بارت ٢٣

657 33 139
                                    

لا شيء...

لا شيء حيٌ هُنا   ،

صوتٌ من الأعماقِ حَائراً

مَالَ هذا البحرِ  رَاكِدَ!!

مَن الذي يَنوحُ ويَنتحب!!

هُناك !!...

هُناكَ ما بينَ تِلكَ المسافةِ ما بين عَقلي وقَلبي يَتأرجحُ الندمُ قائلاً و الأسى واضحٌ في النَبرتي ،

غَادرتني آخرُ السُفنِ كُنتُ غَرِيقُ ذَاتي
 
ولم اعي أَنني سَأبقى في الضَياعِ أنتحبُ.

خَلف هذا الصَمتُ ضَجيجٌ عَكس هذا البَحرُ الرَاكِدُ.

جَفت أحبَارُ  أَقلامي ، وحُروفي بَاتت كَالسُنبُلِ في السَنواتِ العِجافِ .

هذهِ البِيوتُ العَالقةُ في حُنجُرتي من نَسيج العَنكَبُوتي ،
فَلا عَجبُ ولا أستغرابُ من شحيح الوجهِ والصَمتُ.

هذا البُكَاءُ أعرفهُ في جُوفي من بين النُدبُ يخرج آنين القَلبُ الحَزين .

كُل شيءً حَولي بَاهتٌ فَلا نَفعَ ل رع ولا ل إنّيانا ، فَهل لي بِرب من بَين الخَرابِ يرسلُ لي بَصيصَ آملاً!!....

أَكادُ أَجزمُ أن الحُزنَ  مُتوارثٌ بَينَ النِساء الخَائِفات الفَانِيات كَالنَخلاتِ اليَابسات..

يَخالُ لي أنني أتبعُ ظِلي الذي هَرولَ بَعيداً عني،

لكنهُ في  الحَقيقةِ  خَلفي مُكتئب!!!

يَخالُ لي أيضاً عَلى ضِفافِ الضَياع  في الأغصانِ  تَمتد  فُروعِها نَحو السَماء تُطلقُ صَرخَاتها،

يبدو أن هُناك لَعنةٌ سَوداءُ قَاتمةُ أصَابت كل شيءٌ أصابهُ التَأنيثُ!!.....

من بَين الخَراب تَخرجُ لي رَغبةٌ ،

أُريدُ جسداً خالي من الآثارِ والندبُ،

و أُريدُ قَلباً ناصعاً  لم يُدنسهُ العَابرين بِخَطوَاتهم  ،

أُريدُ عينًا جَديدة أرى بِها كُل ما هو جَميل .

أود قَطع ذِراعي فَما من شيء يَستحقُ مني تَلويحةَ وداع ،

و أود صُنع مِنها طائراً يُحلقُ في السماء يَحملُ عَني همومي فهذا البحر لم يَعُد يَستَجيبُ.

بِرويةً أيها الحُزن فَخلفَ تلكَ الإعدادِ  قلباً جريحٌ أَتعبتهُ الحياةُ ....

لم أَعُد خَائفةً بأن يُصبحَ هذا الجسدَ ترابا
في أحدى المقابر النائية  ، أو أن تَحمُلني الرياحُ لِعين أحدهم  فَيبكيني شَخصاً لا أعرفهُ .

بقلمي  زينب عبد الرحمن سعد



لبنى : كثرة الناس أصواتهم يلي تخوف جنهم جايين يفترسوني عيون لدقيقة حسيتها بلا رحمة 

ناب الذيب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن