الفصل الثاني عشر: الصدام الأول

9 2 8
                                    

......

لكل من ينتظر بداية الحديث دعني أخبرك أنه لا يوجد أي حوار مسموع إنه فقط الصمت، إنه الهدوء الخارجي الممزوج بالصخب الداخلي

هو معروف ما الذي يشغل تفكيره أما أخته فهي تتأمل المناظر هنا و هناك

- لقد لاحظت أن إبنة خالتنا هزيلة تماما، ما الذي أوصلها لهذا ؟
- ماذا ؟

- ما بك شاردة هكذا لقد سألتك عن قريبتنا و عن حالها
- لا شيء فقط كانت مريضة

- أي مرض هذا الذي حطمها هكذا
- لا أعلم هذا ما عرفته منها

حتى هذا الكلام الذي أخرجه من فمه بعد أخذ و رد كان حولها هي ثم عاد للإبحار في مخيلته يفكر كيف يمكنه أن يقترب إليها

بينما كانت أخته تحاول أن تستمتع ببعض المناظر و تتجاهل ألم أخيها حتى وجدت نفسها عند باب العيادة تنتظر و هي تنظر إليه بعد أن خرج يحرق بعض السجائر البريئة من الذي يحصل

هذا ما يفعله كل مدمن عن التدخين و كأن استهلاك الكثير سيقلل من الضغط عليه أو يحل له مشاكله

هناك بالداخل وجدت الخالة على وشك الخروج

- حسنا يا خالتي استعملي أدويتك بعناية و عندما تنتهي منها عودي لنرى النتائج
- شكرا يا ولدي و كان الله في عونك.

خرجت لتجد الثمرة بانتظارها، سألتها عن حالها ثم الخالة اتصلت بابنها ان كان قد عاد ليأخذهما و اتجهتا نحو الخارج

بينما الطبيب أدخل مريض آخر، كانتا هما عند البوابة أخذتا تنزلا الدرجات رويدا رويدا و السيارة بالأسفل مع صاحبها ينتظران

الطبيب خرج مسرعا و بيده وشاح مناديا خالتي خالتي، التفتت الخالة و من معها و من ذهب باتجاههما ليرى حالة أمه أو ليراها هي

الخالة و الثمرة في الوسط، الطبيب من جهة في الأعلى بدأ ينزل نحوهما و ابن الخالة في الأسفل أخذ يصعد إليهما

- ماذا !!! سيدة التواضع هنا
- نعم يا دكتور إنها خالتي و لأنني تعالجت بفضلك أحضرتها إليك

- الحمد لله الذي وفقني لذلك و مع ذلك أنا غاضب منك، كيف تأتين حتى هنا و لا تلقين التحية

وصل الآخر بعد أن سمع طريقة كلامه معها و مزاحه قائلا
- السلام عليكم، أمي هيا تعاليا إلى السيارة
- و عليكم السلام، عذرا لم أتعمد تعطيلهما فقط خالتي نسيت هذا بالداخل و هو يشير للوشاح بيده

- لا عليك كان يمكنك رميه في القمامة
- لست متعود على ذلك

ذهبت خلف الطبيب لأرى عيون ابن الخالة، نظراته كانت كمن يرى العفن أمامه، كلها إشمئزاز

مد يده ليسحب سبب هذا اللقاء لكنه تفاجأ بأنه ابتعد عنه و ما زاده إغاضة ذلك الوجه المبتسم و هو ينظر إليه بينما بقيت كلا السيدتين حائرتين مما يحصل

الطبيب: أعتذر مجددا و تفضل هذا الوشاح، هو قطعة جميلة و لا أظنك سترميه

سحبه من يده على عجالة و استدار لينزل هو و أمه مع تلك العالقة بينهما

الطبيب: طاب يومك سيدي

ثم استدار عائدا الى مكتبه لأرى ابتسامته تنقطع بوجهي

ركبوا السيارة و كما تعرفون بالأفلام من ينزعج يمشي بسرعة و تهور، شخصيا توقعت هذا منه فهو شخص انفعالي بامتياز و لهذا لم أركب معهم بل عدت إلى الداخل لأضحك مع مهرجنا

دخلت لأرى شخصا آخرا بمكتبه صامت يكتفي بالكشف و كتابة الوصفات

كم نحن ضعفاء و ما أسهل أن ينقلب مزاجنا من حال إلى حال

و لأنني لم أرافقهم ذهبت مع هذا الطبيب الوحيد و ها هو يدخل المفتاح بباب منزله ...

رواية كاتب تائهWhere stories live. Discover now