لأنه طبيب أعطى وصفة لمريضته متمثلة في رسالتين واحدة صباحا ليكون هو شروقها و أخرى مساء ليكون غروبهاإنه علاجها الذي تأخذه بكل فرح و سرور حتى أنها أدمنته و أصبحت تنتظره في وقته المحدد
- صباحي معك جميل، لا شيء بك تغير حتى ابتسامتك البشعة
- صباح الخير يا طبيبي المجنونلا يوجد أفضل من أن تبدأ يومك بهذا الإحساس، ليست الرسالة هي المهمة بل المبادرة و معرفتك بأنك تتصدر أوليات شخص ما
- أخبريني كم تذكرتني من مرة خلال يومنا هذا ؟ أنت كنت تتجولين حولي و لم تفارقيني، تصبحين مبتسمة لي
- و لماذا أتذكرك و أنا كنت معك، مجبرة أنا أمام حروفك لا بطلة، تصبح بخيرمرت الأيام بينهما بهذا الشكل الغريب، لم يتصل ليسمع صوتها و لا طلب لقاءها، ربما لأن كل ما يتعلق بها مسجل بذاكرته
أما نحن المبتلين بالبعد فنتكلم كل ما سنحت لنا الفرصة، وسائل التواصل على كثرتها لا تلاقينا بل في كثير من الأحيان تبعدنا
كتابة الرسائل شيء مختلف عن الكلام وجها لوجه في الواقع، نحن نحتفظ بنبضاتنا المتسارعة و تغير ملامحنا، لا نرى ان كنا نبتسم أو معكري المزاج
نعم أعلم بعد الإعتياد نحس بالفرق لكن لن نفهم، ربما نسميه بالتغير إنها التهمة الوحيدة المتفق عليها و المشتركة بيننا لا أحد ثابت على ما هو عليه
العالمين جد مختلفين هنا العلاقة تنتهي بالحظر، فتح حساب جديد و المراقبة، بالنهاية أدركت أن إسمها الحقيقي هو وسائل تعذيب الأرواح
- بما أنك تتلونين خجلا فلا بد أنه حبيبك
- نعم هو كعادته، هل حقا أنا مفضوحة ؟- ليس كثيرا فقط مثل المراهقة الحمقاء
- افففف لا بد أنه هو أيضا لاحظ هذا- حسنا دعينا منه، أريد إطلاعك على موضوع يخصك و أرجو أن تحافظي على هدوئك
- ما هاته المقدمة اللطيفة يا روحي، اي قنبلة ستفجرينها علينا- سمعت أن أخي سيخطبك من والدك
- لكن لماذا يفعل هذا و هو يدرك أنني لا أريده، ألم يجد غيري ليفكر بها- المهم أنا أخبرتك كي لا تتفاجئي، أظنه جدي في قراره
- آه من أخوك هذا، سأوقفه عند حده- المشكلة أنك و لا مرة تقربت منه و حاولت فهمه، ربما تعلقه بك يشفع له بفرصة
- أصمتي و لا تتكلمي بهذا الهراء انت أخته لهذا تدافعين عنه- حسنا أنت أدرى، غدا موعد عودة أمي للطبيب هل ترافقينها أم أذهب أنا ؟
- لقد اشتقت لرؤيته و هاته فرصتي لأراه- يا غبية لو كان يريد ملاقاتك لأخبرك هو بذلك، كنصيحة مني لا تذهبي فالرجل لا يحب المرأة السهلة بل من تجعله يركض وراءها بالإضافة إلى أن أمي ستلاحظ ما بينكما و هذا ليس وقته
- نعم معك حق بهذا فأنا لم أخبر أمي بأي شيء، اذهبي انت معهاهاته المرة سنتمنى أنه لن يحضر نفسه للقائها و إلا فالخيبة ستفسد باقي يومه...
أنت تقرأ
رواية كاتب تائه
Romanceلا تتفاجأ إن أخبرتك أن كل ما ستقرأه كان عبارة عن سطر واحد ' كانت بخير حتى صادفت سارق ترك كل الماديات و سرقها هي' من بعدها جاءت فكرة القصة لا تستعجل بالحكم و انتظر النهاية مرحبا بك