الفصل السابع عشر

18 1 6
                                    


بينما حل السلام بين البنت و والدتها الحرب مازالت مشتعلة في ذهني و ذهنك
ذاب الجليد الذي بينهما و أصبحتا تتكلمان و لو بشكل سطحي

هذا ما يحدث بين أي شخصين متخاصمين حديثي العودة إلى بعضهما البعض، و كأنها تكون هناك مرحلة انتقالية لإعادة ترتيب العلاقة

أما أنا فكما سبق و أشرت لا بد من الذهاب لبيت ذلك الطبيب الفكاهي المرح أحيانا و الوحيد التائه بأرجاء بيته الشاسع الخالي

لهذا أنا على مقربة من بيته على أمل أن أجده حتى و لو كان يكلم نفسه أو يصرخ المهم ألا يكون هو المجنون

لا أريد تصديق هذا ربما هو أحد أقاربها أو أي شخص غريب لكن ليس هو.

وصلت أخيرا عند هذا البيت الحزين الشبه مهجور بوجوده فماذا لو تركه هو أيضا، و أنا أدنو في آخر خطواتي حاولت استراق السمع لعله يكون كما تركته آخر مرة لكن بدون جدوى

لا داعي للإطالة هو لم يكن هناك و مع ذلك انتظرت خارج البيت طاردا كل ما يقول لي نعم إنه هو، إنه هو فاقد العقل فماذا أنت توهم نفسك

كنت أقتل كل ما يشير لي بما لا أريد أن أقتنع به، هذا ما يحدث دائما عندما نتهرب من الحقيقة التي تصفعنا بكل الطرق و مختلف الوسائط

بعد طول انتظار عدت أجر خيبتي الثقيلة، أقول يا ليتني لم أتجرأ على الذهاب إلى هناك

تبقى لي أن أذهب لمقر عمله و فعلت باليوم الموالي فإذا بي أجد اللافتة تحولت من طبيب أسنان إلى مواد غذائية

كل الوقائع تقول أنه قدجن و مع هذا سأنتظر حتى تعود الثمرة لزيارة المصحة و أراه بعيوني، حينها فقط سأتأكد

سأتعلق بخيط الأماني الرفيع حتى و إن تحول إلى حبل يشنق أحلامي بأن يكون هو حبيبها و سارقها الجديد

من الظلم أن لا تكون له حتى و ان كانت تزوحت من ابن خالتها فهي انفصلت عنه

لا بد أنها لم تستطع العيش معه فطلبت الطلاق و اختارت الطبيب

تبا للإنتظار فهو مجرم بحق كل جميل يسرقنا من حاضرنا و يعلقنا بما هو قادم، أتمنى أن لا تتأخر على أخذنا حيث ذلك المجنون و خلال هذا الوقت سنرى ما حصل قبل خمسة أشهر ...

سنرى كيف وصلنا لكل هاته التعقيدات
كيف مات والدها ؟
كيف تزوجت ابن خالتها و انفصلت عنه ؟
السؤال الأهم من هو المجنون ؟

رواية كاتب تائهWhere stories live. Discover now