التسريبة الأولى

1.5K 27 2
                                    

يقف في اخر قاعة العرس قريبا من باب الخروج بعدما قضى اكثر من ساعة ونصف لم يتفاعل في هذا الزفاف الكبير المقام لابنة المطربة الكبيرة ذات الصيت الغني عن التعريف وابنة جراح التجميل العبقري والمشهود له من الأعيان فجمع زفافها كل فئات الطبقة الراقية سواء فنانيها و علمائها ورجال أعمالها وأمنها نظرا لزوج خالتها سعادة المستشار او خالها رجل الأعمال المعروف ، عائلة والدتها الكبيرة ذات الشهرة الواسعة في طبقتهم المخملية نسبها يشرف ومصاهرتها امر يفرح ويفتخر به ، لذا عريسها وعائلته مبهورين بكل ما حولهم ورغم مستواهم الاجتماعي المرموق والثقافي المساوي لعائلة العروس الا انهم بعددهم المحدود يذوبون داخل عائلة سليم بفروعها الكثيرة.
يسحب نفسا عميقا آخرا يهدأ ذاك الشعور البغيض الذي يتصاعد بداخله .. شعور باختناق يتملك حواسه وضيق يتحكم فيه .. شعور بالكره لهذا الوسيم بعينيه الخضراوين وملامحه الأوروبية الجميلة فهو وسيم كابيه وأبيض بشقرة مميزة يعتقد انها عائدة لوالدته .. ينير في الظلام بوميض حدقتيه الخضراويتين و بشرته البيضاء اللامعة .. وشعره البني بنهايته الصفراء.
تتمتم بضيق : مشع !!
يلوي شفتيه وهو يشعر بالبغض يتملكه .. النفور يأسره .. وعدم الرضا يتصاعد بداخله وهو يتأمل شغف الآخر الكبير بها .. عيناه الوامضتان بسعادة يحسده عليها .. وابتسامته النابضة بعشق يرفضه .. و وقوفه بجوارها وامتلاكه لكفها وخصرها فيتطلع اليها بحسرة استقرت في قلبه وأحرقته بقبلة الاخر التي حطت على وجنتها.
ليعلو صوت نادر الابح معلنا عن اغنية أخرى سيغنيها اهداء للعروس فيستعدا سويا للرقص فيندثر تماسكه وهو ينظر لذراع عريسها الذي التفت حول خصرها وكفه الذي لامس بشرة ظهرها العاجية العارية وكفه الأخر الذي احتضن كفها واجتذابه لها قريبة من صدره ليراقصها باريحية ويدور بها فتقع عيناها اخيرا باسر مقلتيه الوامضتان برفض صريح وكره - لم يستطع التحكم فيه - موجه لها فاجفلت وابتعدت للخلف بردة فعل غريزية ، فيتشكل ثغره بابتسامة هازئة .. قاسية قبل ان يستدير على عقبيه مغادرا المكان باكلمه وهو يمسح دمعه وحيدة شعر بها معلقة في طرف جفنه ، دمعة أعلنت عن هزيمة استحقها ، فيغتالها بجبروت عتيد وهو يسير للخارج برأس مرفوع .. وزهو محمود .. وغطرسة طغت على ملامحه فأضحى نسخة جديدة من شخص لا يعرفه شخص جديد ولد هذه الليلة فاستولى عليه واحتل اركان شخصيته ناويا عدم التخلي عنه او الخلاص منه فهو وجد وانتهى الامر.

#نو_كومنت
#اقتباس_سو_كيوت

رواية طوق نجاة ... الجزء الرابع من سلسلة حكايا القلوب ( أقتباسات وتصميمات) Nơi câu chuyện tồn tại. Hãy khám phá bây giờ