الفصل الثامن عشر

18 1 2
                                    

قبل خمسة أشهر

عادت الثمرة مستاءة من التصرف المشين الذي قام به ابن خالتها اتجاه الطبيب الذي تحترمه و تضحك لكلماته، خجلة كيف ستقابله مرة أخرى و تظن أنه يتحتم عليها الإعتذار

إنها مضطربة تحاول استيعاب المشهد الذي أعادته مرارا و تكرارا بدون فائدة

كيف وجدت نفسها بين رجلين و الصراع الدائر بين قلبها و عقلها

يمكن للإنسان أن يتشاجر مع العالم برمته و يخرج بقرار من ذلك لكنه يعجز عن الحكم بعدل بينه و بين نفسه

توجهت مباشرة إلى الحمام لتقابل المرآة و تحاكيها ما الذي يجري معها هكذا، لتستفسر ملامحها عن الذي يحدث بداخلها

فتحت الصنبور و أخذت تلطم وجهها بالمياه و تبلل شعرها لعلها تصحو من هذا الشعور بالذنب رغم أنها بريئة منه

صعدت إلى غرفتها تائهة و لم تجد غير ابنة خالتها لتخفف عنها

بدون مقدمات أخذت تحدثها أن الطبيب شخص جيد و عن استنكارها لطريقة أخيها معه و أنه لم يكن يستحق ما حدث معه و كل ذلك بسببها

- لا لم يحدث أي شيء سيء فقط انت تبالغين و تضخمين ما حدث
- كيف لا و أخوك قطع كلامه معي بتلك العجرفة، لقد تعامل معه و كأنه كان يضايقني

- يا غبية ألا تدركين أن أخي مهتم بك و يريدك له لهذا انفعل لما رآك معه
- آه منك أنا أكلمك بجدية و انت تتفوهين بحماقات

- لا بل هي الحقيقة و هو هنا من أجلك فقط
- أرجوك لا داعي للدخول بهذا الموضوع فأن تعرفين رأيي جيدا

انقطع هذا الحوار هنا على وقع صوت يناديهما للنزول إلى الأسفل من أجل تناول العشاء مع باقي العائلة

في طريق كل شخص منهم إلى الطاولة ارتدى قناعا مناسبا للقاء

بالفعل التفوا حول مائدة مستديرة و التهموا ما أمامهم من أكل هروبا من الأحاديث العالقة التي يتحاشونها متناولين حوارات مصطنعة و كل منهم يرسم ضحكة الجوكر على فمه

هو طبقه المفضل معروف فلم يترك لها أية فرصة لترفع عينيها

هي جسدها معهم و ذهنها لا زال عالقا هناك عند مدخل الطبيب

كبار الجلسة عبارة عن لجنة تقييم لا يفوتهم أي شيء فهم يحفظون أولادهم و يدركون أصغر التعبيرات على ملامحهم

الأبناء أغبياء لأنهم يظنون أن التنكر تم بنجاح

بعد يومين أو ثلاثة و صراع هائل بينها و بين نفسها رغما عن رأي اختها التي لم تلدها أمها قررت الذهاب إليه لترتاح من حملها ...

رواية كاتب تائهWhere stories live. Discover now