التسريبة ال١٢

316 5 0
                                    

يا مساء الفل والجمال
على متابعين رواية #طوق_نجاة الجُمال
قلت لكم فيه هدية بليل
وانا عند وعدي
الهدية دي اسبيشيال ريكوست الجميلة حبيبتي وصديقتي الغالية على قلبي
رغيدا المصرية
بمناسبة عيد ميلادها
كل سنة وانتي طيبة ياريدا وعقبال سنين كتير جاية كتير تبقى فيها مبسوطة وسعيدة وجميلة
وعشان ريدا طلبت مشهد متقدم للامبراطور
انا لبيت الندا يا سي السيد
وبقولها
اتفضلي
يارب المشهد يعجبك ويبقى هدية عيد ميلاد جميلة عليكي
هابي بيرث داي يا قلبي❤️❤️

رفت بعينيها تنظر من حولها باندهاش تحاول ان تستوعب اين هي لتجلس بجزع وهي تدرك انها بمكتبه .. مستلقية على الاريكة الوثيرة والتي تحمل رائحته وكانه قضى معظم لياليه الاخيرة عليها ، شهقت بفزع وهي تشعر بانفكاك وشاحها فاصبح متهدلا رغم انه يخفي شعرها لتتلمس جسدها وملابسها برهبة حطت في قلبها ثم تشهق بفزع مرة اخرى حينما دوى صوته الرخيم يحدثها بخفوت : لا تخافِ لم المسك يا امينة ، فقط حملتك واتيت بك الى هنا حتى لا تقعين ارضا ، ومن قامت باسعافك مايا ليس انا .
احنت راسها بخجل وهي تعتدل بجلستها فتخفض ساقيها فاتبع مداعبا بلطف - حتى لم انظر نحوك .
رفت بعينيها قبل ان تطلع الى ظهره المستقيم المشدود في قميصه الابيض الموليه لها وهو ينظر من خلف شباك نافذة مكتبه العريضة ، كفيه في جيبي بنطلونه الرسمي بعدما تخلى عن سترته المعلقة بظهر كرسيه ليكمل وهو يستدير ببطء : رغم  اني كنت اريد افاقتك بنفسي ولكن اعلم انك لا تحبذين هذا وترفضينه فاستجبت لرغبتك حتى وانت لست واعية .
تمتمت وهي تحاول النهوض بعدما جذبت طرفي وشاحها فاغلقته جيدا : شكرا لك .
وقف امامها فمنعها من الحركة بعدما نهضت ليسألها: الى اين ؟!
اسبلت عيناها لتجيب بصوت مختنق : ساغادر وارجو ان تسمح لي فانا متعبة .
تمتم بجدية : بالطبع سأسمح ولكن لدينا حديث علينا انهاؤه ، عبست بتعجب فاكمل - حديث انت من بدأته قبلما تقعين بين ذراعي .
شحب وجهها تدريجيا وهي تنهر نفسها ان تكون نطقت بها بصوت مسموع وليس كما تخيلت ، اهتز جسدها برفض فشعر بتشوشها فابتعد قليلا للخلف ليكمل بصوت جاد حاني : اجلسي يا امينة وتمالكي نفسك .
استجابت بطواعية وخاصة حينما شعرت بان ساقاها لا يستطيعان حملها ليبتعد هو ويجلس بالكرسي البعيد يمنحها حرية يدرك جيدا انها تحتاجها يتطلع لجسدها المحني امامه راسها المدلاه بذنب يثقل كتفيها ودموع عيناها التي شعر بها رغم انه لا يراها وكفاها المتشابكان سويا وكأنها تعاني من معضلة لا تدرك حلها فيهمس بخفوت : لم تخطئ بشيء يا امينة لو هناك من اخطا فهو انا وليس منذ الان بل منذ زمن حينما اخترت خطأ .
تمتمت سريعا وهي تمسح دموعها بظهر كفها : سيد سليم انا لا ادرك عم تتحدث
زفر واجاب بجدية : بل تدركين جيدا يا امينة ، انا وانت ندرك جيدا ما يحدث بيننا .
اتسعت عيناها بارتياع وشحب وجهها لتهمهم : بيننا ؟! لا يوجد بيننا ، انت رجل متزوج وانا ..
تمتم مقاطعا : انا رجل منفصل عن زوجته ، واسعى لطلاقها .
رفت بعينيها وهي تحارب ذاك النبض الصغير الذي هلل فرحا : هذا امر لا يهمني ولا يعنيني في شيء .
مط شفتيه ليسألها متهكما: حقا ؟!
توردت وجنتاها بعفوية لتتمتم بصلابه حاولت التمسك بها : نعم ولا اعلم حقا لماذا تخبرني عن امورك الشخصية .
ابتسم بتسلية : اذا انت لا تريدين ان تعرفي لماذا القيت خاتمي من النافذة ؟؟
اتسعت عيناها ووجهها يستعيد الدماء التي غادرته بتكثيف تجمع بوجنتيها فاكمل ببساطة - ادركت وجودك حينها .
لم يستطع منع نفسه من ان يتبع بالقول متفكها : اعتقد اني حينها رأيتك بقفاي ايضا .
شبه بسمة ارتسمت على ثغرها من بين دموع كثيفة تجمعت بعينيها فاحنت راسها بخجل مضاعف ليهمس بخفوت : كنت حينها فاقدا للاتزان والتعقل وكل شيء فحاولت على قدر ما استطيع الا اقترب منك .. انت بالذات يا امينة ، لاني لو كنت اقتربت حينها لم اكن املك ان ابتعد ابدا .
رفعت رأسها سريعا تطلع اليه بصدمة وتساؤل مُزجا بعينيها الصافيتين كبحر رائق الامواج ولونهما الغريب بين الرمادي والعسلي والاخضر يجذبه فيشعر بروحه متعلقه بمقلتيها ذات النظرة البريئة التي تسلب منه كل تعقله فيكمل : انت يا أمينة لا تدركي مقدارك عندي للان ، ورغم اني اريد البوح والقول والاعتراف والحديث الا اني اخشى عليك من جموح افكاري معك وجنون احلامي بك ، لذا فقط ساخبرك ان ما تشعرينه مني صادقا .. واني لم اكن بهذا الصدق مع احد من قبل بل ومع نفسي ايضا لم اكن واضحا هكذا ابدا ، سأعدك اني سابذل كل شيء لاكون معك مجتمعا بك في شكل لائق بك وبغلاتك عندي ولاني سافعل عاجلا او اجلا ، واؤكد لك ان من تدعى زوجتي انتهت من حياتي وليس من هذه اللحظة بل منذ تلك اللحظة التي كنت انت شاهده عليها وان لا امل بيننا ثانية ليس لاي سبب سوى اني لا اقوى على الغفران وهي اخطات معي خطا جسيم لن اقوى على مسامحتها عليه .
اهتزت حدقتيها وعقلها يغرق في كلماته الكثيرة التي تدفقت عليها مرة واحدة ليكمل سليم بثبات وهو ينظر لعمق عينيها : كانت زوجتي ولكني لم احبها يوما ، يشهد الله اني عاشرتها بالمعروف وكانت ملكة متوجة ببيتي وحملتها على رأسي وكنت مستعدا لبذل الكثير لاجلها ولكن هي من وضعت خط النهاية بيننا ، نهاية قاطعة لا مجاز للعودة بها ، لذا اريدك ان تثقي بس وبوعدي لك ، منذ الان انا خاص بك انت وفقط يا امينة وانت الاخرى اصبحت تخصينني .
انتفضت بخجل ووجهها يحتقن بحمرة قانية ليسبل اهدابه فلا ينظر لوجهها الذي اصبح شهي في نظره ليكمل بوعد صادق : سابذل الكثير لاجل ان احقق وعدي لك ، وانت حينما تكونين مستعدة لسماعي اخبريني وانا ساقص اليك كل شيء ، لعلني حينها استطيع البوح لك كما حلمت دوما.
تمتمت بعفوية : انا هنا دوما متى احتجتني .
ابتسم بسعادة وكأنه مُنح جائزة بعد طول تعب : هذا يكفيني طوال العمر يا امينة ، يكفيني دعمك اللامشروط وحبك اللامحدود واعلمي ان مقدار كل شيء تشعرينه نحوي مضاعف اضعاف الاضعاف عندي فقط انا اخاف عليك من زلزال اعترافي .
انتفضت واقفة مهمهة وهي تخفض رأسها بخجل اعتراها : اسمح لي بالانصراف .
نهض بدوره : ستنصرفين ؟!
هزت راسها بتشوش فاكمل : ما رايك ان نفطر سويا اخاف ان تغادري وانت متعبة هكذا .
تمتمت بخفر : لا استطع يا .. صمتت فحثها بصوت حاني - ها ؟!
اتجهت نحو الباب : غير لائق يا مستر سليم .
كز على شفته من الداخل : حسنا ، بم انه يا مستر سليم ، فالفطور بالامر يا انسة امينة ، وليس لك بمفردك الاذاعة كلها ستفطر اليوم على حسابي لاجل عيناك يا انسة امينة .
تضرج وجهها بحمرة ثانية فاخفضته مهمهة : ستكلف نفسك دون داعي .
اقترب خطوتين يحافظ على المسافة بينهما : بل كل الداعي لاجل ان اطمئن عليك انا ابذل كل ماهو نفيس وغالي يا امينة .
رفت بعينيها وهمست بتوسل : اتركني اغادر ارجوك .
تنهد بقوة ليوما براسه : تفضلي يا انسة امينة فقط لا تغادري قبيل الافطار .
اومات برأسها ليكمل - ولا تغادري بعد الان دون ان تخبريني انا شخصيا انك ستغادرين .
اومات براسها في طاعة ثانية وهي تخطو للخارج وتغلق الباب خلفها ليتجه هو لمكتبه يضغط زر استدعاء : مايا تعالي حالا .

رواية طوق نجاة ... الجزء الرابع من سلسلة حكايا القلوب ( أقتباسات وتصميمات) Where stories live. Discover now