لقاء ليس ككل لقاء
ابتسمت شفتيها، ارتجف خافقها، تشابكت يديها و تلعثم لسانها مع تدفق هائل من المشاعر الممزوجة بالحيرة بين شلال الأفكار و وادي الدماء الثائرة داخلها
كأنه أول لقاء لهما، كأنها أول مرة تجده قبالتها متسمرة في مكانها متحجرة مثل الأصنام التي تقرأ و لا تتفاعل كالقلم الذي يكتب و لا يحس
هل يعقل أن تتغير مكانة شخص في حياتنا بمجرد اجتيازه حاجز العقل و اقترابه من صندوق المجوهرات الثمينة المدعو بالقلب
هو لا يزال على عتبته و أحدث بها كل هاته الفوضى فماذا لو توغل به، ماذا لو اخترقه أكثر كيف ستواجه نزيفها نحوه ؟
أسئلة كهاته لا تخطر على بال عاشق و أجوبتها سينالها في النهاية
كانت تحت تأثير مباغتته لها حين ظهر أمامها و هي تنتظر خروج المساعدة لتقول لها ضعي حزام الأمان قبل ان تدخلي، عدلي مظهرك و خذي نفسا عميقا قبل أن تبحري به
صفعها القدر مجددا لتصحو من سرحانها و هو يقول تفضلي سيدتي إلى المكتب فقد اشتاق لك
كعادته يقول ما يربكها و يخرب توازن كفتي فمها الورديتين
أخيرا رست السفينة بميناء الطبيب و جلست على الكرسي قبالة الشاطئ الغريب، الراكد المتدفق إلى أعماقها
- شكرا سيدي على منحي بعضا من وقتك
- لا شكر على واجب فنحن في الخدمة- فقط كنت أمر بالجوار و قلت أغتنم الفرصة وأسألك عن حالة خالتي
- لا تقلقي بشأنها، من أجلك سأتابعها بعناية خاصة- شكرا مجددا، لن أنسى معروفك هذا
- العفو إنه واجبي اتجاه صاحبة العيون السوداء اللامعة- نعم عيونها جميلة جدا
- نعم لو كانت شابة و غير مرتبطة ما كنت ترددت بمغازلتهاارتطام خفيف أجبرها على فتح أشرعتها لتسرع أكثر و تغير وجهة الكلام خوفا من الغرق مثل التايتانيك
- كما أنني آسفة بشدة عما حدث في المرة الماضية، لقد ذهبت بأسلوب سيء
- لا عليك لو كنت مكان زوجك لما سمحت لك بأن تكلمي أي رجلصياد ماهر، يرمي طعم الشكوك ليصطاد الحقيقة
- لا هو ابن خالتي فقط، أرجو أن تقبل اعتذاري فهو كان متوترا بسبب الضغوطات في العمل فقط و إلا لما تصرف على ذلك النحو
إذا رأيت أنياب الليث بارزة فلا تحسبن أنه يبتسم
- حسنا بشرط أن نبقى على تواصل، ما رأيك أن تعطيني رقم هاتفك
بمجرد وصول هاته العبارة لطبلات أذنها تذكرت حين سلمت رقمها لسارق قلبها و كم تأخر عليها و أنه حين اتصل انفصل عن الحياة و فصلها عن العالم
و الآن هي ببداية صفحة جديدة و أمل يلوح هناك في مستقبل مشرق فهل ستقدمه له لتعيش جحيم الإنتظار و الإحتراق من جديد ؟
أنت تقرأ
رواية كاتب تائه
Romanceلا تتفاجأ إن أخبرتك أن كل ما ستقرأه كان عبارة عن سطر واحد ' كانت بخير حتى صادفت سارق ترك كل الماديات و سرقها هي' من بعدها جاءت فكرة القصة لا تستعجل بالحكم و انتظر النهاية مرحبا بك