الفصل الخامس عشر

10 2 4
                                    

اليوم الموالي

البيت شاحب بمن فيه

صمت رهيب و الحركة معدومة بالعادة هذا ما يسمى الهدوء حيث تزعجك حركة الذبابة فوق رأسك فماذا لو كانت تلعب مع حبيبها أمامك

لكنه الآن يعتبر أعلى درجات الصخب و الرعب، هواجس الأفكار تهاجمني و تطاردني من احتمال لآخر و لا تتركني بحالي

لا يعقل ان ينقلب حال الأسرة بهذا الشكل في ظرف وجيز

الجو ممطر بالأعلى أخاف أن أعود إليها فيجرفني منظرها إلى التمزق أكثر، إلى الإقتراب منها و أنا ليس بيدي حيلة لا أستطيع حتى الإصغاء لها فكيف بتحمل ما لا تتحمل هي

راودتني فكرة العودة مرارا و تكرارا لكنني أخيرا وضعت هذا الجسم الذي يحملني في الصالة على الأريكة أطلب بعض النوم قبل أن أكمل تحرياتي و فعلا حصلت على القليل منه.

سبحان مغير الأحوال، الثمرة جهزت نفسها و على غير العادة هي تلبس سترة وردية متناسقة مع شفتيها بالإضافة لزينة خفيفة على وجهها و ابتسامة عريضة مع بريق العيون السوداء الذي يوحي بالشوق للقاء الحبيب فأي واحد منهما اختار قلبها يا ترى

آخر الرتوشات حذاء رياضي أبيض بدل الكعب العالي، أظنه لا يحب التأخر فربما هو الطبيب ؟

لكنه سابقا لمح لها بأنها جميلة و هي على طبيعتها بدون ألوان حيث هي كل الطيف، هل يعقل أنه ابن خالتها ؟

لم لا ربما ذاب الجليد الذي بناه الفراق بينهما، بالنهاية يبدو هو من يستحقها و الأنسب لها

وسط أحلامي هاته ها هي ذا تفتح الباب لتخرج أمامي من جديد

تلبس حجاب بلون العيون التي لم تتذوق طعم الراحة، و جافة البشرة مثل أرض قاحلة

من الأحلام إلى كابوس الواقع انتقلت بي تلك الباب اللعينة التي أيقظتني و من الإبتسامة إلى انشقاق الفؤاد.

كم من باب دخلناه سعداء فخرجنا منه تعساء و كم من باب لازلنا نحن إليه

أعدت الفطور و أخذته عند والدتها ثم خرجت للتسوق، اشترت بعض اللوازم و حضرت الغداء

استغربت أنها تقوم بكل هذا سريعا و ما زادني حيرة هو أنها قامت بتعليب بعض الأكل، و لا مرة رأيتها تفعل هذا فهي تشتري أكلا خفيفا عندما تذهب للعمل.

و الآن هي تستعد للخروج مرة أخرى، ماذا سأفعل الآن هل أرتاح أم أذهب معها ؟

طبعا لم أبقى داخل تلك المقبرة مع والدتها و ها أنا معها بسيارة والدها وسط الزحام و الصمت الذي كان بمثابة منوم لي و عندما صحوت وجدت نفسي في موقف السيارات و هي غير موجودة

خرجت لأرى أين أنا و هنا كانت المفاجأة

مكان زرته في أحد منشوراتي سابقا حين كنت أنا هو المجنون يدعى " مصحة الأمراض العقلية " فمن جاءت تزور هنا ؟

الألغاز تزداد تعقيدا
أولا موت الوالد و التهمة الموجهة لها
ثانيا مظهرها الذي يوحي بانفجار مدوي
ثالثا مريض نفسي

رواية كاتب تائهDonde viven las historias. Descúbrelo ahora