الفصل العشرون

12 1 5
                                    

لقاء ليس ككل لقاء

ابتسمت شفتيها، ارتجف خافقها، تشابكت يديها و تلعثم لسانها مع تدفق هائل من المشاعر الممزوجة بالحيرة بين شلال الأفكار و وادي الدماء الثائرة داخلها

كأنه أول لقاء لهما، كأنها أول مرة تجده قبالتها متسمرة في مكانها متحجرة مثل الأصنام التي تقرأ و لا تتفاعل كالقلم الذي يكتب و لا يحس

هل يعقل أن تتغير مكانة شخص في حياتنا بمجرد اجتيازه حاجز العقل و اقترابه من صندوق المجوهرات الثمينة المدعو بالقلب

هو لا يزال على عتبته و أحدث بها كل هاته الفوضى فماذا لو توغل به، ماذا لو اخترقه أكثر كيف ستواجه نزيفها نحوه ؟

أسئلة كهاته لا تخطر على بال عاشق و أجوبتها سينالها في النهاية

كانت تحت تأثير مباغتته لها حين ظهر أمامها و هي تنتظر خروج المساعدة لتقول لها ضعي حزام الأمان قبل ان تدخلي، عدلي مظهرك و خذي نفسا عميقا قبل أن تبحري به

صفعها القدر مجددا لتصحو من سرحانها  و هو يقول تفضلي سيدتي إلى المكتب فقد اشتاق لك

كعادته يقول ما يربكها و يخرب توازن كفتي فمها الورديتين

أخيرا رست السفينة بميناء الطبيب و جلست على الكرسي قبالة الشاطئ الغريب، الراكد المتدفق إلى أعماقها

- شكرا سيدي على منحي بعضا من وقتك
- لا شكر على واجب فنحن في الخدمة

- فقط كنت أمر بالجوار و قلت أغتنم الفرصة وأسألك عن حالة خالتي
- لا تقلقي بشأنها، من أجلك سأتابعها بعناية خاصة

- شكرا مجددا، لن أنسى معروفك هذا
- العفو إنه واجبي اتجاه صاحبة العيون السوداء اللامعة

- نعم عيونها جميلة جدا
- نعم لو كانت شابة و غير مرتبطة ما كنت ترددت بمغازلتها

ارتطام خفيف أجبرها على فتح أشرعتها لتسرع أكثر و تغير وجهة الكلام خوفا من الغرق مثل التايتانيك

- كما أنني آسفة بشدة عما حدث في المرة الماضية، لقد ذهبت بأسلوب سيء
- لا عليك لو كنت مكان زوجك لما سمحت لك بأن تكلمي أي رجل

صياد ماهر، يرمي طعم الشكوك ليصطاد الحقيقة

- لا هو ابن خالتي فقط، أرجو أن تقبل اعتذاري فهو كان متوترا بسبب الضغوطات في العمل فقط و إلا لما تصرف على ذلك النحو

إذا رأيت أنياب الليث بارزة فلا تحسبن أنه يبتسم

- حسنا بشرط أن نبقى على تواصل، ما رأيك أن تعطيني رقم هاتفك

بمجرد وصول هاته العبارة لطبلات أذنها تذكرت حين سلمت رقمها لسارق قلبها و كم تأخر عليها و أنه حين اتصل انفصل عن الحياة و فصلها عن العالم

و الآن هي ببداية صفحة جديدة و أمل يلوح هناك في مستقبل مشرق فهل ستقدمه له لتعيش جحيم الإنتظار و الإحتراق من جديد ؟

رواية كاتب تائهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن