الفصل التاني

20.8K 678 34
                                    

رواية المعلِم
الفصل الثاني ..
_________________________________________________
جمع شجاعته ونظر إلى ريان الذي كان يطالعه قيد إنتظار طلبه وأردف بحرج:
_ ريان أنا عايز أخد الشقة اللي فوق

ألقى بكلماته دون خجل وكأنه يُطالب بحقه وليس بشيء ملك لأخيه، خجل من نظرات ريان عليه وحمحم في خجل:
_ طبعاً بعد أذنك يعني، أصل رنا مش مرتاحة

تقوس ثغر ريان بإبتسامة ساخرة عندما تأكد من حدسه وردد قائلاً بتهكم:
_ رنا!

استنشق هاني أكبر قدر من الأكسجين لكي يواصل ما بدأه لتوه، يريد ملكية الشقة وحينها سيركض مهرولاً إلى زوجته:
_ أكيد يعني أنت عارف أن أي ست بتبقي محتاجة تكون علي راحتها في بيتها تلبس براحتها، ويحيى موجود وكمان الحج!

رمقه ريان شزراً فتابع هاني حديثه موضحاً :
_ عارف إنك مستغرب، هو آه الحج مش شايفها بس أنا بكون مضايق لو شوفتها واقفة قدامه بلبس ااا...

نظر هاني إلى الأرض بحرج بائن ثم رفع رأسه لريان وأردف بتوسل:
_ أكيد أنت فاهم قصدي، ها قولت إيه؟

تعجب ريان كثيراً مما سمعه من أخيه، ما نوعية تلك الثياب التي يتحدث عنها، لما يشعر بغرابة في حديثه، أيعقل أن هناك ثياب غير المعتادة؟ ثياب مختلفة عن العباءة الفضفاضة التي ترتديها دينا زوجته دوماً حتى في علاقتهم الحميمية ترفض أن تخلعها، أثار فضول ريان حول نوع تلك الثياب، يا تُري كيف تكون؟

ابتلع ريقه بتوتر بائن وهو يرى أخيه لا يعبأ لحديثه، فكرة الرفض تتردد في عقله، يتمني بداخله أن يوافق على طلبه، لأن رفضه سيكون بمثابة عداء زوجته معه.

رفع ريان بصره نحو أخيه عندما فشل في تخيل تلك الثياب، كاد لوهلة يسأله كيف تكون لكنه تراجع في آخر لحظة، لعن نفسه بأنه كاد أن يقع بلسانه أمام أخيه بشيء من المفترض يكون على علم به.

سحب نفساً عميق وهو يفكر جيداً في إجابة صريحة ثم أردف بنبرة صارمة:
_ بس الشقة دي بتاعت يحيى يا هاني

تفاجئ هاني من رد أخيه وأردف بإقتضاب:
_  يحيى إيه بس يا ريان،  يحيى لسه قدامه كتير جداً ده لسه مكملش العشرين، أنا أولى بيها منه

اتسعت مقلتي ريان بدهشة وهو لا يدري من أين يأتي بتلك الوقاحة، أحقاً يطالبه بشيء ملكاً له ولا يعبأ لحال لأخيه الصغير.

تأفف ريان بداخله وأردف لينهي ذلك الحوار سريعاً:
_ أنا وعدت يحيى إني هديله الشقة لو نجح في امتحانات الثانويه العامه، ولما نجح كانت هديتي ليه ومقدرش أرجع فيها تاني، حاول تتفهم الوضع

شعر هاني بالإهانة الشديدة من أخيه ونهض بعصبية:
_ يعني أنت بتبقي حتة العيل ده عليا يا ريان؟

نهض ريان هو الأخر ورد عليه بنبرة حادة:
_ يحيى أخويا زي ما أنت أخويا وأنا وعدته ومينفعش أخلف بوعدي معاه، لو مكنتش قولتله كنت إديتك مفتاحها وقولتلك اتفضل

المعلِمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن