضغط على نفسي و أكمل الكتابة أم أتخلى عن جبروتي و أذهب لأكلمها ؟

كل الطرق تبدو متاحة و مع ذلك لم أتحرك بأي اتجاه و كأنه هناك من قام بتخديري و إبعادي عني

هذا ما حصل معي و لا أحد علم بذلك لهذا تناقص ذلك العدد القليل من متابعي القصة بسبب أنني كنت أتأخر في نشر الفصول

نادرون هم الذين سألوني عنها و عن تتمتها، لنقل أنهم حاولوا تحفيزي على إكمالها و ربما كان هذا حبا لي و ليس للقصة

على كل حال لم أكن أستطيع ان أكتب لكنني كنت أعيش مع هاته القصة

يعني أتخيلها و أعجز عن تحويلها إلى حروف و هذا ما جعل عودتي تكون مفاجئة نوعا ما

مرت خمسة أشهر و أنا تائه

اعتقدت أن الأمر انتهى هناك حين اتخذت الفراق سبيلا للخلاص من توزيع روحي بين الأسماء، من انقسامي و انفصامي في عدة مشاعر و أشخاص

كما تعرفون لم أذهب معهم بل معه ليلة تركته وحيدا بغرفته يصرخ وحدته لوحدته و يصنع حوارات من العدم دائما ما تعدمه حين تذكره بما يكرهه

خرجت أمشي أتسول الراحة في مدن النسيان بين الأزقة باردة الذكريات، لا مكان يأويني بل كل الدنيا لي أنام في العراء هارب منكم و منهم

أخاف على الثمرة من أن تحب مجددا و على الطبيب أن تدفعه وحدته للتعلق بوهم ما، كما أخشى من ابن الخالة و انفعالاته المبالغ فيها و المتكررة

لا أكذب عليكم أنا متردد بأخذ أولى خطوات العودة نحوهم فهناك شعور سيء داخلي يحذرني يقول لي إبقى حيث أنت و لا تقترب مجددا يكفيك ما عشته معهم، و آخر يهمس لي لكن كيف حالهم يا ترى ؟ و ماذا حدث ؟
تبا سأعود و ليكن ما يكن.

سنعود معا يا سادة سنستمتع كثيرا هاته المرة، سنرى من أحب من و كيف تعلقت القلوب ببعضها أو بالأحرى من هو سارقها الجديد ؟

لا أخفي عليكم شعوري، حقا أنا متحمس كثيرا و لهذا أنا ذاهب إليهم ....

رواية كاتب تائهWhere stories live. Discover now